اخبار وتقارير

الإثنين - 04 مايو 2020 - الساعة 01:17 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | عدن24- سوث24



كشفت معلومات متعددة المصادر عن تورط الحكومة اليمنية “الشرعية” وميلشيات الحوثيين في تجنيد عناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لمهاجمة القوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي في جنوب اليمن، واستخدامها كذلك في تصفية الخصومات البينية في مناطق الصراع بمحافظتي أبين ومأرب.
فمع تفشي أزمة كورونا عالميا، وانشغال الدول الكبرى المعنية بملف مكافحة الإرهاب بأزماتها المتفاقمة داخليا نتيجة العواقب التدميرية التي سببها كوفيد19، بدى وكأن التنظيمات الإرهابية كالدولة الإسلامية “داعش” وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فرع اليمن، وجدا فرصتهما المناسبة لتعزيز حضورهما وإعادة ترتيب صفوف هياكلها التي تلقت ضربات موجعة مؤخرا، والذهاب أبعد من ذلك إلى نسج علاقات تعاون مع جهات حكومية رسمية وأخرى مرتبطة بجماعة الحوثي المدعومة من إيران، لتوجيه هجمات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته العسكرية في جنوب اليمن.
أصدر تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن فيلماً وثائقياً في 29 أبريل / نيسان تحدث فيه عدد من أفراده عن انحراف تنظيم القاعدة عن مساره بعد ثورات الربيع العربي عام 2011. أدان الفيلم الوثائقي الذي تم تسميته بـ “معذرة إلى ربكم” تنظيم القاعدة عن دعمه للحكومات الجديدة في شمال أفريقيا واليمن والتفاعل مع المسلمين الشيعة.
اطلع “سوث24” على جانب من الفلم الذي نشره الموقع الأمريكي المختص بمتابعة تطورات الحركات الإرهابية والراديكالية حول العالم “SITE”.
ظهر القيادي السابق في تنظيم القاعدة “أبو عبد الله الضالعي”، وهو يتحدث عن تفاصيل علاقة التنظيم في مأرب بقوات ما تسمى بـ “الشرعية”. كشف الضالعي الذي تم وصفه بالفلم كـ “تائب”، كيف كان يستقبل أفراد المعسكرات التابعة للشرعية أو “الجيش الوطني” زعيم تنظيم القاعدة في مأرب المكنى “أبو فواز المأربي” في منطقة صرواح الجبهة المشتعلة مع الحوثيين.
يقول القيادي السابق في القاعدة والمنضم لداعش، أن “أبو فواز المأربي” أخبرهم وهم عائدين من المعسكر أن “الشرعية اتصلت بهم، وأنهم يريدون أفراد من القاعدة للقتال معهم”.
يود تنظيم داعش بهذا الفلم، والذي يخوض حربا شرسة مع القاعدة في محافظة البيضاء شمال شرق اليمن، الكشف عن “بيان ضلال وكفر تنظيم القاعدة لمعاونتهم للحكومة اليمنية” كما يقول نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك.
يؤكد هاني بن بريك في تغريدة له نشرها تعليقا على هذا الفلم أن كلي التنظيمين يعتبران القوات الجنوبية عدوا.
تؤكد الأدلة التي وردت في هذا الفلم صحة ما ذهب له المجلس الانتقالي الجنوبي وأطراف في التحالف العربي منذ سنوات، في اتهام الحكومة اليمنية بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية لاستهداف خصومهم.
تنظيم القاعدة وعقب تعيين زعيمه الجديد “خالد عمر با طرفي” في 21 فبراير 2020، تخلى وعقب خلافات واسعة كشفت عنها وسائل إعلام مقربة من حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن، عن مبدأ “البيعة” الشهيرة المتبعة في تعيين خليفة الأمير السابق.
بحسب مؤسسة جيمس تاون الأمريكية فالتنظيم غير استراتيجيته القيادية والتنظيمية لينتقل مع الهيكل القيادي إلى الهيكل الذري، الذي يتبعه بالغالب تنظيم الإخوان المسلمين.
يظهر انسجام تنظيم القاعدة والجيش اليمني التابع لحكومة الشرعية، التي يسطير عليه حزب الإصلاح الإسلامي، مدى حقيقة التحول الذي ساد أداء التنظيم وفلسفته العملية، ليعود بذلك إلى الأساس التنظيمي الذي انطلق منه بالأصل من رحم هذه الجماعة (الإخوان)، قبل عشرات السنين.
القاعدة والحماية الرئاسية
عناصر تنظيم القاعدة باتت تتحرك بشكل علني في محافظات مثل أبين وشبوة. قوات ما تعرف بالحماية الرئاسية عمدت إلى تجنيد عدد من عناصر التنظيم.
قالت مصادر وثيقة لـ “سوث24” أن قائد اللواء الثالث حماية رئاسية “لؤي الزامكي” عيّن شقيقه “هيثم” في قيادة كتيبة عسكرية مستحدثة في اللواء معظم عناصرها أفراد بتنظيم القاعدة. هذه العناصر قدمت من محافظات البيضاء ومأرب، واستقرت بمعسكر عكد الاستراتيجي في أبين.
تقول المصادر أن الكتيبة المستحدثة حاولت التقدم ناحية قرن كلاسي بشقرة، إلا أنه ونتيجة خلافات مع الجنرال سند الرهوة، انسحبت وعادت إلى خلف منطقة شقرة الساحلية، حيث يقيم الجنرال الشمالي سعيد بن معيلي وعشرات المقاتلين، الذي هددوا مرارا باقتحام العاصمة عدن.
المصادر المحلية الوثيقة أكدت أن التعليمات لإنشاء هذه الكتيبة جاءت بأوامر من الجنرال العسكري ونجل الرئيس اليمني ناصر عبدربه منصور هادي.
وتحصلت “سوث24” على قائمة لأبرز القيادات في الكتيبة التي لها صلات مباشرة مع تنظيم القاعدة وبينهم “أبو سالم الوليدي، أحمد لبتر، منير الطوسلي، الخضر جديب، أبو منيرة المأربي، حازم بن مخاشن”.
وهذه هي الكتيبة الثانية التي تتهم بضم عناصر للقاعدة، بعد كتيبة أخرى أنشأها ذات اللواء وأولى قيادتها لشخص يدعى “مصطفى مهدي”، قال الحزام الأمني في أبين يوم 19 أبريل 2020 أنه قيادي في تنظيم القاعدة.
وكان “سوث24” قد تحصل في وقت سابق على صور وأسماء لقيادات سابقة مرتبطة بتنظيم القاعدة شوهدت بجانب القوات الحكومية اليمنية في منطقة شقرة بمحافظة أبين بجنوب اليمن.
ومن شأن هذه الأدلة الجديدة أن تعرّض تحالفا عربيا تقوده السعودية، جاء لإعادة ما تسمى بـ “الشرعية” إلى العاصمة اليمنية صنعاء، لحرج دولي كبير. ومن شأنها أيضا أن تقوّض شرعية الحكومة، أو تدفع باتجاه إزاحتها من المشهد، أو تشكيل حكومة يمنية جديدة وفقا لاتفاق الرياض الذي أقر المناصفة بين الشمال والجنوب.
الحوثيون والإرهاب
إلى ذلك كشف موقع التهديدات الأمريكي الشهير [CRITICAL THREATS] ونقلا عن وسائل إعلام محلية في اليمن أن حركة الحوثي أفرجت عن 43 سجيناً من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يوم 30 أبريل / نيسان.
وقال الموقع المتخصص برصد التهديدات الأمنية والإرهابية في منطقة خليج عدن والقرن الأفريقي، أن حركة الحوثي وجهت السجناء المفرج عنهم لشن هجمات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة عدن جنوب اليمن.
وقال الموقع الأمريكي أن ذلك تم بعد لقاء جمع الحوثيين وقادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في صنعاء، بحسب مصادر مجهولة في وسائل الإعلام المحلية اليمنية.
ويشير الموقع إلى أن حركة الحوثي أفرجت سابقًا عن سجناء القاعدة في شبه الجزيرة العربية لدعم القوات المقاتلة المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في محافظة البيضاء بجنوب اليمن في أبريل 2018.
استغلال كورونا
الباحثة الإسرائيلية ماور هيرش قالت أنّ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ينظر بشكل أساسي إلى هذه اللحظة في الوقت المناسب والأزمة العالمية بسبب الوباء باعتبارها نافذة وكفرصة لتحقيق أهدافه التي تدعو للجهاد.
وأشارت الباحثة في تقرير نشره المعهد العالمي لمكافحة الإرهاب أن داعش نشر مقالا في مارس باللغة العربية في مجلة “النبأ، يظهر طريقة السرد الذي يتطور داخل المنظمة فيما يتعلق بوباء كورنا وكيف تؤطره المجموعة بطريقة تخدم احتياجاتها وتساعد على تحقيق أهدافها.
تقول الكاتبة أن تحليل هذه المقالات يكشف عن ثلاث اتجاهات رئيسية ظهرت خلال الشهرين الماضيين (تأطير الخطاب أو أسلمة الوباء، أنسنة المؤمنين بالخلافة وشيطنة الغرب، استغلال الأزمة من أجل تنفيذ استراتيجية داعش).
وزعم داعش، كما تقول الخبيرة هيرش، أن”كل ما يحدث، يكون فقط لأن الله يريده بهذه الطريقة، مما يعني أنه لا يمكن منع الأشياء الجيدة ولا الأشياء السيئة التي تحدث للبشرية من قبل أي شيء أو أي شخص – ليس من قبل طاغية أو رجل قوي أو العلم أو حتى دولة مثل الولايات المتحدة. لا يملك أي من هؤلاء القدرة على إحداث أحداث مصيرية ومدمرة تصيبهم بالطريقة التي يصيبها مرض من هذا النوع.”
ويخشى الغرب، تضيف الباحثة الإسرائيلية، من أن تكون هذه الأحداث فرصة لتنظيم داعش لتجنيد أعضاء جدد: أي حالة سلبية في طبيعتها، سواء كانت مرضًا أو سواه، قد تتحول إلى شيء سيستغله تنظيم داعش من أجل تجنيد وجذب الناس إلى أيديولوجيته.
تضيف هيرش أنه ومع استمرار الوباء، سيعمل تنظيم داعش على تخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية، بما في ذلك على الأراضي الأوروبية، حيث أن هذا الأخير هدف طموح لهم. في حين أن العديد من الدول حولت مواردها وقواتها العسكرية من المهام الأمنية ومكافحة الإرهاب نحو محاربة الوباء، فإن داعش يتصرف وكأنه “يسير على النحو المعتاد”.