عربي ودولي

السبت - 23 مايو 2020 - الساعة 04:23 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | متابعات



شن الكاتب الكويتي، أحمد الجار الله، هجوما شرسًا على أمير قطر وسياساته التي ينتهجها. وكتب الجارالله مقالا في صحيفة السياسة الكويتية، حذر فيه تميم بن حمد من مصير آخر ملوك الطوائف في الأندلس، أبوعبدالله الصغير، عندما وقف على تلة مطلة على غرناطة متأملًا وباكيًا ضياع مملكته، فقالت له امه: “أبك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال”.

وقال الجار الله: “للأسف، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، لكن مع فارق بالجغرافيا والعدو الذي يلجأ إليه شقيق مستقويًا به على بقية أهل بيته، ويبدو أن أبوعبدالله الصغير ولد من جديد على سواحل الخليج العربي، راضيًا جعل دولته حصان طروادة للغازي الإيراني، والطامح التركي لاستعادة امبراطورية أبادتها لعبة تنازع السلطة في الحرملك العثماني”.

وتابع الكاتب الكويتي: “هذه حال الإدارة القطرية مع محيطها العربي، بل مع العالم، فهي ارتضت لنفسها أن تكون ذاك الحصان الخشبي الذي يعج بالجنود الغزاة، أكان عبر قاعدة عسكرية تركية أو فتح أبواب الدوحة أمام الحرس الثوري والجماعات والأحزاب الإرهابية من كل صنف ولون”.

وتساءل الجار الله: ” ماذا طلبت هذه الدول “مصر – الإمارات- السعودية – البحرين” من قطر غير كف أذاها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ووقف الدعم المالي للجماعات الإرهابية التي تعيث فسادًا في مصر والبحرين والسعودية، وتحاول إثارة القلاقل في الكويت، وعدم فتح الفضاء الإعلامي للأصوات الإرهابية، أو ليست هذه المطالب هي التي أقرت في المحافل الدولية كافة، فلماذا لم تعتبر الدول الملتزمة بها إنها تمس بسيادتها، أم أن السيادة القطرية المنتهكة إيرانيًا وتركيًا و”إخوانيًا” تختلف عن سيادة الدول الأخرى؟

واستطرد، ماذا تستفيد قطر من وضع نفسها في عمق فكي الكماشة الإيراني – التركي، أليست هي من ستدفع الثمن باهظًا حين يقدم الغازي الإيراني فاتورة مساندته لها، أم ستنتظر كي يخرج الجنود الأتراك من قاعدتهم ليلًا، حين تكون ثمالة الوهم قد سيطرت عليها، تمامًا كما فعل الإغريق مع الطرواديين حين تركوهم يحتفلون بالحصان الخشبي وفي الليل البهيم خرجوا منه ليستولوا على مدينتهم؟

وختم الكاتب الكويتي قائلا: “ما يجب أن تتمعن فيه الإدارة القطرية موقف الشعوب في الصومال وليبيا والعراق وسورية والبحرين والسعودية والكويت ومصر منها بعدما تلوثت أيديها في دماء تلك الشعوب، وجلبت لها الدمار والخراب، وحين تأزف ساعة الحساب نتمنى ألا تتكرر مقولة والدة أبوعبدالله الصغير بعد كل هذه القرون، فلا أحد في الخليج يريد أن يرى الإدارة القطرية تبكي كالنساء ملكًا لم تحافظ عليه كالرجال.”