الدكتور بليغ يكتب

الجمعة - 17 نوفمبر 2017 - الساعة 09:00 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص /تحديث نت


بسم الله العلي العليم الأعظم نستأنف حديثنا في هذه السلسلة التي نود فيها تبيان بعض الأمور , فيما يخص مصيرنا ومستقبلنا كقبائل عربية من العرب الاقحاح والتي كونت هذا الشعب العظيم المؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد , والذي اعتنق الإسلام بقناعة ,وصدق برسالة المبعوث رحمة للعالمين محمد الصادق الوعد الأمين .
وانطلاقا من القاعدة العلمية التي تنص على أن أفكار البشر و أفعالهم دائما تنطلق من إيمانهم أيا كان هذا الإيمان , ولان هذه الرسالة السماوية التي نعتنقها هي آخر الرسالات ونبي هذه الآمة هو خاتم الأنبياء والرسل , وانطلاقا من إيماننا بأن الفهم العلمي الشامل السليم و الوسطي المعتدل لهذا الدين و نصوصه المقدسة من الكتاب والسنة الصحيحة ( وبهذا أصرح برفضي لجميع المؤسسات الدينية و معتلي منابرها ومصالحها الفاسدة والمفسدة فقد انتفت صفة العلم عنهم حين انتفت صفة الخوف من الله منهم والحال شاهد) صالحة لكل زمان ومكان وقادرة على إيجاد الحلول لجميع مشاكل البشرية من المسلمين وغير المسلمين أيا كانت مشاربهم الفكرية وثقافاتهم وجغرافيتهم ومقدراتهم وثرواتهم , وأيا كانت المتغيرات السياسية والاقتصادية والتاريخية التي مرت عليهم , تلك الرسالة السماوية التي جعلت (اقرأ )(سورة العلق الاية 1) أول وصاياها , وأمرت الناس بالعودة إلى العلماء من ذوي الاختصاص والرسوخ في علمهم فيما صعب عليهم فهمه في قوله تعالى في سورة النحل (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)) , هي نفسها الرسالة الإلهية التي جعلت الخوف من الله الدلالة الأولى والاهم على تعريف العلماء في قوله تعالى في سورة فاطر (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) ) , نفسها الرسالة التي حرمت الفساد و قتل النفس البريئة المسلمة وغير المسلمة إلا بالحق , بل وجعلت إزهاق نفس بريئة واحدة متساوية مع قتل البشرية جمعاء في قوله تبارك وتعالى في سورة المائدة (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) ), وهي نفسها التي جاء نبيها المعصوم الأعظم والأكرم وحياته قولا وفعلا وتقريرا مثالا و قدوة يحتذى به في معالجة التحديات الفكرية والاجتماعية والتاريخية و السياسية والاقتصادية وكيفية معالجتها وإيجاد الحلول لها , وبذلك يتحقق الأهم لجميع الشعوب وال ذبه تستقيم الحياة , ألا وهو الحفاظ على مصالح الشعوب الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
انطلاقا من المقدمة غير القصيرة السابقة , أود أن اسأل نفسي و اسالكم , هل بات إيماننا بقدرة الغرب و مؤسسات البحث فيه وما تصدره من تقارير و نشرات ودراسات , بات أكثر من إيماننا بدين ربنا ورسالته وتصديقنا لنبينا ؟ هل صار الانتصار الفكري الذي حاولوا تسويقه في عقولنا عبر سيطرتهم على منابر الإعلام و مراكز التحكم الاقتصادية ,و تقديم وهم حضارتهم الغربية الزائفة (والظاهر فشلها في تقديم أي حلول لشعوبهم و في نوعية و حجم المشكلات الكبيرة التي تعاني منها مجتمعاتهم وفي حجم الدمار والانحدار والظلم التي عانته ولا تزال تعانيه البشرية جمعاء جراء تحكمهم في مقاليد الأمور في زمننا هذا) , صار أقوى في عقولنا من إيماننا بأنفسنا وبقدراتنا , صار أقوى في ادمغننا من إيماننا بقدرنا المكتوب من خالق الأرض والسماء كخير امة أخرجت للناس ؟ أم ترى أن بقاءنا كخير امة مقرون في الحقيقة ليس بأنسابنا أو مجرد إعلاننا الشفهي بأننا مسلمون , بل ببقائنا متمسكين بإيماننا بالله العلي المتعالي كصانع و مصدر للعلم , ببقائنا متمسكين بالعهد الذي قطعناه مع الإله عز و جل باللجوء له تبارك وتعالى ولوصاياه وطاعته ؟
إن الله العالم العليم علام الغيوب , الرب الرحمن الرحيم القادر فوق عباده والذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما , لم يكن ليترك بني ادم عموما وأوليائه من المصدقين بآخر رسالاته خصوصا عبثا بيد الفاسدين والمفسدين , أو ضائعين بلا هداية ولا نور أو قبس مبين , فكما قال في كنابه الكريم في سورة النحل (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89)) , لكن هذا المصدر من العلم والنور و الهدى ,لم يكن ليكون فعالا أبدا , حين تفقد الإيمان به , فكيف يمكن لأي كان , أن يستفيد من مصدر للمعرفة أو يتبحر في كتاب ويستخلص منه المفيد , إن كان لا يؤمن بحقيقة ما جاء فيه!!!
إن هذا يخالف المنطق والعلم .
الآن . هل لهذا الحديث علاقة بتاريخ ثورة شعبنا الجنوبي في أيامنا هذه , بالأهداف التي سعى لها شعبنا الجنوبي الصابر المرابط وقدم لأجلها العظيم من الصبر والتضحيات ؟ وهل يمكنه أن يقدم حلولا لما يواجه شعبنا الجنوبي من تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية , ويقدم تفسيرا لما يجري من أحداث , و يستطيع تقديم قراءات مستقبلية ذات فائدة ؟
الإجابة هي نعم ....
وستعلمون ....
لنا حديث في قابل الأيام إن شاء الله .
همسة في أذن الأخ عبد العزيز المفلحي محافظ العاصمة عدن: يقول الله الرحيم بعباده والعالم بهم والأول والآخر في كتابه العزيز العظيم
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" الانفال 17 )
د.بليغ اليزيدي