الدكتور بليغ يكتب

الثلاثاء - 12 ديسمبر 2017 - الساعة 07:22 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

باسم الله المتعالي الجبار , العادل , والصلاة والسلام على سيد بني ادم وخاتم الرسل ...
ها نحن نصل إلى نهاية هذه السلسلة التي استمرت لستة أجزاء بتقديم إجابات على الأسئلة الأخيرة .
وسنبدأ بالسؤال الذي جاء في نهاية الجزء السابق ألا وهو : ما موقف المقاومة الجنوبية من الحوثيين ومن قطر ؟
و حتى نستطيع الإجابة بشكل أكثر وضوحا وتبيانا لابد من نجيب على السؤال البديهي الذي يرد إلى الأذهان من طبيعة السؤال نفسه , ألا وهو لماذا جمع الحوثيون والقطريون في نفس السؤال ؟
والسبب في ذلك بسيط جدا , إن موقف المقاومة الجنوبية من هذين الطرفين يغلف باختلافات فكرية أو منهجية أو طائفية لا أساس لها ولا صحة , حيث يصور الحوثيون بأنهم يمثلون الروافض والاتجاه الشيعي المدعوم من إيران , فيما يصور القطريون بأنهم احد أهم رعاة تنظيم الإخوان المسلمين وبالتالي فهم يمثلون رعاة الوكيل المحلي وعدو القضية الجنوبية, واعني حزب التجمع اليمني للإصلاح , فيما الحقيقة تروي أمرا مختلفا تماما , فالخلاف بين الحوثيين والجنوبيين لم يكن على أساس طائفي وإنما على أساس سياسي , وكذلك الخلاف مع القطريين لم يكن على أساس قكري أو منهجي وإنما على أساس سياسي .
وبالتالي فأن هذه العداوة أو هذا الخلاف أعطي منحنا غير حقيقي , تقوده العواطف والمفاهيم الخاطئة والتسويق الإعلامي المشحون , ليس فقط من جانب الجنوبيين , بل وحتى من جانب الحوثيين والقطريين , وان كان موقف الحوثيين أكثر دراية ونضجا من القطريين .
وبالتالي فموقف المقاومة الجنوبية تجاه الحوثيين هو كالتالي :
تيار التكتكة : موقف متردد , من نعتهم بالروافض يهود الأمة وعدوه الأول وامتداد للتوسع الصفوي الإيراني تارة ( وهذا يمثل وجهة نظر التحالف التي فرضها قصرا , نظرا لسيطرته على الإعلام , وتمويله لهذا التيار من المقاومة , لا وجهة نظر المقاومة الجنوبية , يدل على ذلك عمليات تبادل الأسرى التي تمت بين الطرفين الجنوبي والحوثي . والتي لم يكن التحالف راضيا عنها البتة , ولكنه لم يستطع منعها ) إلى الحديث عن أن إمكانية إيجاد تفاهمات جنوبية مع الحوثيين تمثل خيارا أفضل , بالمقارنة مع باقي الأطراف الشمالية سواء مؤتمر أو إصلاح ( وهذه تمثل وجهة النظر الجنوبية التي تظهر على استحياء بين الفينة والأخرى , والتي يقمعها التحالف بإبراز ورقة اتهام الحراك بأنه حراك إيراني ).
تيار الممانعة : موقفه واضح , يرى أن الحوثيين كانوا غزاة لا محتلين , انتهى غزوهم بطردهم من حواضر الجنوب , وبالتالي فهم يمثلون الشمال سياسيا كطرف مفاوض في المستقبل , ويجب التعامل معهم على هذا الأساس .
التيار الحر : موقفه واضح , ويرى الحوثيين كطرف سياسي مؤثر شمالا , له عمقه التاريخي , ويفضل التعامل معه كطرف ولكن بحذر وضمن معيار القضية الجنوبية وأهدافها وبما لا ينتقص من حقوق الشعب الجنوبي وسيادته , وهذا الفرق بينه وبين تيار الممانعة , الذي يرى وجوب التعامل معه كطرف .
التيار الصامت : موقفه يغلب عليه التأثير الطائفي والخوف من محاولة الحوثيين فرض مذهبهم عبر بيوت السادة أو الصوفيين , ولكنه لا يمانع التعامل مع الحوثيين حال توفر شروط معينة تضمن جنوبا سنيا .
أما موقف المقاومة الجنوبية من القطريين فهو كالتالي :
تيار التكتكة : يعتنق موقف العربية السعودية والإمارات تماما , فقطر دولة اخونجية راعية للإرهاب , فهي من تمول وترعى العمليات الإرهابية في الجنوب عبر حزب الإصلاح وعناصره , وتعادي الشعب الجنوبي وقضيته ولا يمكن التفاهم معها أبدا .
تيار الممانعة : يرى أن قطر دولة في حال عداوة وخلاف مع دول الاحتلال الحالي , واعني دول التحالف , العربية السعودية والإمارات , وبالتالي فهو في حال مصلحة مشتركة معها ولا بأس من التحالف معها , والتعامل معها كمنبر مناسب له .
التيار الحر: يرى أن قطر ليست تنظيما وإنما دولة ترعى الإخوان المسلمين كمنهج فكري يتناسب مع مؤسسة الحكم الملكي فيها , لكنها ليست منشأ أصيلا للتنظيم كحال مصر , وان القيادة القطرية لا تحمل تفهما واضحا للقضية الجنوبية , بسبب تأثير حزب الإصلاح الذي يعتمد على الكذب والتحوير أساسا للتعامل مع باقي أجزاء التنظيم , ويحور الحقائق على الأرض لصالح القومية الشمالية وبقاء سيطرتها على الجنوب , وبالتالي فانه يجب التعامل معها ضمن ملفات مفصلة يمكن الاتفاق معها في ملفات , وتبقى ملفات أخرى تحتاج إلى سعي للتفاهم حولها , يرى هذا التيار أن قطر دولة لها مواقف جيدة اتجاه بعض قضايا الأمة , وان السعي لتحقيق الهدف الجنوبي والانتصار للقضية الجنوبية يستلزم العدل في الخصومة معها وإبقاء الموقف منها قائما على القضية الجنوبية ومصالح الشعب الجنوبي .
التيار الصامت : يرى هذا التيار أن قطر دولة ترعى حزب الإصلاح , الذي لم يمانع التحالف مع الاشتراكي في ( المشترك) ولم يمانع التحالف مع الحوثي أو حتى المؤتمر , وبالتالي فهي دولة ترعى حزبا سياسيا تلبس بلباس الدين كذبا وزورا , وفعل الأفاعيل من ظلم و فساد وإفساد وإرهاب في الجنوب , وقياسا عليه فالقطريون يمثلون ما يرعون .
الآن نصل إلى أسئلة الختام ...
ماذا يريد الجنوبيون ؟
ماذا يريد الحوثيون ؟
ماذا يريد التحالف ( السعوديون والإماراتيون ) ؟
لنبدأ بالأول : ماذا يريد الجنوبيون ؟
الإجابة : يريدون أن تنتهي الحرب الدائرة حاليا في جغرافيا اليمن باستعادة دولتهم وسيادتهم على كامل جغرافيا أرضهم قبل اتفاق العام 90 م .
لننتقل إلى الثاني :
ماذا يريد الحوثيون ؟
الإجابة : يريدون أن تنتهي الحرب الدائرة حاليا بجغرافيا اليمن باستعادتهم لمملكتهم بحدود المملكة المتوكلية الهاشمية على اتفاقية الطائف.
والسؤال الأخير : ماذا يريد التحالف ؟
الإجابة : يريد التحالف أن تنتهي الحرب الدائرة حاليا بجغرافيا اليمن بفناء الحوثيين وكسر شوكتهم , وعودة المؤتمر للحكم مع بقائه تابعا لهم , وسفك دماء الجنوبيين لتحقيق ما سبق , وبقاء الجنوبيين تحت الاحتلال الشمالي .
الآن تخيلوا معي الحال:
التحالف يعادي الحوثيين ويفاوضهم ند لند فيما صواريخهم تدك أراضيه. وهنا تتضح القوة وأثرها .
التحالف يعادي الإصلاح ويستخدمهم كجزء من الشرعية ويمولهم فيما هم مكانك سر. وهنا يتضح الخداع.
التحالف يعادي الجنوبيين و ولا يقبل الحوار معهم كند , ويستخدمهم كجنود يسهل التخلص منهم دون أي قدر أو قيمة أو اعتراف بفضل . وهنا يتضح الظلم والتعالي كما يتضح الجهل بالامور وعواقب التبعية العمياء .
بالمقارنة :
قطر تحاور الحوثيين وتدعمهم .
قطر تحاور الإصلاح وتدعمه .
قطر لا تسفك دماء الجنوبيين , ولا تحاور الجنوبيين , ولا تدعمهم , ولكنها لا تمانع الحوار معهم .
همسة في أذنكم جميعا : أصدقائي ثلاث وأعدائي ثلاث , والحر تكفيه الإشارة...
اتركوا الشمال لقوات التحالف العربي الشجاعة ولقوات الجيش الوطني الباسلة والمقاومة التهامية المقدامة وعودوا ... عودوا .... عودوا ... فالجنوب ينتظركم ...
د.بليغ اليزيدي
مغرب الثلاثاء
12 ديسمبر 2017 م