الدكتور بليغ يكتب

الجمعة - 07 سبتمبر 2018 - الساعة 10:55 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص


شهدت الفترة الاخيرة في الجنوب دﻋﻮﺍﺕ جنوبية مختلفة لاستعادة الحراك الجنوبي السلمي التحرري دوره الشعبي والسياسي ﺿﺪ انحراف الثورة الجنوبية عن مسارها الصحيح و ضد الفساد وما نتج عنه من تردي للحياة الاقتصادية والاجتماعية والامنية، و ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ الجنوبي ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ الدعوات والتحركات، ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ قدرة ما يسمون انفسهم بالنخب الجنوبية عن تقديم اي جديد لجماهير الشعب الجنوبي .
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ الخليجي ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ الجنوبيين ﻋﻠﻰ تحقيق اهدافهم في استعادة سيادتهم على اراضيهم وبناء دولتهم, ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ اتضاح هذا الموقف الخليجي ﺑﺸﺄﻥ الجنوب ومستقبله السياسي ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ لأي شعارات كانت تدغدغ مشاعر الشعب الجنوبي, ويتضح ﺇﻥّ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ الجنوبيين ﻟﻦ ﻳﺠﺮﺅ ﺑﻌﺪ هذا التصعيد الجنوبي الثوري الجماهيري ﻋﻠﻰ الدعوة مستقبلا الى التهدئة او التنازل اكراما للموقف الخليجي .
ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﻣﺠﺮﻳﺎﺕ الايام الاخيرة ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻢ ﻓﻴﻪ العصيان المدني ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ الجنوبية ﻭﺍﻟﻤﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ والاحتجاجات, ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ لتصعيد شعبي اكثر تقدما , ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﺓ،منها ﺃﻥّ ﺧﻄﺎﺏ المكونات الجنوبية ﻭالشرعية , ﻟﻢ ﻳﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻧﺪﺍﺀ الجنوبيين ﻭلا الرد على ما آلت اليه الاوضاع في الجنوب .
ويجب التنبيه هنا الى ان التصعيد الثوري الجنوبي السلمي هو تصعيد شعبي, ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﻱ ﻃﺮﻑ ﺃﻭ مكون ﻗﺮﺍﺭ في اندلاعه, ﺑﻞ ﻛﺎن جماهيريا ثوريا بحتا .
ﻭ ﺃﻥّ ﻗﺮﺍﺭ العصيان المدني ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ الجنوبية, ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺩﻋﻮﺓ -النخب السياسية الجنوبية - ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﺷﻌﺒﻴﺎً ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺎً، ﻭﺍﻟﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ فنحن ﺃﻣﺎﻡ ﺇﺣﺪﺍﺛﻴﺎﺕ تصعيد شعبي حقيقي جديد, دون شك سيتمدد وسيتسع.
فقد اصبح الشارع الجماهيري الجنوبي ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ ﺃﻧﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺃﻥّ قضيته , ووحدته الداخلية ,ومستقبل اجياله القادمة سياسيا واقتصاديا , ﻟﻴﺴﺖ خليجية ﺃﻭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﺑﻞ جنوبية خالصة , وبات يحمل اعتقادا قويا , ﺃﻥّ المكونات الجنوبية على اختلافها والشرعية بجزئها الجنوبي , ﻭﺍﻟﻨﺨﺐ والقيادات التاريخية, ﻟﻢ ﺗﻠﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ الجنوبيون , ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ على انه لا مبرر باي حال من الاحول عن تقاعسهم نحو نصرة قضيتهم وشعبهم .
ولذلك فأن الظروف الحالية وتراكماتها منذ حرب صيف 2015 م وما سبقها ﺳﺘﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ الجنوبي ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻭﻗﻠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻭﻗﻒ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻬﺮﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺻﻮﺏ مصالح الاقليم دون قليل من عقل او فهم او تكافؤ في الشراكة ، وسيكون الشعب الجنوبي قادرا ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ، والانتصار لقضيته ولنفسه .
همسة :ياليت قومي يعلمون ...
د.بليغ اليزيدي
ليلة الجمعة
7 سبتمبر 2018 م