تحقيقات وحوارات

الإثنين - 17 سبتمبر 2018 - الساعة 02:24 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / المحرر السياسي .


كانت محافظة مأرب التي يستحوذ عليها حزب الاصلاح اليمني اول محافظة محررة تعلن التمرد على الشرعية وترفض رفد البنك المركزي اليمني بإيرادات المحافظة من الثروة السيادية المتمثلة في منتجات الغاز والنفط .

إلى ذلك سارت السلطات التابعة لحزب الاصلاح اليمني إلى حجب توريد مداخيل منفذ الوديعة الحدودي الذي تسيطر على إدارته إلى ذات البنك الذي يقول الدستور اليمني انه بنك الحكومة وبنك البنوك اليمنية ومظهر السيادة الأول للدولة .

هذه التصرفات أحادية الجانب تعبر عن مضمون فكري مليشياوي يلبس شكل الدولة الرسمية من خلال قرارات تعيين هدفت إلى تحقيق توضع لمليشيات الاصلاح داخل مسمى دولة كي تمكنها من العبث بطرق مشروعة ومقوننة .

ولم تكد أيادي حزب الاصلاح اليمني أن تصل إلى رئاسة هيئة أركان الجيوش اليمنية حتى سارعت إلى تكوين جيش لا يقاتل ومرقت إلى وزارة الداخلية لكي تشيد أجهزة أمنية لا تقوم بأي شيء من مهام الشرطة .

لم ينتهي الأمر عند تلك العربدة " الشرعية " في المناطق المحررة بل تغلبت النوازع المليشياوية المضمرة في قلب الجناح العسكري والأمني لحزب الاصلاح اليمني لكي تظهر ميوله الرعناء في مدينة لا يزال الحوثيون يعتلون قممها ويقصفون أهلها ومقاومتها ومدنيتها !

نعم لقد سارعت مليشيات حزب الاصلاح اليمني المتسلحة بمسميات الجيش الوطني والشرطة العسكرية وألوية المحور، إلى طعن مؤخر المقاومة الوطنية في الجبهة الشرقية لمدينة تعز أملا منها في أن ترث حكم المدينة حتى قبل أن تنضج حريتها ويفطم استقلالها وخلاصها من ربقة الإنقلابيين .

حيث سارع حزب الاصلاح بجميع ما سرقه من عباءة الشرعية لكي ينقلب على المنقلب ويرث التركة قبل وفاة المورث وقبل سداد الديون .

ولم ينتهي الأمر هنا .

فلم تنقشع غبار الحرب العدوانية التي شنتها شرعية المليشيات في تعز ضد مقاومتها غير المتحزبة حتى تفاقم الميول الوحشي لديها لتقرر أن تلتهم الشرعية نفسها فتهاجم منزل محافظ تعز وتفرض الحصار عليه وتدعوه إلى الاذعان غير المشروط لرغباتها التوسعية في المحافظة .

في العاصمة المؤقتة عدن تصر جماعة الاصلاح اليمني وعبر أدواتها المتنقبة بنقاب الشرعية اليمنية إلى مكافحة الاستقرار الذي تم في العاصمة ضد قوى التخريب لكي تستعيد التخريب بسيف القانون والنظام وتحت مسمى الحكومة والدولة .

في حضرموت الوادي يستخدم الاصلاح اليمني كل مقدراته العسكرية لتكون منطقة ملاذ آمن لعناصر الارهاب التي تتخذ من معسكرات المنطقة العسكرية الأولى منطقة امان رسمي يستخدم حصانة الدولة ساترا لكل عمليات التخطيط والتدريب والترتيب للعمليات الانتحارية .

ان هذا المعنى الوظيفي الجديد لاستخدام الدولة بنظر حزب الاصلاح اليمني إنما يتمثل في مخطط استخدام أجهزة الدولة لتدمير عمق مفهوم الدولة وضرب قيمة النظام في الشعور الجمعي للشعب حتى يتحلل مركب الدولة ويحل بديلا عنه مركب البيعة والولاء الأعمى لمرشد الجماعة وتصل الناس بعد تلك الفوضى إلى القناعة المخطط لها والتي تتجسد في الولاء لمرجعية تنظيم الإخوان المسلمين الدولي العابر لحدود النظام والقانون والدول .