تحقيقات وحوارات

الأربعاء - 10 أكتوبر 2018 - الساعة 03:05 م بتوقيت اليمن ،،،

متابعات

يحاول الرئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، الوقوف دائما في منطقة خاصة به في التعاطي مع مختلف القضايا والتطورات اليمنية، وفي حوار خاص مع “العرب” يؤكد أنه لا يزال يمارس العمل السياسي وفقا لمنظوره الخاص ورؤيته للتحولات المتسارعة في المشهد اليمني.

ويقدم علي ناصر محمد، الذي يشغل حاليا منصب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، بين الحين والآخر بعض المقترحات والمبادرات المتعلّقة بالأزمة اليمنية ومن ذلك القضية الجنوبية التي يرى أن الحل المناسب لها يكمن في دولة اتحادية من إقليمين.
نص الحوار:

1- كيف تنظرون لفرص نجاح مشاورات جنيف وهل هناك تحولات سياسية وعسكرية برأيكم قادرة على توفير أرضية مناسبة لإنجاح مثل هذه المشاورات ؟ العالم كله يبحث عن حل سياسي للحرب في اليمن . بعد اربع سنوات من الحرب تقريبا بات العالم على قناعة بأن لا حسم عسكريا لها .. وان ثمن ذلك باهظ ومكلف على كل الأطراف بشريا وماديا، ونتائجها وخيمة ومأساوية على الصعيد الإنساني والاقتصادي وحتى الاجتماعي على اليمنيين أكثر من غيرهم . العالم كله يشعر بفداحة الحرب ، وبخطورة استمرارها ، وبعجز كل الأطراف عن حسمها عسكريا، وسبق وأن أكدت أن المنتصر فيها مهزوم. اذا لابد من حل سياسي وسلمي ووضع نهاية لهذه الحرب المدمرة . ويبدو ان كل الأطراف في هذه الحرب باتت على قناعة بمثل هذا الحل لقناعتها بإن الحسم العسكري وهزيمة الآخر بات مستحيلا ، ولا مناص من حل سلمي يضع نهاية للحرب ، لكن كما يبدو ان كل طرف يريد حلا بشروطه هو دون تقديم تنازلات . وعادة في الحلول السياسية من هذا النوع لابد من تقديم تنازلات سياسية وعسكرية، والتنازلات تكون أحيانا مؤلمة لكن لابد منها، لتجنب كارثة أكبر، ولإنقاذ الوطن . في وقت ما بدا ان حوار الكويت بين الشرعية وانصار الله الذي استغرق نحو ثلاثة اشهر يمكن ان يحمل هذا الأمل في وقف الحرب وتقديم حل سياسي يرضي الطرفين ، لكن تفاؤل الناس لم يكن في محله لأن ثم تجار حروب لا يريدون نهاية سريعة للحرب وهؤلاء أثروا من الحرب ولايزالون يثرون على حساب دماء وأوجاع الشعب اليمني المغلوب على أمره . هل يمكن لجنيف أن تحمل هذا الأمل ؟ جنيف الأولى لم تقدم حلا. اجتمع الطرفان، واعتبر البعض ذلك فرصة لكنه كان مجرد محاولة لكسب الوقت من ناحية، واثبات انه طرف معترف به من المجتمع الدولي لإثبات شرعيته ، وليس لتقديم تنازلات ، أو القبول بحل، أو صنع سلام ! 2- أثير الكثير من الجدل حول تمثيل الحراك الجنوبي في مشاورات جنيف لكن الأمر انتهى لاستبعاد أي طرف من المشاركة عدا الشرعية والحوثيين ..كيف تنظرون لمستقبل الحراك الجنوبي في ظل المعطيات السياسية المتسارعة؟ فشل حوار الكويت ، وتولت الأمم المتحدة ملف الحرب في اليمن، وتوالى على المنطقة ثلاث مندوبين للأمين العام وقابلوا كل الأطراف والمعنيين ومن دول التحالف، وطيفا واسعا من السياسيين واصحاب الرأي من المجتمع المدني بما في ذلك من الحراك الجنوبي. لكن حين التفاوض فقد اقتصر التمثيل على الشرعية وانصار الله واستبعدت كل الأطراف الأخرى. في رأيي لا يمكن ايجاد حل لأزمة اليمن بدون إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية . هذه حقيقة ومسلمة يستحيل تجاهلها، وبات المجتمع الدولي يزداد قناعة بها يوما بعد يوم بدليل ان الممثل الأممي يلتقي بكافة أطراف الحراك الجنوبي ويستمع اليهم وفي مرحلة ما لابد ان يشتركوا في أي مفاوضات للحل النهائي . فيما يتعلق بمستقبل الحراك الجنوبي. جرت محاولات كثيرة لتمزيقه وتشتيته، ودفعت أموال كثيرة من جهات عديدة في سبيل ذلك من الذين لا يؤمنون بعدالة القضية الجنوبية، لكن الحراك الجنوبي هو حركة جماهيرية واسعة وشاملة لا يمكن احتواؤها في عدة مكونات مهما كثرت، وحملت من أسماء . انها قضية شعب. وقضية عادلة لا يمكن تجاهلها او القفز عليها وتملك من عناصر القوة والبقاء مالا يخطر على بال أحد. ولا خوف على الحراك الجنوبي.. عليه فقط أن يحافظ على وحدته ففي ذلك قوته وانتصاره وفي استمرار صراعاته وخلافاته مقتله. وهذا ما أكدت عليه في لقاءاتي مع المجلس الانتقالي في أبوظبي وبقية القوى الجنوبية الاخرى. 3- ما هي رؤيتكم للحل الشامل في اليمن وتحديدا ما يتعلق بأهم ملفين عالقين وهما القضية الجنوبية والحوثيين؟ ما زلت على قناعة، حتى تأتي معطيات أخرى، بأن دولة اتحادية من إقليمين في اليمن هو الحل الأسلم. وهذه الرؤية هي التي قدمها المؤتمر الجنوبي الأول في القاهرة، ولو أخذ بها في حينها كنا جنبنا البلد هذه الحرب المدمرة . ما زلت على هذه الرؤية حتى يأتي ما يغير قناعتي تلك أو من يأتي بأفضل منها يرضى به الشعب. 4- لماذا ترفضون حتى الآن العودة بشكل رسمي لممارسة الفعل السياسي والانخراط في العملية السياسية ؟ هل تعتقدون إن الوقت ليس مناسبا ؟ ممارسة السياسة لا يحتاج الى إعلان رسمي ، ولا إلى موافقة من أحد . واذا كان ما أقوم به ليس سياسة .. فماهي السياسة اذا ؟!!! 5- بحكم خبرتكم الطويلة ماهي أبرز السيناريوهات التي تتوقعونها لمآلات الحرب في اليمن ؟ من تجارب التاريخ ، وتجارب الحروب عبر التاريخ لا يوجد الا مآلان لأية حرب . نصر وهزيمة. وعندما يستحيل ذلك، فإن المآل هو الحل السلمي. هذا باختصار وبدون الدخول في النماذج والتفاصيل. 6- هل تعتزمون تقديم مبادرة للحل في اليمن وما هو تقييمكم لأداء الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية وهل فعلا تحول الصراع في اليمن إلى صراع طائفي؟ تقدمت بمبادرة للحل السياسي في مؤتمر فالداي في موسكو، وما زلت على قناعة ان تلك المبادرة هي محاولة صالحة لحل الأزمة اليمنية ووضع حد للحرب. لكن أية مبادرة تحتاج الى توافق محلي وأقليمي ودولي، ويبدو لي وارجو أن أكون مخطئا ان القرار لم يعد بيد اليمنيين ، بل بيد قوى أخرى ! 7- هناك مؤشرات صراع جنوبي جنوبي تلوح في عدن بين الحين والآخر هل تعتقدون إنه امتداد لصراع ١٩٨٦؟ تلك أمانيهم ! .. الجنوب تجاوز بالتصالح والتسامح تلك الأزمة ونأمل أن لا تتكرر. هناك قوى ضد التصالح والتسامح الجنوبي، وتشعر بان ذلك يشكل خطرا عليها وعلى مصالحها، وهذه القوى تنفخ في الكير، والبورزان ، وتبذل كل ما في وسعها لإشعال فتنة جنوبية / جنوبية . وبكل خبث تستدعي احداث يناير 1986 نقول لهم : لا تحلموا كثيرا خيطوا بغير هذه المسلة ، لاننا واثقين من وعي شعبنا بهذه المخاطر. 8- كلمة أخيرة تودون قولها في هذا الحوار؟ إن اليمن يمر بأسوأ مرحلة في تاريخه الحديث، فقد انهارت الدولة بكل مؤسساتها من جيش وأمن واقتصاد وصحة وتعليم وعملة.