تحليلات سياسية

الخميس - 15 نوفمبر 2018 - الساعة 07:54 م بتوقيت اليمن ،،،

أثارت قضية انشقاق وزير الإعلام في حكومة بن حبتور في صنعاء، عبدالسلام جابر، ردود أفعال واسعة خلال الأيام الماضية، على اعتبار أن جابر أحد الشخصيات الجنوبية التي ارتبطت بالحوثيين منذ وقت مبكر وقبيل دخولهم إلى صنعاء لعب أدواراً بارزة.
لكن تلك الأدوار التي مكنت عبدالسلام جابر من الإرتباط بالجهازين الأمني والعسكري لحركة الحوثيين، قبل أن ينتقل إلى وزارة الإعلام، ما كان له أن يتبوأ تلك المكانة لولا علاقته المتينة بإيران، وعملية انشقاقه  يمكن وصفها بالإنشقاق عن إيران وليس عن جماعة الحوثي.

علاقة جابر بالحرس الثوري
منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، توغلت إيران في اليمن، وأعطت لقيادات سياسية بارزة وقادة أحزاب وشخصيات قبلية وعسكرية في اليمن إهتماماً واضحاً، ولعل بواية إيران في اليمن بشكل عام قيادات الحوثيين الذي كانوا همزة الوصل بين إيران والقيادات اليمنية في الشمال، لكن في الجنوب كان البوابة الرئيسية والتي مرّ عبرها الكثير من نشطاء وقيادات الجنوب إلى الضاحية الجنوبية في بيروت وإيران، كان عبدالسلام جابر هو تلك البواية، وبحسب معلومات لـ�تحديث نت� فقد تجاوز عبدالسلام الإرتباط بالجهاز الرسمي الإيراني المعني بشؤون اليمن، إلى الجناح الأمني والعسكري الخاضع للحرس الثوري الإيراني، وهو الجهاز الذي أشرف على تجنيد شباب جنوبيون في دورات خارج اليمن.

خسرت إيران أنجب رجالها في اليمن
رغم أن بعض السياسيين والنشطاء عدّوا انشقاق عبدالسلام عن الحوثيين خسارة للحركة الحوثية، وعتبروه جزءً من المعركة المعنوية التي تزامنت مع تقدم القوات الجنوبية في الحديدة، وتعاطوا مع الإنشقاق كرقم يضاف إلى الأرقام المنشقة والهاربة من صنعاء وهم مجموعة من الوزاء والنواب والمشائخ والوكلاء، لكن الحقيقة أن الخسارة أبعد من حصرها في الحوثيين، ولإيران نصيب الأسد من تلك الخسارة، إذ يمثل وصول عبدالسلام جابر إلى الرياض، كنز من المعلومات الثرية للرياض، ويُعد إختراق لإيران كبير جداً، وهو ما ظهر أيضاً في ردّة الفعل الإيرانية وعبر وسائل إعلامها، التي احتفت برمي الحذاء للتغطية على الخسارة التي منيت بها من هروب أنجب رجالها في اليمن إلى حضن العدو اللدود الرياض.
وبحسب معلومات لـ�تحديث نت� فإن عبدالسلام جابر من القلائل الذين سافروا إلى بيروت وإيران في ظل الحرب والحصار أكثر من مرّة، وكانت توكل إليه توصيل الرسائل الأكثر تعقيداً من صانعي القرار في إيران وإلى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، كما أنه رجل التزكية للإيرانيين بالنسبة للتعيينات في الجيش وفي الحكومة.
هكذا انقلبت الموازين برأي مراقبين لصالح التحالف، وكسب معركة أمنية واستخباراتية جعلت من إيران تعيد حساباتها في التعاطي مع مئات الشخصيات اليمنية الذين لايزالوا يرتبطون معها بعلاقات متينة.