ادب وشعر

الجمعة - 16 نوفمبر 2018 - الساعة 01:57 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث/ محمد عرب صالح:


على الطُّلُولِ وقَفْنا نَشْتَكي الهَجْرا
أَجْرَى عَلَيْنا هَوَى الأحْبابِ ما أَجْرَى

أيَّامَ ما أَمَّ حادي العِيسِ هَوْدَجَهمْ
وخَلَّفوا في فؤادي الدَّمْعَةَ الحَرَّى

تَشَوُّقًا لِرُؤاهُمْ كَأْسِيَ امْتَلَأَتْ
ولَسْتُ أَدْري.. أَخَمْرًا كان أَمْ جَمْرا؟

يا شارِحَ الصَّدْرِ.. هل ذِكْراهُمُ انْطفأَتْ
في القَلْبِ، أَمْ أَشْعلَتْ ذِكْراهمُ الصَّدْرا؟

لا يَمْتَطُونَ فُؤادًا ذابَ هائِمُهُ
حَتَّى يُسَمُّوهُ في ساحِ الهَوَى مُهْرا

في بالِيَ السَّاهِدِ اسْتَلْقَوا على ثِقَةٍ
أنَّ المُدَثَّرَ بالأَشْواقِ لَنْ يَعْرَى

وأَنَّ مَنْ سَلَبَ التَّذْكارُ أَعْيُنَهُ
مُسَافِرٌ زادُهُ التَّحْنانُ والذِّكْرى

وها أَنا الآنَ.. رُوحٌ سابَقَتْ جَسَدًا
كِلاهُما طائِرٌ (للقُبَّةِ الخَضْرا)

طافَتْ بأطْيافِها السَّمْحاءِ جَمْهَرَةٌ
مِنَ اليَمامِ وعادَتْ بَعدَها سَكْرَى

بِلَيْلَةٍ قَمَراها ما أَنِ اعْتَمَرا..
(جبريلُ) في غارِكَ الصُّوفِيِّ قالَ: اقْرَا

فَلَمْ تَسَعْكَ الليالي وقْتَما ذَرَفَتْ
عَيْناكَ عَنْ فَزَعٍ _دون الكَرَى_ ذِكْرَا

_ ها دَثِّرِينِيَ.. إنِّي لا أَرَى بَشَرًا
_ هَيَّا اسْتَرِحْ في فُؤادِي إنَّها البُّشْرَى

لَمَّا أفاقَ وضَمَّتْهُ "حَمامَتُهُ"
غَنَّى الحمامُ على أغْصانِهِ تَتْرَى

مَنْ ذا رَأَى رَجُلًا مَكْسُوَّةً رُقَعًا
ثِيابُه ويُرَى في وجْهِهِ (الشِّعْرى)!

غَطَّتْ على رُقَعِ الجِلْبابِ طَلْعَتُهُ
في حِينِ نُكِّسَ في إيوانِهِ (كِسْرى)

مَفازَةٌ بِك فازَتْ إذْ خَطَوْتَ بها
فَأنْبَتَ الرَمْلُ في إثْرِ الخُطَى زَهْرا

سَحابَةٌ بِنْتُ أعْرابٍ تَقولُ لَهمْ:
قد كان أعْشَبَ مَنْ مَرُّوا على الصَّحْرا

تَراءَتِ الشَّمْسُ.. واخْتارَتْ لَها وَطَنًا
كِلْتا يدَيْكَ الزَّواهِي يا "أبا الزَّهْرا"

لو كُنْتَ شَهْرًا لَما هَلَّ الهِلالُ بهِ
أَوْلَى بِهِ البَدْرُ أَنْ يَسْتَبْدِئَ الشَّهْرا

ماذا يُضِيرُ الأزاهيرَ التي قُطِفَتْ
وفي يَدَيْكَ سَتَزْهُو مَرَّةً أُخْرى!

ماذا على الثَّاكِل السَّهْرانِ مِنْ وَجَعٍ
ما دُمْتَ للْمُهْجَةِ المَكْسُورَةِ الجَبْرا !

ياسيِّدي قُلْ لِمَنْ باتُوا على حَزَنٍ
غَدًا تَرَوْنَ مِن الليْلِ العَمِي فَجْرا

غدًا سَتَحْمِلُ _رغْمَ الجُرْحِ في وطَنِي_
زَيْتونَةٌ لِرصاصٍ صائمٍ تَمْرا

وسُنْبلاتُ اليَتامى تَسْتَفِيقُ على
"شامٍ" تُرَفْرِفُ في ساحِ الحِمَى نَصْرا

على مُصَلِّيَةٍ في القُدْسِ خاشِعَةٍ
تَرْوي على الصِّبْيَةِ "المِعْراجَ والمَسْرَى"

ولَيْسَ في"شالِها" الفَرْحانِ مِنْ فَزَعٍ
فَلا تَخافُ _إذا صَلَّتْ بِهم_ غَدْرا

صَلَّتْ عليْكَ الفَراشاتُ التي خَرَجَتْ
تُناشِدُ الوردَ أنْ يُفْضِي لها عِطْرا

ما خَطَّهُ القلمُ الوَسْنانُ مِنْ وَلَهٍ
فَزِنْتَ يا سَيِّدي الأشْعارَ والنَّثْرَا

وذاكَ شِعْريَ.. مَلْهُوفًا أَتَيْتُ بِهِ
ومَنْ سِواك إذَنْ قد يُسْعِفُ الشِّعْرا

لم يَكْفِنِي العُمْرُ مَدْحًا فيك يا سَنَدي
أَحْتاجُ طُولَ "سُدورِ المُنْتهى" عُمْرَا