تحقيقات وحوارات

الخميس - 29 نوفمبر 2018 - الساعة 06:49 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/ خاص


يتخرج العديد من الشباب في عدن من مختلف كليات الجامعات، كل عام على أمل في العمل اخيرا وفق التخصص الذي احبه وبدل الغالي والنفيس ليدرسه ويتخرج منه.
إلى ان الشباب الاكاديمي يصطدم بمعضلة كبرى تبخر كل احلامه وتضعه امام  منعطف حاد لتحديد مستقبله المهني وفق ضروف ضيقة لا تمت لتخصاصتهم الاكاديميه بايصلة.

.
بغالبيتهم للرضوخ للواقع والعمل بوظائف لا تليق بمستواهم التعليمي،ولا تكافئهم على الكد والتعب الذي قاموا ببدله كل تلك السنين. بعيداً كل البعد عن مؤهلاتهم وتخصصاتهم العلمية.
 
ويرى المتخصصون أن السبب يعود إلى عدم التكافؤ بين ما تنتجه الجامعات وما يحتاجه سوق العمل.وان في ظل الظروف الراهنة. يحتاج  الأمر الانتظار لعقد من الزمن وربما أكثر  للحصول على فرصة عمل في مجال التخصص.
تناسى الكثير من الشباب تخصصاتهم الجامعية وأجبرتهم الظروف المعيشيةالصعبة للقبول بوظائف لا تحتاج حتى لشهادة في الثانوية العامة للعمل بها.
 
المؤسسات الخاصة تدل موظفيها.
 
تحدتث لـ " تحديث نت" احدى الأكاديميات والتي تعمل في مجالالتصوير الفوتوغرافي.
 عقب تخرجي من الجامعة مباشرة,كنت في أوج مراحل الحماس للخوض في العمل كمعلمة حبا لهذه الوظيفة السامية. عملت في أول سنوات تخرجي كمعلمة لغة في احد المدارس الخاصة في منطقتي, كنت معلمة لخمس مراحل دراسية, وبراتب شهري لا يتعدى ال23 ألف ريال يمني كان الأمر أشبه بالكابوس الجميل الذي تفيق منه على واقع سوداوي بحت, لم استطع الاستمرار فيه لأكثر من نص عام.
وأضافت:  حاولت فيما بعدالتقديم في احد المدارس الكبرى المعروفة برواتبها الكبيرة، لكن وجدت نفسي رغم ذلك أعيش في نفس الدوامة من ناحية استنفاذ الجهد بغير وجه حق.
وتابعت:  الآن, وبعد مرور مايقارب الثلاث سنوات من تخرجي, ابتعدت كل البعد عن مجال تخصصي وحاولت بهذه السنين البحث عن عمل أقوم به بكل حب وفن، بعيدا عن, الإذلال الوظيفي للمؤسسات الخاصة وهو ما وجدته في عمل بمجال التصويرالفوتوغرافي.
 

تحيزتجاه تخصصات معينة واهمال لاخرى.
 
يرى مهند ناصر : ان المؤسسات لا تقبل خريجي الجامعة من الأقسام الأدبية ، وجميع المحاولات تقابل بالرفض القاطع لعدم وجود أي توافق بين تخصصه والوظائف الشاغرة على حد قولهم.
 وقال ناصر سالم:
تخرجت قبل أربع سنوات من أحدى التخصصات الأدبية بتقدير جيد وقمتبالبحث عن العمل في كثير من المؤسسات والمرافق الحكومية والأهلية. ولم أجد أي وظيفة حتى الآن وكل وظائف القطاع الخاص أصبحت معدومة.
وتابع: تخليت عن رغبتي في العمل في مجال تخصصي واتجهت للعمل في مجال المبيعات، وان لم يكن بذلك الشغل الوفير إلا انه أفضل من كل الرفض الذي نواجهه.
 

تحذير من تفشي ظاهرةالبطالة
شدد المعلم عادل محمد على ضرورة قيام الحكومة في عدن بإجراء إصلاحات عاجلة، والقيام بتوفير الموارد وإيجاد الحلول للحد من ظاهرة البطالة بين الشباب خاصة خريجو الجامعات.
وحذر محمد من  استمرار مشكلة البطالة وعدم معالجتها، مشيراً إلى أن تفاقم الأمر من شأنه أن يزيد من احتمالات قيام ثورات أخرى في مدينة عدن في السنين القادمة.
 
رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده المدينة، يكمل  العديد من الشباب من دراسته الجامعية بكل جهد وتفاني متجاهلا تدهور المستوى التعليمي.
ويعتمد غالبية الطلاب الجامعين في دراستهم على جهدهم الذاتي لتدوير مهاراتهم في تخصصاتهم العلمية، ولكن كل ذلك لم يشفع لهم للالتحاق بوظائف في مجال تخصصهم في ظل انعدام الفرص الحقيقية للعمل. سواء في الوظائف الحكومية أو الشركات والمؤسسات العامة والخاصة.
ويبقى الحلم قائماًمهما انحرفت موازينه وتغيرت معطياته، الحلم بحياة تحترم كل ما يقدمه أبناء عدن منغالي ونفيس في سبيل الوصول لها. وان تناسى البعض ما يحبوه سيظل هناك كم كبير يبحثعن حريته، يفتش عنها بين جدران الخيبة ، باحثاً عن حريته في الاختيار، في العمل،في حياة كريمة وعادلة.
 
 


انعدام تام لفرص العمل.
 
سنين كثيرة مرت وسنين أخرى تمر،لا يتحقق فيها اقل حقوق ومطالب الشبابفي توفير فرص العمل ويبدو اليوم أن فرص تحقيق ذلك باتت مستحيلة في ظل التدهورالاقتصادي الذي تمر به المدينة في الشهور الأخيرة.
أصبحت مدينة عدن تعاني في زيادة ملحوظة وكبيرة  في معدلات البطالة بين  أوساط الشباب الجامعين. لا يكاد يتخرج المرءحتى يجد نفسه بين معضلة كبرى، لإيجاد وظيفة تعيله وتعينه في مواصلة مشوار الحياة.
 
تقول منى علي:خريجة كلية الهندسة، وهي معلمة مادة التربية الإسلاميةفي مدرسة أهلية.
بعد سنين كثيرة من التعب والسهر والدراسة، تخرجت على خيبة الواقع، مكثفي المنزل سنتين لم اترك باب إلى وطرقته بحثا عن عمل، ولكن كل محاولاتي باءتبالفشل، لألجئ أخيرا إلى العمل كمعلمة في مدرسة خاصة، براتب شهري لا يتعدى أو يصلإلى  100 دولار.
وتابعت: لابد على الانسان ان يكون مرن طالما يعيش في هذه المدينة والىلمات من الهم.
وأضافت: العمل ولو في تخصص ليس بمجالك أفضل بكثير من الجلوس فيالمنزل.
وأكدت منى: على أنها ما زالت تحلم بالعمل بمجال تحبه وأفنت سنين كثيرة من حياتها لدراسته. مشيرة على :ان هذه السنين التي تقضيها في عمل أخر هي الطريق للوصول إلى عمل ترغب به في نهاية المطاف يحترم مؤهلاتها العلمية.
 اكاديميون: مواكبة العولمة ضرورة.
ويرى أكاديميون في جامعة عدن ان مواكبة التطور في الامور الحياتية فيظل العولمة التي يشهدها العالم يحتاج إلى كوادر مؤهلة تكون ذات ثقة لتنهض البلاد في السنين القادمة وهو ما لن يتحقق الا اذا تم احالة كل متخصص في مجاله وهو مايسمى بالاستثمار الفعال والحقيقي للموارد البشرية لتحقيق تنمية مستدامة في جميع جوانب الحياة العلمية والاجتماعية.