تحقيقات وحوارات

الإثنين - 03 ديسمبر 2018 - الساعة 08:54 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن (تحديث نت) خاص


 قامت صحيفة "تحديث نت" بجولة في مختلف مديريات محافظة عدن خصت بها العديد   من المواقع السكنية وتحدثت مع المواطنين حول معاناتهم في ما يخص ازمة قلة المياه  وانقطاعها.

 حيث تعتبر مدينة عدن من المدن الفقيرة من موارد المياه.وتصنف من المناطق الفقيرة  مائياً على مستوى العالم حيث تقتصر مواردها الحالية من المياه بشكل أساسي على المياه  الجوفية، بالرغم من الارتفاع الكبير في المعدل السكاني للمدينة كونها حاضنة لفئات كثيرة  من بقية محافظات اليمن.

 وبعد ان كانت نسبة السكان قبل خمسين عام لا تتعدى ال200 الف نسمة قفز المعدل قفزة  كبيرة في العقود الأخيرة ليصل إلى أكثر من 2مليون نسمة.


 قلة المياه تساهم في تفاقم الأمراض

 توجد إحصائية توضح العلاقة بين قلة الماء والأمراض المنتشرة، مفادها أن حوالي ما  يقارب أكثر من 85% من الأمراض يكون المسبب الرئيسي بها المياه الغير الصالحة  للشرب، أو قلة الماء وسوء النظافة الشخصية. والتي ما يكون سببها قلة التوازن بين عدد السكان والموارد المائية وخدمات البنية  التحتية، وسوء نظافة مياه الخزانات التي تشكل بيئة خصبة للبعوض المسبب للأمراض.  

 

كابوس على المواطنين.

تفاقمت في الآونة الأخيرة أزمة ضعف ضخ المياه في العديد من مديريات مدينة عدن، وأصبح أمر الحصول على الماء مثل الكابوس الذي يؤرق مضجع المواطنين،حيث ان البعض لا ينام خوفاً من فوات ميعاد ضخ المياه والذي يبدأ في منتصف الليل ، وليحصل المواطن على نصيبه من عليه ان يكون يقظاً ويشغل مضخة المياه المنزلية فور وصول الماء وتعبئته في الخزانات المخصصة لحفظه واستخدامه في بقية اليوم.


وسبق أن  قدم كثير من الأهالي شكواهم من الانقطاع المستمر على العديد من المناطق في متخلف المدينة مثل: "القاهرة ، ودار سعد، اوالسيلة وشيخ الدويل والمحاريق وبعض من ضواحي الشيخ عثمان، وكذلك احياء  أخرى كالروزميت، والمعلا والتواهي" .


لم يتغير معدل انتاج المياه

تغدي مدينة عدن ثلاثة أبار وهم بئر ناصر وبئر علي، وحقل المناصرة. وتبلغ نسبة ما تغذيه الآبار من المياه  حوالي من 100 ألف إلى 120 متر مكعب يوميا.

ومع تزايد السكان في مدينة عدن في السنين الأخيرة يكثر الاستهلاك للمياه، بلا شك, وبسبب تصاعد  البناء العشوائي في المنطقة وتزايد توافد السكان ستتفاقم المشكلة يوم عن أخر,  وسنعاني من أزمات أخرى أشد من سابقاتها.مما يؤكد على لزوم التحرك السريع من الجهات الرسمية لحل هذه المشكلة واقتلاعها من جذورها، لا الاكتفاء بالوعود والسكوت حتى يفقد المواطن صبره أو يجن.


أسباب المشكلة من نظر سكان عدن

يقول احد المواطنين من سكان منطقة القاهرة:

نعاني منذ فترة طويلة من ضعف في عملية ضخ الماء في منطقتنا، ولا يتم وصوله إلا في منتصف الليل وتحديداً من بعد الساعة الثانية فجراً حتى الخامسة فجرا.


وعن كيفية تقضية بقية ساعات اليوم دون وجود مياه تحدث مواطن أخر لـ"تحديث نت "قائلا: قمنا بإتباع نظام اقتصادي، عبر تعبئة الماء في الخزانات واستخدامها بحرص شديد في الضرورة، وهناك آخرون يقوم بشراء الماء بمبالغ كثيرة لتعبئة خزاناتهم.ل

وتابع: الأمر يسبب الكثير من المشاكل، لتجد البعض يقوم  بتشغيل مضخة المياه المنزلية رغم عدم توفر الماء،  مما يسبب تلفها وتعطيلها. ونحن لا نقوم بتشغيل المضخة إلا حين نتأكد من وجود الماء.

وعبر المواطن عن استياءه جراء إسراف البعض، والتسبب بتفاقم المشكلة من خلال الماء الفائض من الخزانات للمجاري، بعكس الآخرون  أصحاب العقول الواعية، كل ما يحتاجه الأمر منهم تركيب منضمات حين تتم تعبئة الخزان ينغلق الماء من المضخة المنزلية وذلك يوفر كميات كثيرة تهدر يوميا دون أن يتم الاستفادة منها.

وأضاف مواطن أخر : نحن في منطقة القاهرة حارتنا مقسمة إلى قسمين ، هناك خط تغذية يأتي من منطقة بئر أحمد تقريبا، وخط أخر من بئر ناصر أو من منطقة أخرى لست متأكد. وطبعا خط بئر احمد يضخ مياه أكثر من الخط ألآخر. ولكن يقال انه سيء حين يتعلق ألأمر بنقاوة المياه.


وتابع المواطن حديثه عن المشكلة:

 غالبية خطوط التغذية قديمة جدا لا تستطيع تغذية البيوت الكبيرة التي يمتلك ساكنيها أكثر من دور واحد. الناس توسعت بالسكن وقامت ببناء عمارات كثيرة في المنطقة وكل عمارة تستهلك من المياه  ما  يغذي حارة بأكملها.

وهناك مشكلة أخرى: وهي مضخات المياه المنزلية حين  يقومون بإنزالها للدور الأرضي لتزودهم  بالماء ولكثرتهم لا يصل لغالبية البيوت وهناك احتمال كبيران الغالبية حين تمتلئ خزانتهم يذهب الفائض من المياه المجاري.

فيما كان لأحد المواطنين رأي اخر ويرئ أن هنالك من يقوم  بسرقة مخصصات الديزل المخصصة لعملية ضخ المياه. وان القائمين بالعمل في المؤسسة يتقاعسون عن أداء مهامهم  ويقومون بتشغيلها  بأوقات محددة لنفس السبب الأول، وأضاف : لو كان الجميع يقوم بواجبه بأمانه ومسؤولية لما كانت ستوجد أي مشكلة 

وفي استمرار جولتنا قال مواطن من سكان حي الممدارة: نحن نعاني من أزمة المياه منذ فترة طويلة ، وكل الوعود بالإصلاحات كاذبة، سمعنا عن كثير من المشاريع وأتضح لنا انها مجرد مشاريع وهمية غرضها الأساسي الكذب على المواطن المسكين.

وتابع: لا يصلنا الماء إلى في ساعات  متأخرة من الفجر، لا ننام الليل كل يوم لأجل لترات من المياه، إلى متى يستمر التهاون بمشاكل الناس بهذه الطريقة، نحن في فصل الصيف ولا نجد حتى ما نغسل به أجسامنا المبتلة من العرق.


وأضاف مواطن أخر: لا نجد الماء إلا حين نسهر له،  وأحيانا لا يصل وتنتهي سهرتنا بخيبة

وتابع: كثر انقطاع المياه في الآونة الأخيرة، وإذا وصل الماء هناك من يمتلك مضخات كهربائية تسحب كل الماء لهم ولا يصلنا نحن من لا نملتك هذه المضخات وكأنه مكتوب على المعدمين أمثالنا ان يعيشوا دون أدنى مقومات الحياة.


 مسلسل اخر ينتظر ان يجد احد المسئولين فيه ضالته ويكتب نهايته ، نهاية ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر متأملين ان تاتي سعيدة تنتهي معها كل متاعبهم ومعاناتهم فيما يختص  بالمياه والتي تعد المقوم الاساسي للحياة