عرض الصحف

الأربعاء - 05 ديسمبر 2018 - الساعة 10:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/متابعات:

جاء إطلاق نتانياهو عملية لردم أنفاق حزب الله، بمثابة ردم لقرار محاكمته بجرم الفساد، ولو مؤقتاً على الأقل، وكذلك وسيلة لمحو وصمة انكفائه في غزة، فيما تزيد العملية الإسرائيلية المباغتة، من تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثرة أصلاً.
ووفقاً لصحف عربية صادة اليوم الأربعاء، تسود لبنان حالة من الترقب من تبعات الكشف عن أنفاق ميليشيا حزب الله، بعد أن بدأت إسرائيل بالتحرك ميدانياً، ودولياً عبر الدعوة لجلسة نقاش في مجلس الأمن، بينما تستمر معاناة الحكومة اللبنانية من قرارات حزب الله الموالي لإيران، ومقامرته بمقدرات ومصالح الشعب اللبناني لخدمة المصالح الإيرانية.

غطاء لنتانياهو

أثارت الحملة التي أطلقتها إسرائيل بشكل مفاجئ الثلاثاء، لكشف أنفاق حزب الله على الحدود، تساؤلاتٍ بشأن توقيتها، واحتمال تدحرجها إلى مواجهة شاملة مع الحزب، بعد أن تمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من الحصول على غطاء أمريكي لتصعيد ميداني، أمّنه له لقاء طارئ، جمعه بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أول من أمس في بروكسل، ما دفع إلى انطلاق عملية "درع الشمال" الإسرائيلية.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة "القبس"، إن العملية تأتي في إطار مساعي إسرائيل لنقل قواعد الاشتباك من الساحة السورية إلى الساحة اللبنانية، بعدما بات نتانياهو مكبّلاً في سوريا، بفعل المظلة الروسية، كما أنها العملية الأولى منذ تولي نتانياهو حقيبة الدفاع خلفاً لأفيغدور ليبرمان، وهو ما يُضفي على الحملة طابعاً استعراضياً لإثبات جدارته العسكرية، كذلك، فإن الحملة تجري غداة وقوع حدثين مهمّين، الأول: فشل المواجهة التي وقعت قبل نحو أسبوعين مع قطاع غزة، وهو ما أدى إلى تصدُّع حكومة نتانياهو إثر استقالة ليبرمان وانسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي. والثاني: حرف الأنظار عن فضائح الفساد التي تطارده وزوجته سارة.
وترى المصادر، أن أي خطأ في الحسابات يمكن أن يؤدي إلى مواجهة شاملة.

تعثر تشكيل الحكومة

واستبعدت مصادر، بحسب صحيفة "الأنباء"، أن تشن إسرائيل حرباً قريبة، ورجحت أن تكون عملية "درع الشمال" الإسرائيلية بمنزلة كبح لتوسع حزب الله على مستوى القرار اللبناني، إلى جانب توسعه التسليحي، بدليل الإعلان عن أن معالجة الأنفاق ستتم من الجانب الإسرائيلي فحسب.
ومن جهته، رفع حزب الله درجة تأهبه في لبنان وسوريا، خصوصاً بعد دعوة قيادات إسرائيلية لاحتمال مواجهة فتح الإيرانيين جبهة غزة، من خلال حركة "الجهاد الاسلامي"، فيما لو تأزمت الحالة في جنوب لبنان، ما يعطي الموقف طابع المواجهة الإقليمية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن التطور الأخير على الساحة الجنوبية في لبنان، لن يكون لمصلحة تسريع تشكيل الحكومة، المتعثرة، حيث لاحظ الوزير مروان حمادة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري مصدوم جراء الأحداث الأخيرة، ولذلك قرر الامتناع عن الكلام، مشيراً إلى أنه يتوقع حكومة أسوأ من الحكومة الحالية.

ترقب لبناني

ويعيش لبنان حالة من الترقب، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عمليته، بعد رصده أنفاقاً لحزب الله، تسمح بالتسلل من لبنان إلى إسرائيل، في خطوة قد تؤدي إلى توتر كبير بين الطرفين، فيما أكدت صحيفة "الشرق الأوسط"، غياب أي موقف من حزب الله حول العملية، كما رفضت مصادر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري التعليق، أما رئاسة الجمهورية، فقد أعلنت أن الرئيس ميشال عون تابع التطورات في منطقة الحدود الجنوبية وأجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات.
ومن جانبها، عززت قوات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) دورياتهما على طول الحدود، تفادياً لأي تصعيد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال في بيان، إن العملية ستستمر إلى أن "تحقق أهدافها"، فيما طالبت إسرائيل بجلسة نقاش في مجلس الأمن لموضوع "أنفاق حزب الله".

هديّة إيرانية لإسرائيل

ورأى الكاتب السعودي هاني الظاهري في مقال له في صحيفة "عكاظ"، أن هدف "ميليشيا حزب الله الإيراني" من الأنفاق التي اكتشفتها إسرائيل أخيراً على الحدود، هو إثارة الإسرائيليين وصرف أنظار العالم عن المأساة السورية، وأحداث الداخل الإيراني من خلال إشعال حرب جديدة في المنطقة، لن يكون ضحيتها سوى الشعب اللبناني الذي يقامر بمصيره ومستقبله هذا الحزب الإرهابي منذ سنوات دون رادع، لخدمة المصالح الإيرانية.
وأضاف الكاتب هاني الظاهري: "الإسرائيليون لن يرفضوا فرصة جديدة أتتهم على طبق من ذهب للتوسع شمالاً بحجة الدفاع عن أنفسهم، ولن يجدوا رادعاً من المجتمع الدولي وفق هذا المبرر، وهو ما يكشف حجم المؤامرة على لبنان والعالم العربي، إذ باسم المقاومة والممانعة المصطنعة والمسرحية يتم منح إسرائيل كرتاً أخضر لابتلاع وجبة جديدة من الأراضي العربية بل وربما تدمير بلد عربي بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل، بينما إيران التي تختنق اقتصادياً بسبب العقوبات الدولية وتتنامى داخلها حركات الاحتجاج الشعبي المنادية بسقوط النظام فهي بحاجة ماسة في الوقت الراهن إلى مساومة المجتمع الدولي لتخفيف أزمتها عبر تحريك أذنابها ومرتزقتها في كل مكان لإظهار أنه ما زال لديها كروت لعب لم تحترق، وأنها مازالت قادرة على بث السم، والضحية من كل هذا العبث وتقاطع المصالح للأسف هو الشعب العربي اللبناني الذي خُدع بكذبة المقاومة وردد الشعارات والأغاني الحماسية ونام منتشياً عليها، وعندما أفاق من نومه وجد الحزب الإرهابي يوجه سلاحه إلى صدره ويتحكم في مصيره ومستقبله وأرضه ومقدراته".