تحليلات سياسية

الأربعاء - 05 ديسمبر 2018 - الساعة 08:27 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص

انطلقت مشاورات السويد بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، من جهة وبين حركة الحوثيين من جهة أخرى، رغم أن المشاورات سبقتها أكثر من جولة بشكل مباشر وغير مباشر، في الأعوام السابقة في الكويت وجنيف، وأيضاً في مسقط وظهران الجنوب، لكن هذه المرّة تأتي المشاورات وقد شهدت الساحة اليمنية متغيرات سياسية وعسكرية، وابرز تلك المتغيرات تأسيس المجلس الانتقالي، ودخول قواته في معارك الحديدة، الأمر الذي جعل من الانتقالي أحد اللاعبين الرئيسيين على الساحة، وخلال الأشهر الماضية أكد المبعوث الدولي مارتن جريفيث، في أكثر من مناسبة بإن الانتقالي سيكون حاضراً في المشاورات، لكن المفجأة أن المشاورات ستنطلق أول جلساتها غداً دون المجلس الانتقالي أو أي طرف أخر، في تحوّل يكشف أن جريفيث أدار ظهره للقضية.

الأسباب التي أبعدت الانتقالي من المشاورات
شهدت مكونات الحراك الجنوبي المدعومة من الشرعية سباقاً حميماً، وطافت معظم عواصم القرار الإقليمية والدولية، من أجل الحصول على مقعد في المشاورات، وبحسب مراقبين فإن تلك المساعي ليس الهدف الخروج بحل للقضية الجنوبية، ولكن من أجل وضع العصي في دولاب المجلس الانتقالي حتى لايكون متحدثاً باسم الجنوب، وهي مساعي ساندتها الشرعية بكل قوة، ووصل الأمر بالرئيس هادي أن يحذّر المبعوث الدولي بأنه في حال اشراك الانتقالي في المفاوضات سينسحب وفد الحكومة، وعملت الشرعية بخطين متوزازيين خط الدبلوماسية عبر السفراء في الدول الدائمة العضوية، وسفراء المنظمات الدولية، وخط أخر عبر مكونات الحراك الجنوبي وإظهارها منافسة للانتقالي.

من المستفيد ؟
يبدو واضحاً أن الجنوب ليس مطروحاً على أجندات المشاورات، وبالتي في حال توسعت وتحولت إلى مفاوضات ووصل الطرفان إلى اتفاقات ستكون تلك الاتفاقيات ملزمة لكل الأطراف ومسنودة بقرارات مجلس الأمن، الأمر الذي يجعل من كل الأطراف الجنوبية خاسرة، وعندها لن تفعل شيئاً لمواجهة تهميش القضية الجنوبية، فيما لو رضي الجنوبيون بتمثيل المجلس الانتقالي، وخصوصاً تلك المكونات التي بعض قياداتها كانوا من الرعيل الأول للثورة الجنوبية، لربح الجميع، ومؤكداً أن الانتقالي لن يوقع على اتفاقية إلا بمشاورة جميع القوى الجنوبية، غير أن التعمّد بعرقلة وصول الانتقالي للمشاورات أمر يضع ألف استفسار عن عدم حرص تلك المكونات على الجنوب، وحشروا القضية في زاوية إما نكون ممثلين للجنوب أو يظل الجنوب تحت الاحتلال.
وبرأي محللين فإن المستفيد الأول القوى اليمنية التي تحرص على بقاء الجنوب تحت سيطرتها، تلك القوى يمثلها في الشرعية حزب الإصلاح، والحوثين في صنعاء، رغم مظاهر الخلاف بينهما إلا أن الجنوب يشكل هدفاً لهما، كما أن بقية الأحزب اليمنية المنقسمة بين الطرفين تدعم إخراج أي طرف جنوبي من المشاورات.
هكذا أسقطت الانتهازية السياسية الجنوب في أهم منعطف، لكن مراقبين يراهنون على قدرة الانتقالي فرض خياراته وإلزام كل القوى المحلية والإقليمية والدولية الرضوخ تحت أمر الواقع.