تحليلات سياسية

الخميس - 13 ديسمبر 2018 - الساعة 08:24 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص

مع ختام مشاورات السويد، اليوم الخميس، تبدو ملامح النصر في الأفق، على اعتبار أن الحديدة أول مدينة واقعة تحت سلطة الحوثيين تسقط بالضغط العسكري.
ومنذ أشهر والقيادة الإمارتية تقود عملاً عسكرياً في الحديدة، وتحت قيادة الضابط الإماراتي، العميد علي الطنيجي تقدمت القوات وحاصرت مدينة الحديدة، وتوغلت في عمق المدينة بعد خسائر كبيرة لقوات الحوثيين، تلك الخسائر عجلت من الاستجابة الحوثية للذهاب إلى المشاورات.
ورغم أن رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام، شدّد أن لا منتصر في تسليم الحديدة غير الإنسانية، لكن كلام عبدالسلام، بحسب محللين، مردود كون قواته تبسط سيطرتها على محافظات يمنية ولاتعير الجوانب الإنسانية أي اهتمام، واقتحمت عدن وهجرت الملايين، وحاصرت تعز دون أن يرف لها جفن أو تهتز لها مشاعر.
وهو ما اعتبره وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، في تعليق له فور الاتفاق على الانسحاب من الحديدة، من أن الضغط العسكري هو من أرغم الحوثيين على الاستسلام، ولولا وجود 5000 ألف مقاتل إماراتي في الحديدة لما رضخت قيادة الحوثيين ووافقت على الانسحاب، وهو أيضاً ما كرره السفير السعودي لدى ليمن محمد آل جابر، من أن الضغوط العسكرية أجبرت الحوثيين الانسحاب وتبادل الأسرى والجلوس على على طاولة الحوار.
ويطرح محللون تساءلات عن نموذج الحديدة الذي اشتركت فيه القوة العسكرية بموازاة الفعل السياسي والدبلوماسي، وهو نموذج أسقط سلطة الحوثيين على أهم مدينة تقع تحت سلطتهم، ماذا لو تكرر نموذج الحديدة في صنعاء ؟ ومكن التحالف والشرعية من إسقاطها، عندها لن يتبقى لدى الحوثيين غير مناطق ما قبل سبتمبر 2014.
وتعالت مؤخراً أصوات يمنية وإقليمية ودولية، تطالب بوقف الحرب في اليمن، وتصف الحرب بالمقامرة، غير أن هذه المقامرة بعد 4 سنوات تحقق فيها انتصارات وباتت سلطة الحوثيين محشورة في المرتفعات بعد أن فقدت مناطق الجنوب والساحل، ورغم كلفة الحرب وتفاقم الأوضاع الإنسانية لكن بقاء الحوثيين قوة فاعلة في اليمن يهدد على المدى البعيد أمن اليمن أولاً وأمن الإقليم والعالم ثانياً، وفي حال تمكّنت من السيطرة على اليمن لن تستطيع قوة سلب السلطة منها بقوة السلاح على غرار النظام الإيراني والسوري وحزب الله.