تحليلات سياسية

الأربعاء - 09 يناير 2019 - الساعة 09:36 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .

منذ بدء عاصفة الحزم في اليمن ، تغلغل تنظيم " القاعدة " و "داعش" في مساحات واسعة من مدن الجنوب ، التنظيمان استغلا الفراغ الذي وقع في المدن اليمنية بسبب سيطرة الحوثيين على مفاصل الجيش والأمن في سبتمبر من العام 2014، إضافة إلى التسهيلات التي منحتها المملكة السعودية للتنظيمين ، سواء بالدعم المادي الذي قدمته بطريقة غير مباشرة عبر دعمها لحزب الاصلاح اليمني في مأرب والبيضاء بما يشكله من حاضنة ومظلة سياسية لهذين التنظيمين ، أو بالتحاشي عن استهداف تجمعات التنظيمين بغارات الطيران، كل ذلك أعطى للتنظيمين مساحات شاسعة من أرض الجنوب .

غير أن وصول القوات الإمارتية إلى عدن منتصف العام 2015، قطع آمال التنظيمين في إقامة إمارات إسلامية في مدن الجنوب، وبدأت معركة كسر العظم بين القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات، من جهة ، وبين قوات التنظيمين من جهة أخرى ، المعركة التي انطلقت من قلب مدينة عدن ، التي كانت تخضع بعض مديرياتها لتنظيم القاعدة إمتدت تلك المعركة وخلال الثلاث السنوات التالية لتصل إلى معاقل التنظيمين في كل القرى والأرياف .



السعودية تتفق من تحت الطاولة مع " القاعدة " و " داعش " عبر حليفها حزب الاصلاح اليمني

دعمت السعودية التنظيمين بطريقة غير مباشرة، وعبر رجال أعمال ينتمون لحزب الاصلاح اليمني في كل من البيضاء ويافع وحضرموت .

وذكرت مصادر خاصة أن هذه الطريقة قد سهلت وصول مئات الملايين من الريالات السعودية إلى قيادات تنظيم القاعدة وداعش مع امكانية ان تكون السعودية لا تقصد ايصال تلك المبالغ الى الارهابين وانما قدمت دعوماتها لتعزيز وضع الجبهات الاصلاحية هناك. .

وثمة من يرى بان دوائر داخل المملكة العربية السعودية تورطت بهذا الامر استنادا الى علاقتها بمنظومة حزب الاصلاح اليمني مثل اللجنة الخاصة ومكتب السفير ال جابر بمعزل عن توجهات ولي العهد المناوئة للارهاب .

وبحسب مصادر لـ " تحديث نت "، فإن 65 مليوناً ريال سعودي وصلت إلى قيادة تنظيم القاعدة في البيضاء وعبر دفعات أوصلها رجل أعمال من البيضاء مقيم في الرياض"، ولم يقتصر الدعم على الأموال فقط، فقد سهلت دوائر مشبوهة في العربية السعودية وصول شحنات السلاح من محافظة مأرب إلى شبوة والبيضاء، وأعطت معلومات قبل وقوع الضربات الأمريكية لاستهداف تلك المعسكرات .

التعاون بين السعودية وتنظيمي "القاعدة" و"داعش" ظهر ،بحسب محللين، في عزوف التنظيمين عن تنفيذ عمليات إرهابية في المناطق اليمنية التي تقع تحت سيطرة القوات المحلية الموالية للسعودية حيث لم تستهدف تلك القوات في مأرب أو في بيحان والمهرة والبيضاء وتعز، ويقول محللون أن ذلك يعود إلى شي من " حفظ المعروف" للسعودية على غرار ما أوصى به زعيم "القاعدة "، أسامة بن لادن، حين نصح أنصاره بالكف عن استهداف إيران نظير موقفها تجاه 17 عنصراً من أتباعه، رفضت طهران تسليمهم للأمريكان ، بعد أحداث 11 سبتمبر .





تصريحات المسئولين السعوديين تتجنب الإشارة إلى مكافحة الإرهاب


جريا على عادة مسئولي السلطة الشرعية اليمنية في تجنب الإساءة إلى داعش والقاعدة في تصريحاتهم المستمرة والتطرق إلى آفة الإرهاب في نطاق عائم مبهم يهدف إلى عدم التصادم المباشر مع نشاط الجماعات الارهابية في اليمن ، سارت تصريحات المسئولين السعوديين على هذا المنوال .

وذكر مراقبون بان كل تصريحات المسئولين السعوديين تجاه اليمن تتحاشى الإشارة إلى ظاهرة الإرهاب وكأنها تحافظ على إتفاق من نوع ما يتضمن عدم الاستهداف المتبادل بين الطرفين .

وذهب متابعون في رصدهم لهذا العزوف الإعلامي للمسئولين السعوديين تجاه الإرهاب حد تجاهل السعودية للقوات الجنوبية المتخصصة في مكافحة الإرهاب إذ لوحظ حالة مستعصية من التجاهل السعودي الرسمي لجهود قوات مكافحة الإرهاب في الجنوب إعلاميا وسياسيا وبروتوكوليا حيث لم تسجل اي حالة لقاء سعودي رسمي مع اي من قادة تشكيلات النخب والاحزمة الجنوبية المتولية ملف مكافحة الإرهاب في المحافظات المحررة .




الإمارات رأس الحربة في مواجة التنظيمين


وعلى عكس المناطق الخاضعة للقوات الموالية للسعودية، شهدت القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات عمليات مكثفة للتنظيمين، ونفذ التنظيمان عمليات نوعية ضد مراكز قوات "الحزام الأمني" في عدن إضافة إلى العمليات التي استهدفت "النخبتين الشبوانية والحضرمية"، كما سعى التنظيمان إلى تجهيز عمليات انتحارية ضد قيادات جنوبية مقربة من دولة الإمارات، ولم تقتصر تلك العمليات على استهداف، اللواءين عيدروس، وشلال، بل تعدت إلى استهداف قيادات من الصف الثاني والثالث، الأمر الذي جعل القيادة الأمارتية تدخل في مواجهة واسعة وشاملة مع التنظيمن.

ويرى مراقبون أن التعاون بين دوائر مشبوهة في السعودية وبين تنظيمي "القاعدة" و"داعش" يتم عبر وسطاء من قيادات بارزة في حكومة الشرعية ، وهو ماكشفت عنه الإدارة الأمريكية في قبيل وصول ، دونالد ترامب إلى الرئاسة، من أن "مسؤولين في الحكومة يتعاونوا مع القاعدة "، إضافة إلى تقرير لخبراء الأمم المتحدة في فبراير الماضي، كشف حجم التعاون بين تلك القيادات المسؤولة المقربة من السعودية، وبين تنظيمي "القاعدة " و"داعش"، وأكد التقرير أن التنظيمين الأرهابيين أوقفا عملياتهما ضد قوات حكومة، هادي، المدعومة من السعودية، في الوقت الذي يواصل التنظيمان عملياتهما ضد القوات الموالية للإمارات .