تحقيقات وحوارات

السبت - 19 يناير 2019 - الساعة 04:00 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

منذ بدء حملة الحزام الأمني في سبتمبر من العام 2017م ضد عناصر التنظيمات الإرهابية في محافظة أبين ، حققت انتصارات سواء فيما يتعلق بمقتل عدد من قيادات التنظيمين الميدانيين ، والمنفذين لعميات اغتيال طالت العشرات من القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية في الجنوب، أو فيما يتعلق بتطهير عدد من مديريات المنطقة الوسطى (لودر الوضيع مودية)، من تلك التنظيمات برغم أن العناصر لم تكن تسيطر على المديريات بشكل واضح ومباشر، غير أنها تمتلك قوات وتستخدم نفوذها على المنطقة متجاوزةً سلطات الشرعية الضعيفة والمهترئة في المنطقة، وسببت رعباً للأهالي خصوصاً والطيران الأمريكي استهدف بسلاح استراتيجي مواقع للعناصر على ضواحي المدن، الأمر الذي أحدث تخوفاً لدى أهالي تلك المناطق من تحول مدنهم إلى رماد بسبب القصف اليومي للطيران، في ظل استمرار بقاء العناصر وسط تلك المدن.

وقبيل حملة الحزام الأمني ، وحولت تلك العناصر الخطوط الدولية الرابطة بين عدن وأبين وشبوة وحضرموت إلى طرق للتصفيات، ونفذت بين خط عدن - أبين عشرات العمليات ، كما قامت بخطف مواطنين وشخصيات قبلية واجتماعية ، تلك العمليات أحدثت شرخاً مجتمعياً بين الأرياف والمدن ، وعزف الكثير من أبناء أبين الساكنين في عدن من العودة إلى الأرياف في المناسبات تخوفاً من عمليات الخطف التي تنفذها العناصر الإرهابية.

ومنذ خوض الحزام الأمني المعارك المباشرة ، وتوقف الطيران الأمريكي عن استهداف المواقع القريبة من المدن ، حقق الحزام انتصارات لاقت ترحيباً واسعاً لدى أهالي أبين بمختلف توجهاتهم، وبرغم أن المعركة كانت سريعة لهزيمة تلك العناصر إلا أن الحزام قدم العشرات من عناصره الذي سقطوا شهداء وجرحى، كما حاولت العناصر خوض حرباً استنزافية سواء بالكمائن التي تنصبها على الطرق بين المديريات، أو بمهاجمة بعض النقاط الأمنية.

وبحسب مراقبين فإن الانتصارات التي تحققت يعود سببها إلى جرأة وإقدام القيادة التي فضلت أن تكون في مقدمة الصفوف برغم المخاطر، وأيضاً لقوة الأجهزة الاستخباراتية التابعة للقوات الجنوبية، والتي أشاد بها تقرير الخبراء الدوليين في بيان أصدره اليوم الأربعاء.




قوى سياسية تتقاطع مصالحها مع القاعدة :

بحسب مصادر مطلعة لـ�تحديث تايم�، تؤكد أن جهات نافذة في الشرعية تمد تلك الجماعات بالدعم اللوجستي، والذي يمثل لها شريان حياة، بعد تقطيع أوصالها من قبل قوات الحزام الأمني، في مديريات أبين، ولفتت المصادر إلى أن هناك خط ساخن يربط التنظيمات بالجهات الداعمة في مأرب وحضرموت، عبر المناطق الحدودية بين بيحان ومأرب، كما أن البيضاء تشكل همزة وصل بين العناصر الإرهابية في الجنوب وبين الحوثيين في الشمال.

وكانت تقاير دولية أكدت أن قيادات في الشرعية تقدم دعماً للعناصر الإرهابية وتستخدمها في اليمن، وأقدم الأمريكيون على قصف بيت القيادي في القاعدة، الذهب في رداع بعد تسلمه شحنات أسلحة من قوات علي محسن الأحمر في مأرب.

وخلال سير معارك الحزام الأمني ضد تنظيمي القاعدة وداعش في الجنوب، دفع حزب الإصلاح وبعض القوى في الشرعية، بنشطاء سياسيين وإعلاميين إلى التقليل من جدية تلك المعارك وجدواها، ووقفت وسائل إعلامهم مدافعةً عن العناصر الإرهابية، تلك المواقف بحسب محللين هدفها حرف مسار الأهتمام الدولي والإقليمي المؤيد للقوات الجنوبية في مهمة مكافحة الإرهاب، كما أن تلك القوى المناهضة لحق الجنوب في الاستقلال تخوف المجتمعين الدولي والإقليمي بشماعة الإرهاب، وتضع معادلة الوحدة أو الجنوب إمارات إسلامية، وهو ما حدث في العام 2011، عندما كان الجنوب قاب قوسين من سقوطه بيد قوى الحراك الجنوبي، دفعت قوى شمالية بالتنظيمات الإرهابية لإسقاط أبين وشبوة.




رسالة جنوبية للإقليم والعالم :


وقفت القوات الجنوبية كنقطة ارتكاز يبنى عليها تحقيق الأمن الإقليمي والعربي والدولي، سواء بتطهير الجنوب من قوات الحوثيين وتأمين خطوط الملاحة الدولية، بالسيطرة على منفذ باب المندب والجزر الجنوبية المطلة على البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن والقرن الأفريقي، أو فيما يتعلق بتطهير المدن الجنوبية من عناصر الإرهاب التي حولت اليمن إلى أخطر دولة تهدد الأمن والسلم الدوليين.

تلك الانتصارات أكدت عليها قيادات الجنوب ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، واعتبرتها رسالة للإقليم والعالم، بأن الجنوب ضمانة حقيقية لاستقرار المنطقة، وهي بتلك الرسالة أعطت طمأنة للعالم بأن الجنوب شريك فاعل في تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة.