عرض الصحف

الأحد - 10 فبراير 2019 - الساعة 01:51 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

تتواصل تداعيات الأزمة السورية قبل أيام من قمة سوتشي، خاصة مع دخول إيران كطرف رئيسي في قضية إعادة إعمار سوريا من جديد.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، أشارت مصادر إلى تسابق عدد من الدول لتجنيد العملاء في سوريا، فيما نبهت إلى سعي أكثر من جهاز استخباراتي إلى تذويب العناصر الموالية له في عدد من المؤسسات المدنية التابعة له.

أزمة حادة في دمشق

ظهر سباق بين الحليفين الروسي والتركي لملف "مثلث الشمال" السوري بين تلويح موسكو بعملية محدودة في ريف إدلب من جهة، وبين مساعي أنقرة لتذويب عناصر محليين من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في تكتل عسكري تابع للمعارضة من جهة أخرى.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط إن "الاستخبارات التركية كثفت اتصالاتها مع معارضين لتشكيل عسكري ومدني من خلاله يجري تذويب السوريين في (جبهة النصرة) مع قوات الجيش الوطني التابعة لحكومة المعارضة، وكما يجري بحث توزيع الصلاحيات والمهام بين الجسمين، ومصير الأجانب الموجودين في هيئة تحرير الشام التي تضم النصرة".
وأضافت أن كل هذا يأتي مع تكثيق الاستخبارات التركية لاتصالاتها مع فصائل معارضة ومتشددة ومؤسسات مدنية سورية، بهدف الوصول إلى تشكيل عسكري ومدني جديد يتم من خلاله تذويب السوريين في جبهة النصرة مع قوات الجيش الوطني التابعة لحكومة المعارضة.
ويجري حالياً بحث توزيع الصلاحيات والمهام بين الجسمين السياسي والعسكري، ومصير الأجانب الموجودين في "هيئة تحرير الشام" التي تضم النصرة.

سباق روسي ــ إيراني

ويستمر التسابق الروسي الإيراني على تجنيد خصوم الرئيس السوري بشار الأسد، حيث كشف تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن سباق بين موسكو وطهران على مَن تبقى من المنشقين عن الرئيس السوري بشار وخصومه المقاتلين السابقين في صفوف المعارضة، الراغبين في تسوية أوضاعهم.
وقالت صحيفة الجريدة الكويتية إنه "هذا التسابق يأتي في محاولة لاستمالة المقاتلين وضمهم لتعزيز النفوذ الروسي الإيراني على أراضي سوريا، وسط ترقب لانطلاق معركة إدلب في أي وقت".
وأشارت إلى أن الكم الهائل من المساعدات تشمل مواد غذائية وألبسة وأغطية ومستلزمات للمعيشة والدراسة، تقدمها روسيا وإيران إلى آلاف العوائل والشباب ممن شردوا وهجروا بفعل الدمار والقصف، موضحة أنه خلال اليومين الماضيين وزعت القوات الروسية مساعدات على مناطق في القطاعين الغربي والشمالي الغربي من الريف الحموي ضمن المناطق القريبة من خطوط التماس مع فصائل إدلب ضمن المنطقة المنزوعة السلاح.
وذكرت أن التقارير التي تشير إلى ممارسة الميليشيا الإيرانية للسلوك ذاته على سكان غرب الفرات والجنوب السوري والمنطقة الممتدة بينهما كدرعا والقنيطرة، غير أنها أضافت مبلغ 150 دولاراً كمكافأة للمتطوعين.
وكما رصد المرصد ارتفاع عدد المتطوعين في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها أخيراً، إلى نحو 1270 شخصاً من الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة، وذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور.

سوريا حسينية إيرانية

وبدوره، تطرق الكاتب فاروق يوسف وفي مقال له بصحيفة العرب إلى وضع سوريا المستقبلي، وأشار إلى أنه إذا صحّت الأخبار التي تفيد بأن الحكومة السورية منحت إيران الأولوية في عقود إعمار سوريا، فإن ذلك الإجراء هو بمثابة تجسيد حقيقي وصارخ لفساد تلك الحكومة.
وحذر الكاتب من خطورة تأثير هذه الخطوة، متسائلاً عما يمكن أن تقدّمه إيران بنظامها الرثّ من أجل إعمار سوريا، وهي التي ساهمت في خرابها وتمزيق وحدة شعبها.
وكما تساؤل عن ما تملكه إيران على مستوى الإعمار وهي دولة دأبت منذ 40 عاماً على نشر ثقافة الموت، ووضعت ثرواتها في خدمة التجهيل والإفقار والعدوانية والمسيرات الجنائزية، وتمويل الميليشيات الطائفية التي هي الصناعة الوحيدة التي تجيدها. 
واختتم مقاله بالقول إن "إيران ليست مستعدة لأن تقدّم رغيفاً ساخناً للسوريين ولا حبّة دواء لم يفت زمن استعمالها، فهي لا تملك إلا السموم، لذلك سيكون من الصعب تخيّل سوريا الجديدة وقد شيّدها الإيرانيون، سيكون علينا أن نتوقّع قيام بلد على هيأة حسينية كبيرة".