تحليلات سياسية

الإثنين - 11 فبراير 2019 - الساعة 07:58 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .

كشفت احتفالات عناصر الإخوان المسلمين في مأرب وتعز بفوز منتخب قطر على منتخب الإمارات، أن قيادة تنظيم الإخوان المسلمين الدولي تملك جيشا عسكريا متكاملا يقيم جنوب المملكة العربية السعودية .

تلك العواطف الجياشة التي انطلقت تؤكد على ارتباط فكري إنساني وإدولوجي يربط الكيان الذي شكله حزب الاصلاح اليمني في محافظات تعز ومأرب بالمحتوى العام لوشائج تنظيم الإخوان المسلمين الدولي الذي يدار حاليا من تركيا.

وبحسب محللين فأن ما كشفت عنه أفراح قواعد حزب الاصلاح اليمني في تعز مأرب بانتصارات قطر لا يعكس ذاك التضامن الشديد الذي يكنه قواعد الاصلاح لقطر بل يعني أبعد من ذلك ويحمل رسائل شديدة المضمون تعبر عن رفض مشروع دول التحالف العربي في اليمن، وهو مؤشر على تقارب وتماسك المشروع الذي تمثله الدوحة في اليمن والذي لا يبتعد إلا بسنتيمرات قليلة عن المشروع الذي تؤيده الدولة الإسلامية في إيران.

ويرى مراقبون بان تعصب قواعد حزب الاصلاح اليمني في اليمن ضد المملكة العربية السعودية كان له أن يمر بهدوء لولا ما يعنيه هذا السلوك من مخاطر عسكرية جمة تهدد العربية السعودية خصوصا وغالب الجيش المتشكل برعاية نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر يتكون من تلك القواعد الإخوانية التي تمسك السلاح بمعتقد ديني جبري يحتكم لإرادة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدولية، خصوصا وأن هذا التيار الجارف يمتلك منظومة عسكرية يبلغ تعدادها مئات الآلاف من الجند الموزعين بين الأجهزة الأمنية والعسكرية المنتشرة في وادي حضرموت والمهرة ومأرب والجوف والبيضاء وتعز وهي القوات التي أخذت من حرب عاصفة الحزم فرصة للاستراحة وإعادة تنظيم نفسها عسكريا وماليا بدعم من دولة المملكة العربية السعودية التي لا زالت تغامر بدعمها لحلم الإخوان المسلمين في اليمن نتيجة توهان المقاربة السعودية للوضع في اليمن ودخولها في حالة شرود بين أطماع مسئولين سعودين فاسدين ارتبطوا بعوائد الفساد الحكومي المدار عبر نفوذ حزب الاصلاح في السلطة اليمنية وبين إلحاح تاريخي يؤزه كبرياء المملكة على تحدي حقيقة أن السعودية أهدرت سبعين عاما من الدعم لأعداء خفيون بحيث يستحيل عليها الان الاستسلام وتقبل فكرة انها هزمت في ارثها التاريخي بدعم حزب الاصلاح اليمني كل تلك المدة .

ولكن - بحسب المراقبين - فإن الأدلة أشد وضوحا في أن ولاء جيش حزب الاصلاح اليمني في اليمن يميل إلى محور أنقرة بما يعنيه ذلك من أن العربية السعودية قد سلت نحوها سيفا تركيا قطريا وكونت لجيش لاعدائها بدعمها ومالها وسلاحها .

ويتابع المحللون بان دوائر الحكم في المملكة لن تستسلم لهذه القناعة المأساوية في القريب المنظور خصوصا وأن قيادة السعودية مصرة الآن على التغطي بهدنة وهدوء سياسي يخيل لها أنها استطاعت أن تطوي صفحة أزمتها الأخيرة بسبب قتل خاشقجي وهي أحوج ما تكون الآن إلى تحاشي الاقتناع بأنها اصطنعت شرا يلوح لها من مخابئ التقية الإخوانية في مأرب وتعز.

ومنذ بدء الحرب في اليمن، استطاع حزب الإصلاح بإذرعه العسكرية والمالية أن يؤسس شبكة عملاقة من الروابط الداخلية والخارجية، مستفيداً من الدعم السعودي المباشر، ومن فتح أنقرة والدوحة فرص استثمار مالية للحزب تقدر بالميارات، كل تلك المساعي تهدف إلى السيطرة على اليمن سواء عبر الانتخابات أو عبر انقلاب عسكري، وذلك بعد خروج كل الأطراف اليمنية ضعيفة من الحرب وخصوصاً حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يقف حاجزا أمام طموح الإصلاح للوصول إلى السلطة.

غير أن الازدواجية في تعاطي الرياض مع الملف اليمني، ساعد وبشكل محوري في تقوية الحزب، ولم تكن احتفالات فوز قطر نموذجاً وحيدا، ليكشف ولاء الإصلاح لمحور تركيا وقطر وإيران على حساب محور التحالف، إذ أن الحزب سعى لمواجهة التحالف في عدد من الملفات، وشكل خلايا تنشط في أروقة المنظمات الدولية تدس تقارير سياسية كيدية مغطاة بقضايا إنسانية لتشويه دور التحالف في المناطق المحررة، كما أن عناصر الحزب فتحت خطوط اتصال بوساطة قطرية بينها وبين حركة الحوثيين، لمواجهة التحالف.

وبحسب محللين، فإن الرياض استثمرت لأكثر من 60 عاما في شخصيات قبلية وعسكرية وسياسية منتمية لحركة الإخوان المسلمين، وعند أول منعطف حين سقطت اليمن بيد الحوثيين وإيران التزم تنظيم الإخوان الصمت والحياد، ولم يؤيد حرب التحالف إلا بعد أسابيع من اندلاعها.

ويمتلك تنظيم الإخوان تاريخ طويل من المخادعة والمراوغة، وتغيير التحالفات خدمة لأهدافه السيطرة على كامل المنطقة، وتلك الأهداف لاتقل خطورة عن مساعي الحركة الحوثية، التي لايوجد لها خلايا نائمة في المنطقة، يمكن تحريكها وقت الحاجة، بينما لو تمكن التنظيم من السيطرة على اليمن، يمكن له تنشيط خلاياها التنظيمية في كل دول الجزيرة، ولأصبح تهديده مضاعفاً لتهديد الحوثي، غير أن تكتيك الرياض في الملف اليمني يجعلها في مواجهة خطر التنظيم الإخواني ولو بعد حين.