تحقيقات وحوارات

الإثنين - 04 مارس 2019 - الساعة 07:36 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/تحقيقات خاصة/ عدن


-ما الأسباب الفعلية لظاهرة تدني مستوى الطلاب؛ ومن يقف وراء هذه الظاهرة؟

- تحقيق :عبداللطيف سالمين. 

تتميز محافظات اليمن الجنوبية بان جل الطلبة فيها من مرتادي المدارس وخريجي الجامعات. حيث قلما تجد من لا يهتم بالتحصيل الاكاديمي والدراسي. ولكن في السنين الاخيرة لوحظ ان مخرجات التعليم لا ترقى ابدا للمستوى التعليمي للطلبة وهو ما انعكست اثارة بشكل كبير على واقع المجتمع في عدن ومحافظات الجنوب عامة. 

وبينما يرجع البعض بصورة عمياء الى ان الجيل الحالي جيل فاشل لا يهتم بالعلم قمنا في صحيفة تحديث تايم باستطلاع وتحقيق لمعرفة سبب تدهور مخرجات التعليم في المحافظات الجنوبية .

وبينما لا يخفي على احد سياسية التجهيل التي اتخدها النظام السابق تجاه المحافظات الجنوبية وبالذات محافظة عدن السباقة في العلم والثقافة والبحوث والاطروحات والتي لم تعد مثلما كانت في تحصيلها العلمي خصيصا في العقد الاخير. 
ولكن اضافة الى سياسة التجهيل المتعمدة هناك العديد من الاسباب المشتركة والتي شكلت معا انحدار مخيف في المستوى التعليمي للطلبة. 
وتم سؤال بعض الاهالي كونهم الاقرب الى اطفالهم والذين يشكلون شريحة كبيرة من الطلبة وعماد المستقبل ويقف على عاتقهم بناء الدولة وتنميتها والنهضة بها في مقتبل عمرهم. 

*انعدام الدافع
حيث يرى الاهالي ضرورة أن يكون لدى الأطفال دافع للذهاب باكرا إلى المدرسة يشبه الدافع الذي يجعلهم ينامون سريعا ليلة العيد. 

وشكى الاهالي من سوء معاملة المعلمين للطلبة في المستويات الاعدادية فحينما يأتي معلم إلى طلاب صغار في السن ليعاقبهم على خطأ ما أو مشكلة بالضرب فهذه بنظرهم جريمة في حق التعليم ومن مسببات الفشل في المستقبل لما تنطوي عليه من زرع الكراهية في نفوس الاطفال تجاه المعلم والمدرسة وكل ما يمت بصلة للعلم.  حيث ان زرع حب التعليم يجب أن يكون اولا في المعلم قبل المتعلم حتى يجد المتعلم انموذجا صحيحا يحتذى به. لا أن يأتي معلم إلى فصلة الدراسي والتنبل بفمه أو يقوم بالتلفظ بكلمات بذيئة حتى يقال عنه استاذ ظريف.

* تصحيح العملية التعليمية. 

ويتفق الاهالي على اهمية أن يكون التعليم من رياض الأطفال إلى الصف الخامس الأساسي لا يعتمد على الدرجات ولا اي حساب وإنما تعليم تفاعلي يدعم التربية السلوكية اولا متزامن مع المنهج العلمي واساسياته حتى نحصل على نشىء سليم مهيأ لتحصيل العلم بشغف..لا أن تصبح العملية التعليمية فقط ثقل يحاول الجميع التخلص منه بسبب النفقات أو الضغط النفسي وغيره من الأخطاء التي نعيشها اليوم في واقع التعليم ومخرجاته..
وكما تطرق الاهالي الى وجوب  تصحيح العملية التعليمية بشكل واعي بجذور المشكلة واصلها لا ان يتم معاملتها كمرض خبيث يستدعي البتر والا عواقبها جيل سهل التلاعب به ومتخبط بالتالي تخريج أمه غوغائية

وقال الموجهون التربوين ان  وزراة التربية والتعليم بحاجة ماسة الى وضع حلول تحاكي المشاكل وتعالجها لا ان يتم وضع حلول تضع عقبات ومشاكل أخرى كون التعليم حق للجميع ويجب أن يتم مراعاة توفير التعليم وجعله سهل وفي متناول الجميع 
لا ان يتم تصعيبه و جعله مشروع تجاري كما يحدث في بعض المحافظات اليمنية. 

*الاهل يتحملون جزء من المشكلة

وأعتبر المواطن " علي احمد" وهو أحد أولياء الأمور أن من أسباب تدني المستوى التعليمي هو عدم قيام أولياء الأمور بمتابعة سير الدراسة لأبنائهم والإطلاع على ماتلقوه من تعليم بشكل متواصل. 

كما أرجع سبب تدني مستوى التعليم إلى الحشو في المنهج التعليمي  وعدم تجديده وتطويره لمواكبة التطور الحاصل في العالم، وأيضا لابد من ضرورة تأهيل المعلمين من خلال أخذ الدورات التأهيلية لرفع مستوى أدائهم وتنشيط عملهم وإدخال وسائل تعليمية حديثة منها استخدام الكمبيوتر في الجانب التعليمي والذي لم يتم ادخاله في غالب المدارس الحكومية.

وأكد "أحمد" على أهمية دور الأسرة في رفع مستوى التعليم والمعرفة بين بنائهم الطلاب ، مشيرا الى ان المثقفين لهم دور فعال في الحفاظ عل العملية التعليمية من خلال أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني لإعطاء ارائهم للخروج منه والاستفادة منها للخروج برفع المستوى التعليمي سواء

*مطالب الطلبة الاساسية

قمنا بجولة لمدارس مديريات عدن للنظر في احتياجات الطلبة وكانت مطالبهم الاساسية تتمثل باشياء بسيطة هي حق الجميع حيث يقول الطلبة نحن لا نطالب بصفوف مكيفة ولا بكراسي وقاعات مرصعة بالذهب مطالبنا اساسية وهي ان يتم تأهيل الكوادر التعليمية.وتصحيح المسار والمساق التعليمي وتحديث المناهج وتطويرها بما يناسب وضع البلاد ومتطلبات الازمة لتصحيح مسار الامة.

واشتكى طلاب الجامعة من التعسف الذي يطالهم داعين الجميع بالاقتداء بطلاب كلية الطب كون
ما يحدث من تعليق طلابي للدراسة في كلية الطب جامعة عدن يجب أن يكون فتيل الصحوة الطلابية للتغيير الجذري للمؤسسة التعليمية. 
حيث يرون  وجوب أن يكون هناك صحوة حقيقية مدعومة بتيار من اللوائح التي تضع الأمور عند نصابها.دون  خجل أو تراجع اذا ارادوا التغير حقا.  عليهم ان تكون صحوتهم جريئة حتى لا تحدث مساومات مثل ما يحصل في كلية الهندسة جامعة عدن في كل مره يكون هناك بصيص امل للتغيير.

معتبرين ان الحقوقهم التعليمية لن يحصلو عليها إلا بانتزاعها وليس بالمداهنة والمفاوضة فالكوادر القيادية أغلبها إن لم تكن كلها مشاركة في فساد عملية التعليم ولا يجب الماحباة أو الملاطفة لأحد. وقال مندوب احدى التكثلات في كليات جامعة عدن:"مثلما هم يصرفون اللوائح التعسفية المبتذلة التي لا تحاكي الواقع وتصاغ في الإجازات والرحلات الاستجمامية، يجب أيضا أن نكون بالمقابل شديدين اللهجة في المطالبة بحقوقنا"

ويضيف: لن يكون ذلك إلا بأن نكون كطلبة تكتل واحد يشد بعضه بعضا وفي سياق ونهج واحد الا وهو تصحيح العملية التعليمية مراعيين الوضع الذي تمر به البلاد حتى نحصل على مخرجات بنائة لا ان نحصل على لوائح تعسفية..

ويتابع:نأمل بذلك أن تشمل هذه الصحوة المؤسسة التعليمية ككل من رياض الأطفال إلى التعليم العالي..يتخللها تأهيل الكوادر والمساقات التعليمية والمناهج بما يتناسب مع متطلبات وضع البلاد والمرحلة.

*شكوى المعلمين من ضعف مستوى الطلبة. 

واشتكى المعلمين بدورهم من ضعف مستوى الطلبة التعليمي مرجعين السبب في المرحلة التعليمية التي تسبق الكلية. 

وفي محاولة لمعرفة المشكلة للبحث عن حل لها قمنا بسؤال معلمي المرحلة الثانوية والذين اشتكوا بدورهم من سوء المستوى التعليمي للطلبة. 

وقمنا بالرجوع الى مرحلةالتعليم الاساسي املا في الحصول على جواب شافي لسبب ضعف مستوى الطلبة حيث قد المشكلة في منهج المرحلة الثانوية ولكن لا قديم يذكر ولا جديد يعاد
كون هذه المرحلة لا تقل سوءا من المستوى  الثانوي والجامعي، والجميع يشتكي والمشكلة واحدة. 

*جزء من الحل

وقال احد المعلمين في المدارس الاعدادية:
حتى في رياض الأطفال لن تجد حلا لهذه المعضلة التي يشتكي منها الجميع. وبالطبع لاذنب للطالب وحده كون المؤسسة التعليمية وكوادرها هم أسباب المشكلة واصلها ولكن الشماعة 'جيل فاشل' كانت أقرب لهم لتعليق الأخطاء عليها. 

ويتابع المعلم: بجب تصحيح العملية التعليمية ولا اقصد هنا وضع قوانين تخرج أكثر نسبة من المحملين للمواد والراسبين فيها ولكن العكس.على وزارة التربية والتعليم ووزراة التعليم العالي تصحيح سنوات من الفشل الأكاديمي للمنشآت التعليمية في البلاد..ولكن للأسف ليس للفاشل إلا أن يصنع فشلة. 

ويضيف المعلم: ليس غريب ان يكون هناك ثلة قليلة في المنشآت التعليمية تحاول جاهدة عمل تغير ولو بسيط.كن للأسف الأغلبية ليسو إلا أدوات تخريب ودمار واالحل أحد إثنين إما أن يتم هيكلتها بالكامل..أو يقوم المتضررين بعمل انقلاب تدريجي ممنهج يمسك زمام الأمور عن بكرة ابيها ولا يدع للحمقى والفاسدين مكان فيها حتى تكون عملية تصحيح المسار التعليمي صحيحة 100% وليست فقط مكياج حتى إذا ما اصابها البلل ولو قليلا ظهر قبيح صنعها..

ويختتم المعلم حديثه قائلا: ان تصحيح المسار الأكاديمي يحتاج نية صادقة و عمل حقيقي و شجاعه مفرطه وأهم شيء وعي فعال وليس فقط فوضى هوجاء..حينما تجد مدرس في مدرسة حكومية يقوم بعمل ملزمة يختصر فيها المنهج نقول شكرا لك..
لكن حينما يقوم بطباعتها ب100 ريال يمني ويبيعها للطلبة ب500ريال يمني و لطلبة ب800 ريال يمني. فلا يحق لأحد يأتي ليتحدث عن تدني أخلاق الطلبة و مستواهم. والحقير في الأمر أن الرفاق من الكادر يعلمون بالأمر ولكن شركاء السحت ليس لهم إلا غض الطرف عن الزميل.. فكلا يغطي عورة أخيه..
كلهم شركاء في الدمار وهذا الأمر لا يقتصر على مدرسة واحدة ولكن في أكثر من مدرسة و ثانوية وشتى مرافق التعليم. 

*ازدحام الفصول الدراسية

هي مناظر اعتادت عليها مدارس عدن منذ سنين طويلة، مشكلة ليست وليدة اللحظة، عضال ينهش جسد المنظومة التعليمية إمام سكوت مخيف من قبل وزارة التربية والتعليم.
يتغير القائمون في رأس هيكل المنظومة التعليمية بمرور الزمن ولا أحد منهم يمتلك زمام المبادرة في حل هذه المشكلة. حتى بات الأمر يبدو وكأنه جزء طبيعي من سير العملية التعليمية في عدن.. المدينة التي تشهد كثافة سكانية ونزوح من مختلف عموم المحافظات.
وما يزيد من تعقيدات هذه المشكلة هو نقص الوسائل الأساسية  الهامة لسير منظومة التعليم، ويلاحظ جليا مقدار تضخم الكثافة السكانية في منحى تصاعدي في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وبالتحديد الفصول الأولية خاصة حين تفتقر المدرسة إلى عدد المقاعد الكافي لاكتناف الطلبة واحتضانهم في بيئة دراسية طبيعية.

ولمشكلة ازدحام الفصول الدراسية أثار جانبية سلبية عديدة تضعف نتاج التحصيل العلمي وتتجاوز ذلك لتصل إلى صحة الطلبة وتعرضهم للعدوى، وتشكل ضغوطات كبيرة وعصية على الكادر التربوي المتخصص،  ليصل عدد الطلبة في الفصل الواحد في بعض المدارس إلى أكثر من 60 طالب او طالبة ويتفاقم الامر في بعض الثانويات إلى ارقام اكبر بنسب متفاوتة. مما يساهم بشكل كبير في تعطيل سير المنظومة التعليمية بين أوساط الطلبة، ولا يسمح  بتوفير مناخ دراسي مناسب لتلقي الدروس ذلك ينعكس بصورة سلبية على أداء المعلمين والطلاب.

وكل ما سبق ذكره يجعلنا أمام تساؤل منطقي..كيف بالإمكان التطوير من المنظومة التعليمية أمام مثل هذه المناظر المتكرره في غالبية المدارس الحكومية في عدن، في ظل ازدحام الفصول المبالغ به مع انعدام المقاعد الكافية للطلبة وما يزيد التسأول هو كيف تستمر هذه المشكلة في ظل  التحسينات والترميمات التي شهدتها عموم مدارس عدن في السنين الأخيرة، ألم يكن الأحرى بالقائمين بتلك الأعمال النظر لمشكلة ازدحام الفصول بجدية اكبر ومعالجتها بدلا عن الاهتمام بالشكليات التي لا تفيد سير العملية التعليمية بأي شي يذكر، ولا تفيد الطلبة الذين يضطرون للدراسة تحت ظل ظروف صعبة لا يمكن ان يكون فيها الطالب بكل وعيه الدهني وتركيزه.

وفي السياق: أستنكر العديد من أولياء الأمور في عدن الازدحام الخانق الذي يعصف بمدارس عدن الحكومية حيث اضطر بعضهم  إلى تحمل اعباء مضاعفة نتيجة إرسال أولادهم إلى المدارس الخاصة التي يكون عدد الطلبة فيها قليل جدا مقارنة بالمدارس الحكومية بغرض أخد كل الفائدة من العملية التعليمية لأولادهم

وبينما تمكن بعض أولياء الأمور بإرسال أولادهم إلى المدارس الخاصة لم يستطع أخرون من تحمل اعباء المدارس الخاصة ولانهم يريدون لابنائهم جودة تعليم عالية لم تحقق لهم بين زحمة الفصول  لجأ بعض أولياء الأمور إلى تدريس أولادهم في المنازل في تجربة يقولون انها تعزز من جودة التلقي لديهم أكثر من نظيرتها في المدارس المزدحمة. 
وفي هذا الشأن يرى الباحثون الأكاديميون ان التجربة العصامية هذه من شأنها ان تضر بمستقبل الطلبة  التعليمي وتواصلهم الاجتماعي -خصوصا الأطفال منهم.

ويرجع مراقبون ان السبب الحقيقي لضعف مخرجات التعليم في اليمن يكمن في المناهج التعليمية الحالية الجامدة الخالية من التغيير المستمر التي لاتهتم بتنمية التفكير وتعليم مهاراته المختلفة  حيث يجب اعادة النظر في المناهج الدراسية وتعديلها وتنقيحها والقيام بتطويرها وعدم تغافل التشجيع على التدريب على مهارات التفكير واختصار المقررات الدراسية المختلفة.
أضافة إلى ذلك ضرورة اقتران التدريب العملي مع الدراسة النظرية فاعتماد المناهج على موضوعات نظرية عن التفكير العلمي والنقدي والابتكار لا يعني بأي حال من الأحوال تنمية مهارات التفكير بصورة تلقائية او عرضية.