اخبار سياسية

الأربعاء - 13 مارس 2019 - الساعة 06:21 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

لم يكن رفض الائتلاف الذي يرعاه أحمد العيسي، في القاهرة، أمرا إعتياديا إذ يشكل منع السلطات المصرية عقد الائتلاف على أراضيها سابقة عربية في التعاطي مع الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح المصنف خليجيا وعربيا منظمة إرهابية.

ويبدو أن الموقف المصري لن يقتصر على رفض اجتماع الائتلاف، وحتى مستقبلا لن تفتح القاهرة أراضيها كمسرح لنشاطات سياسية وإعلامية تتعلق بالائتلاف.

هكذا لفظ نيل مصر جيفة العيسي، من القاهرة، على أن الروابط بينها وبين عدن تنطلق من عدو مشترك سفك الدماء في الجنوب ومصر من أجل الوصول إلى السلطة وتحقيق حلم الإخوان في إقامة الخلافة.

وبذل قيادات الشرعية جهودا منذ أبريل العام الماضي لتشكيل مكون سياسي جنوبي لمنافسة المجلس الانتقالي من أجل خلط الأوراق وتزوير تمثيل قضية الجنوب على غرار ما تم في مؤتمر الحوار الوطني، غير أن المجتمعين الإقليمي والدولي باتا على قناعة أن أي تفريخ لمكونات أو تزييف لتمثيل الجنوب يبقي القضية الجنوبية على المحك، ويجر الأوضاع إلى مزيدا من الصراع والذهاب إلى المجهول.

وبدا واضحا ارتباك الشرعية من الموقف المصري، إذ يضاف الموقف إلى الفتور الدبلوماسي بين القاهرة والشرعية، خصوصا والرئيس عبدربه منصور هادي، وصل إلى القمة العربية الأوروبية وكان في استقباله وزير البيئة المصري، على خلاف الرؤساء العرب الذين توافدوا وكان الرئيس السيسي على رأس مستقبليهم.
وبرأي مراقبين فإن موقف القاهرة امتدادا إلى المواقف الدولية والتي تغيرت منذ نهاية العام الماضي في تعاطيها مع الشرعية وباتت تنظر لها كطرف من أطراف الصراع في اليمن، وقبل أشهر هاجم وزير الخارجية خالد اليماني، بسبب تنظيمها مؤتمرا بشأن اليمن بمشاركة الانتقالي دون حضور الشرعية.

في موازاة ذلك فتحت عواصم إقليمية ودولية لقيادات المجلس الاتتقالي، وكان رئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي يلقي كلمة في الجمعية العمومية البريطانية يحدد فيها ملامح مستقبل الجنوب مع العالم، في الوقت الذي يتلقى أحمد العيسي مكالمة من الجانب المصري يبلغه أن نشاط الشرعية غير مرحب به في القاهرة.

يرى بعض المحللين أن فشل الائتلاف قد أسدل الستار عن حقبة التمثيل الصوري لقضية الجنوب وتزييف إرادته عبر المشاريع التي تفرضها أحزاب يمنية وعلى رأسها حزب الإصلاح.

وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت إلى " تحديث تايم" بأن " الموقف الدولي قد تغير لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي وبات ينظر إلى المجلس بإنه ضمانة حقيقية" مشيرة إلى أن " النجاحات السياسية الداخلية والعسكرية والأمنية قدمت الانتقالي كشريك فاعل في مستقبل المنطقة خصوصا فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب وتأمين الملاحة الدولية، وحفظ أمن الجوار الخليجي عبر تأمين الحدود".

المصادر لفتت إلى أن " الشرعية فشلت عن تقديم تلك الضمانات، وتورطت في دعم الجماعات الإرهابية وهو ما أكدت عليه أيضا لجنة العقوبات الدولية".

تلك التطورات جعلت من الشرعية تنقل معركتها السياسية والإعلامية من مواجهة الحوثيين في جبهات الشمال، إلى الجنوب وكثفت من نشاطها في مواجهة المجلس الانتقالي، وعلى الرغم أن مؤسساتها السياسية والإعلامية تتلقى الدعم من التحالف لخوض معركتها مع الحوثيين، غير أنها تستثمر الدعم السخي وتستخدمه في مواجهة المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية.

وتحت يافطة التعددية السياسية يبرر قيادات الائتلاف تأسيسه، برغم أن الانتقالي تأسس وضم كل مكونات الطيف السياسي، بما فيها الأحزاب اليمنية، ولازال يفتح قنوات تواصل مع بقية القوى السياسية لانضمام إليه كممثل للجنوب حتى إعلان الدولة الجنوبية التي ينص دستورها على التعددية السياسية والمنافسة للوصول إلى السلطة ضمن سلوك ديمقراطي يعطي للأكثرية الحق في الوصول للسلطة.