تحليلات سياسية

الإثنين - 18 مارس 2019 - الساعة 10:12 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .

تكتسب زيارة رئيس المجلس الانتقالي، اللواء عيدروس الزبيدي، لروسيا الأتحادية، أهمية بالغة وتشكل مكسبا سياسيا ودبلوماسيا للقضية الجنوبية، والتي باتت بحاجة إلى حليف ورقم دولي كروسيا العضو الدائم في مجلس الأمن، وهي الدولة الوحيدة التي وقفت كسدا منيعا أمام مخططات تغيير المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بالحرب الكونية على سوريا.

وصول الرئيس الزبيدي في زيارة رسمية إلى موسكو، تأتي كمحاولة لتذكير الدب الروسي، بواجب قديم مبني على علاقة الشراكة الوثيقة بين الاتحاد السوفياتي، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، إذ شكلت علاقة الدولتين نموذجا فريدا في المنطقة، وامتدت لأكثر من عقدين من الزمن، امتزج خلالها الشعبين بعلاقات متينة وذلك أن عشرات الألاف من الطلاب الجنوبيين المدنيين والعسكريين وجدوا في موسكوا منهلا للتحصيل العلمي، كما أن عشرات الألاف من الروس تواجدوا في مدن الجنوب كخبراء عسكريين، ومدراء وعمال تقنيين وفنيين على امتداد المؤسسات الجنوبية.

تلك العلاقات الرسمية والشعبية لازالت عالقة في ذاكرة رجال السياسة والقرار في موسكو، وهو ما عبر عنه مستشار الرئيس الروسي السابق، برجنيف، لقناة "روسيا اليوم" أن الجنوبيين أصدق شعوب العالم، وتجربة الاتحاد السوفياتي معهم كانت فريدة من نوعها، وكان الجنوب أقوى حلفائنا في المنطقة".

وبرأي محللين فإن زيارة الزبيدي، لن تكون عابره، ونتائجها قد تغير الموازين الدولية لصالح الجنوب، على غرار تدخل الرئيس بوتين، في سوريا وتغيير قواعد اللعبة الدولية لصالح سوريا، وعلى الرغم أن لا مصالح اقتصادية وجيوسياسية في سوريا مقارنة بالجنوب، إلا أن الموقف الروسي جاء نتيجة وفاء للعلاقات القديمة بين دمشق وموسكو.

وبحسب التقارير الدولية التي تحدثت أن الجنوب يسبح على بحيرات هائلة من النفط والغاز، إضافة إلى الثروة المعدنية، فإن الجنوب لن يستفيد من كل تلك الثروات مالم يبحث عن حليف دولي يمتلك القدرات الاستكشافية الحديثة، ولديه القوة العسكرية ونفوذه الدولي والإقليمي لتحويل الحلم الجنوبي إلى حقيقة.

في موازاة ذلك كشفت مصادر مقربة من الرئيس الزبيدي، ل"تحديث تايم"، بأن الأخير ذاهب إلى تحالف استراتجي مع موسكو بما يضمن للجنوب نيل استقلاله عبر تحريك القضية في مجلس الأمن الدولي، على أن يبني الجنوب علاقة مميزة وخاصة مع موسكو تعطي لها الأولوية سواء فيما يتعلق بالشراكة الاقتصادية، أو العسكرية، وحتى صفقات التسلح ما بعد قيام دولة الجنوب.

هكذا تبدو زيارة الزبيدي، في توقيتها، تكسب أهمية إستراتيجية، خصوصا وموسكو خرجت منتصرة من الحرب في سوريا، الأمر الذي فتح شهية الدب الروسي لإعادة تموضعه في المنطقة وبدايات التموضع ستكون من حيث تواجده وقواعده القديمة والتي تُعد عدن أحد أهم تلك القلاع في المنطقة، وهو ما كشتفه قيادات الحراك الجنوبي ل"تحديث تايم" بأن الروس أثناء اللقاءات، قبل سنتين، مع شخصيات من الحراك أشعروهم عن تأجيل الموقف الروسي من الجنوب حتى تنتهي الحرب في سوريا، وبعدها ينتقل الروس إلى الشأن الجنوبي". وتبدو الدعوة الروسية لرئيس المجلس الانتقالي، تصب في هذا الأتجاه.