تحليلات سياسية

الجمعة - 22 مارس 2019 - الساعة 05:38 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | متابعات


تواصل قطر وتركيا مسلسل التغلغل في الشأن اليمني من خلال قيام الحشد الشعبي بتأسيس الهيئة الوطنية لحماية السيادة بمدينة تعز وسط اليمن ليضم عناصرها ناشطين يتبعون تنظيم جماعة الإخوان المسلمين.

وذكرت اللجنة التحضيرية للهيئة الوطنية لحماية السيادة وفي محافظة تعز جنوب غرب اليوم غدا الجمعة 22 مارس في تأسيس الهيئة بشكل رسمي مما يكشف حجم النفوذ القطري والتركي عن طريق الدعم المادي السخي الذي لا يتوقف من أجل تدمير اليمن، وإحداث المزيد من الانقسام في اليمن الذي كان يتم وصفه سابقا باليمن السعيد.

يحمل اختيار يوم 22 مارس موعدا لإشهار الهيئة الوطنية لحماية السيادة بمدينة تعز رمزا خاصا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن وهي رمزية تنبئ عن الأغراض الخبيثة وراء هذا التنظيم من قبل المتمردين ميليشيا الحوثي، وأعوانهم من عناصر الإخوان في التنظيم الدولي.

وتشير المعلومات الأولية إلى انتهاج المكون المقرر غدا الجمعة القادمة مواقف سياسية تعبر بوضوح عن حقيقة موقف قيادات تنظيم الإخوان الممولين قطريًا والقريب خطابهم من خطاب مليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن.

وتنشط الاستخبارات القطرية في تعز عبر تمويل تشكيلات إخوانية مسلحة تسمى "الحشد الشعبي"، وتأسيس منظمات معادية للتحالف العربي "الهيئة الوطنية لحماية السيادة" نموذجا.

الحشد الشعبي

وخسائر ميليشيا الحوثي الموالية لإيران تكاد لا تتوقف، والاستنجاد بطهران تترجمه ميليشيات الحشد الشعبي العراقية فعصائب أهل الحق تعلن عن عزمها رفد ميليشيا الحوثي بالمسلحين في ظل التراجع الكبير لهم في اليمن.

أنصار الله

تحظى حركة أنصار الله الحوثية بتضامن كبير من الأحزاب والتنظيمات والميليشيات المرتبطة بقيادة الحرس الثوري في إيران، أو تندرج تحت قيادة فيلق القدس الذي يقوده الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وسبق أن أعلن ذلك حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.

ويشرف سليماني على افتتاح مكاتب تجنيد وتطويع ومعسكرات التدريب تمهيدا لإرسال خريجي هذه الدورات العسكرية إلى اليمن للقتال في صفوف ميليشيا الحوثي وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن طهران تتكفل بدفع رواتب لهؤلاء المقاتلين، بعضها يتجاوز الألف دولار أمريكي شهريا.

ويأتي هذا التطور في أعقاب زيارة قام بها إلى العراق وفد من قيادة �أنصار الله�، اجتمع خلالها بعدد من كبار المسؤولين العراقيين، وقادة الحشد الشعبي، بالتوازي مع زيارتين مماثلتين إلى بيروت وطهران.

أنشطة الميليشيات
تعمل أنشطة الميليشيات ذات الطابع الشيعي في اليمن في تغذية الحرب الأهلية اليمنية بما يجعل اليمن أشد خضوعا للاستقطاب المذهبي، وبالتالي سوف يزيد في تعميق شقة انقسام المجتمع اليمني، الذي يظل بمثابة الضحية الأولى في هذه الحرب وفي ظل الشروخ الاجتماعية والسياسية والجغرافية التي يعاني منها اليمن أصلًا، فإن هذا تسعير الخلاف هو آخر ما يحتاجه البلد.

طلب النجدة

طلبت ميليشيا الحوثي الإرهابية المساعدة من الحشد الشعبي العراقية للقتال القائم في اليمن حيث اجتمع ممثل الحوثيين في العراق محمد القبلي مع قائد عمليات "وعد الله" العراقية أبو باقر الدراجي، المنتمية للحشد الشعبي.

وخلال اللقاء بحث الجانبين الخيارات الممكنة لدعم ميليشيا الحوثي ووقف انهيارها وإطالة سيطرتها المسلحة علی ما تبقی من الأراضي اليمنية.

وألمحت ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران إلى استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، في انفراجة محتملة لصراع أثار أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وميناء الحديدة نقطة أساسية لدخول إمدادات الإغاثة لليمن وحذر مسئولون في الأمم المتحدة من أن أي قتال واسع النطاق في المدينة قد يهدد حياة عشرات الآلاف.

التدخل القطري

تعزز قطر علاقاتها مع الفاعلين غير الرسميين كحزب الإصلاح، وحركة أنصار الله، والجماعات الجهادية والقاعدة في اليمن، وقامت بالتحالف مع حزب الإصلاح.

يأتي تحالف الدوحة مع حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن كجزء من استراتيجية قطرية شاملة على مستوى المنطقة، للتحالف مع إحدى أكثر حركات الإسلام السياسي تنظيمًا وانتشارًا في المنطقة، والذي يتيح لها فرصة أكبر للعب دور إقليمي يعزز قدرتها على التدخل في الشؤون الداخلية للدول التي توجد فيها.

وتقوم قطر بتمول قنوات تلفزيونية يمنية محسوبة على الإصلاح مثل قناة �يمن شباب�، وقناة �بلقيس� المملوكة للناشطة الإصلاحية توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل، والتي تبث من تركيا. وبعد انسحاب قطر من المبادرة الخليجية اتجهت للتحرك منفردة في الملف اليمني وتقديم دعم مالي كبير لحركة الاحتجاجات. وفتح قنوات اتصال غير معلنة مع الأطراف المنشقة عن نظام صالح كعلي محسن الأحمر، وقيادات في حزب الإصلاح، كما أجرت اتصالات مع ميليشيا الحوثي وطلبت منهم التنسيق مع حزب الإصلاح، وتصعيد المواقف للمطالبة برحيل نظام صالح.

وخلال تدخل قطر للوساطة بين حركة أنصار الله والحكومة، استطاعت إقامة علاقات جيدة مع قيادات ميليشيا الحوثي وقنوات اتصال مباشرة وخاصة بينهما.

ولم تكن إيران غائبة عن اتفاق المصالحة الذي توصلت له الوساطة القطرية في فبراير 2008، وأن جهود الوساطة القطرية تأثرت بالرغبات الإيرانية بفعل العلاقات بين الطرفين. حيث اتهم صالح قطر بدعم ميليشيا الحوثي، وأطلق على الاتفاقية اسم اتفاقية "الدوحة"، لاعتقاده أنها خدمت الحركة الحوثية بأن منحتها الشرعية كطرف مساوٍ للحكومة، وأتاحت لها فرصة لأخذ أنفاسها وإعادة تنظيم صفوفها.

بالرغم من إخراج قطر من المبادرة الخليجية عام 2011، ثم محاصرة دورها في اليمن من قبل بعض الدول الراعية وصولا إلى إخراجها من التحالف العربي الذي تقوده الرياض، والذي أتي ضمن إجراءات المقاطعة الشاملة المتخذة أخيرا ضد قطر من قبل الدول الأربع في سياق الأزمة القطرية الراهنة، وهو ما يؤكد أن قطر لا تزال لاعبا فاعلا في المشهد اليمني.