عرض الصحف

الأحد - 24 مارس 2019 - الساعة 11:08 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

أثار الإعلان عن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في الباغوز السورية، اهتمام الصحف العربية، حيث باتت قضية التعامل المستقبلي للأكراد مع القوى السياسية بالمنطقة مهمة، خاصة فيما يتعلق بتعاطيهم وتعاملهم مع حكومة دمشق.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن الأكراد يخشون على مصير إدارتهم الذاتية بعدما عملوا لسنوات على إرسائها، فيما اعتبرت بعض الآراء السياسية أن التحديات السياسية التي ستواجه الأكراد والمنطقة ستتواصل ولن تنتهي بالإعلان عن القضاء على داعش.
الأكراد وحكومة دمشق
وفي التفاصيل، أشارت صحيفة العرب إلى أن إعلان القوات الكردية القضاء على "خلافة" تنظيم داعش، جاءت لتطوي بذلك نحو خمس سنوات أثار فيها التنظيم الرعب بقوانينه المتشددة واعتداءاته الدموية.
وقالت مصادر سياسية للصحيفة، إنه ومع السيطرة على بلدة الباغوز بالكامل في ريف دير الزور الشرقي، لم يعد للتنظيم أي أراض تحت سيطرته في سوريا، بعد أكثر من عام على دحره من العراق المجاور.
ويعتقد مراقبون وفقاً للصحيفة أن التحدي الأبرز الآن أمام الطرف الكردي المنتشي بنصره على تنظيم داعش سيكون تحديد شكل العلاقة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لن يقبل بكيان كردي منفصل على أراضيه، وهو ما نبهت إليه دمشق منذ أيام حين أعلنت أنها "ستحرر" الأراضي الواقعة شمال شرق سوريا إما بالحوار وإما بالقوة العسكرية، في رسالة واضحة إلى الفصائل الكردية المنتشية بالنصر بأن ما بعد الحرب غير ما قبلها.
ويشير هؤلاء المراقبون أيضاً إلى أن الأكراد يعرفون أن السيطرة على المنطقة ستكون مؤقتة، خاصة أن نهاية داعش ستفتح الطريق أمام الحل السياسي الذي لن يحصلوا فيه على أي اعتراف دولي ما لم يكونوا جزءا من الدولة السورية، وأن مكاسبهم لن تتجاوز الحكم المحلي بشروط أفضل.
تحديات
من جانبها، شبهت صحيفة الشرق الأوسط الإعلان الكردي بالانتصار على تنظيم داعش، بالإعلان السوري السابق له، غير أن الصحيفة حذرت من دقة الوضع بالعراق قائلة إن فلول داعش هناك قادرة على القتل والتفجير في بلد لا تزال تربته خصبة لاستقطاب مزيد من العناصر المتشددة.
وحذرت الصحيفة من استمرار وجود من وصفتهم بالمتشددين المتوارين عن الأنظار في مناطق جبلية أو صحراوية، يمتلكون مخابئ لا يمكن للقوات الأمنية الوصول إليها.
ونقلت عن قائد عمليات محافظة نينوى اللواء نجم الجبوري قوله إن "عملياتنا الاستباقية مستمرة لملاحقة بقايا التنظيم أو الخلايا النائمة".
وقالت الصحيفة إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، يواصل شن ضربات في العراق، إذ لا تزال التحديات هائلة. فمن الضروري تأمين المنطقة الحدودية مع سوريا الممتدة على 600 كيلو متر في الصحراء، والسيطرة على المناطق الجبلية المتنازع عليها مع الأكراد، ومنع عمليات التسلل عبر الطرقات المستخدمة تاريخياً لعمليات التهريب.
دعم أمريكي
وإلى صحيفة الجريدة الكويتية، التي اهتمت أيضاً بالانتصار على تنظيم داعش، حيث قالت إنه وعلى مدى 4 سنوات، قاتل الأكراد بشراسة داعش بدعم من الأمريكيين، لكنهم اليوم، بعد انهيار "الخلافة"، وقرار واشنطن سحب قواتها من مناطقهم، يخشون على مصير إدارتهم الذاتية بعدما عملوا لسنوات على إرسائها.
وقال عدد من المحللين وفقاً للصحيفة، إن الأكراد يواجهون تهديدات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المتواصلة بشن هجوم جديد ضد وحدات حماية الشعب قرب حدودها من جهة، وتعنّت الرئيس السوري بشار الأسد الراغب بإنهاء وجود إدارتهم واستعادة السيطرة على كامل البلاد من جهة ثانية.
وأشارت الصحيفة إلى تصاعد نفوذ الأكراد تدريجياً بعد اندلاع النزاع في 2011، وتمكنوا من تأسيس قوات عسكرية وأمنية، فضلاً عن مؤسسات عامة والتدريس باللغة الكردية، وأجروا انتخابات محلية في مناطق الإدارة الذاتية.
الانتصار على داعش
وفي سياق متصل، تساءلت صحيفة الغد الأردنية، عبر الكاتب فهد الخيطان، هل يمكن للشرق الأوسط أن ينعم بالأمن والاستقرار بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي؟
وطرح الخيطان تساؤلاً عن توقيت إعلان الانتصار على تنظيم داعش، وقال إن "الإنجاز الذي احتفلت به إدارة الرئيس دونالد ترامب، مهم وحيوي على هذا الصعيد، لكن العقل يعجز عن فهم خطوة ترامب بنية إدارته الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل في يوم إعلان النصر على داعش!".
وأشار الخيطان إلى أن "تنظيمات مثل داعش والقاعدة، ومن هم على شاكلتهما من الجماعات الإرهابية المجرمة لم تكترث يوماً بقضية الشعب الفلسطيني ولا بالجولان المحتل، وتفرغت لارتكاب المجازر بحق الأبرياء في العالم والشعوب العربية، لكن بنية التطرف والتشدد في عالمنا العربي تأسست على المظلمة التاريخية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف "حتى عندما انخرطت الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب ظل الاعتقاد السائد في الشارع العربي أنها تحارب دفاعا عن أمن ومصالح إسرائيل وليس عن الشعوب العربية. وأنهى الخيطان مقاله بالقول إن النصر على داعش لن يجلب السلام والأمن للشرق الأوسط، فلا تبالغوا في احتفالاتكم".