اخبار وتقارير

السبت - 13 أبريل 2019 - الساعة 06:57 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص



بعدما يغيب لفترة لا تطول كثيراً، يظهر ملف الأراضي مجددًا إلى السطح في مدينة عدن، ويثير ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل ولربما يخلف قتلى وجرحى في حال اندلعت اشتباكات بين طرفين كلاً منهما يرى أن القطعة الأرض التي تدور حولها الاشكاليات هي ملك له.

وبالنظر إلى الواقع تبدو مشكلة الأراضي شيئاً طبيعياً خلفته كارثة الحرب الأخيرة في مدينة عدن، وينتظر هذا الملف دولة تفصل فيه، لكنه تحول إلى ملف إستغلال سياسي مؤخراً للنيل من الأجهزة الأمنية، أو لإسقاطها إن صح التعبير.

نهب بترخيص حكومي

ويرى الصحافي ياسر اليافعي، إن ملف الأراضي ملف شائك ومعقد، يؤسس لبؤرة صراع وفتن لا تنتهي، تقضي على مدنية وجمال عدن ويدخل سكانها في مشاكل مستقبلية وعشوائية مبكرة يدفع ثمنها الجميع.

واضاف اليافعي: العبث والنهب والبسط لا يقتصر على منطقة معينة، العابثون والناهبون من مناطق مختلفة، وكلاً له طرقه بالنهب والبسط واللف والدوران والحيلة والابتزاز .

واعتبر اليافعي مشكلة الأراضي، أتت نتيجة ارتفاع أسعار الأراضي بشكل جنوني وغير مسبوق، قائلا، إن هناك نهب منظم وكبير جداً وبترخيص من جهات حكومية، لكن المؤسف ان هذا النهب لا احد يتكلم عليه ولا يقرب منه .

وتابع' المؤسف ايضاً ان أموال المغتربين العائدين ساهمت بهذا الارتفاع الجنوني، وكذلك الفلوس التي تراكمت لدى الصرافين ويريدون تبييضها وغسلها، ساهمت وبشكل كبير في ارتفاع أسعار العقارات والأراضي، ووصلت في بعض شوارع المنصورة الى 2 مليون دولار بالإضافة الى تهافت الصرافين على شراء الأراضي في بير فضل ودفع مبالغ كبيرة في هذه المخططات .

وقال إن ملف الأراضي والمخططات هو مستقبل عدن وحالياً يجري تدمير هذا المستقبل على ايادي متنفذين وتجار جشعين، واستمرار هذا الأمر قد يؤدي الى كارثة .

ومضى قائلا: ما نود التركيز عليه وحفاظاً على السلم الاجتماعي في عدن وكل الجنوب، ان الناهب ينتقد لشخصه ومن يقف معه ويسانده وليس لمنطقته، اذا وقفنا جميعاً بغض النظر عن مناطقنا وانتماءاتنا السياسية ضد هذه الظاهرة وانتقاد كل الناهبين اعتقد سننتصر لعدن ولأنفسنا، وان تخندقنا مناطقياً سينتصر الفساد والناهبين ويتم تدمير عدن .

وبين اليافعي أن المسؤولية الكبيرة في الوقت الراهن تقع على عاتق وزير العدل المحامي علي هيثم الغريب لتخصيص محكمة متخصصة للنظر في قضايا الأراضي وبشكل مستعجل، وايضاً تشكيل وحدات امنية بقائد امني مستقل ونزيه لتطبيق هذه الاحكام، بعيد عن الابتزاز والرشاوي والمناطقية.

موقف حازم

إلى ذلك اكد الشيخ هاني بن بريك نائب رئيس الانتقالي الجنوبي، بان المجلس سيتخذ موقفا حازما تجاه لصوص الأراضي في مدينة عدن.

وقال بن بريك في تغريدة له: سيكون للانتقالي وقوات المقاومة واللواء شلال شايع الموقف الحاسم في ملف الأراضي.

ملف شائك حوله المؤامرات

يبدو جلياً أن ملف الأراضي في مدينة عدن أرادت بعض الأطراف المحسوبة على الشرعية اثارته بشكل أكبر لإثارة الشعب ضد المجلس الانتقالي والأمن الجنوبي في ظل اضطرابات تفتعلها هذه الأطراف كحزب الإصلاح، إخوان اليمن، إذ ان ملف الأراضي يعصف بالمناطق المحررة ككل وليس فقط في مدينة عدن ، إلا أنه لا يظهر بتلك المناطق كعدن ويحل بالطرق القبلية أو القانونية.

وما يؤكد أن الإصلاح يستغل هذا الملف للإطاحة بما يراهم خصومه، عدم قيام الشرعية بواجبها لحل مشاكل المواطنين عبر الطرق القانونية القضائية.

الاندفاع نحو الاراضي ظاهرة إيجابية بإستقرار عدن؟

بالتزامن مع ذلك، أعتبر الكاتب والمحلل السياسي سعيد عبدالله بكران أن تدافع الناس نحو الاراضي في عدن ليس خطأ بل في الأصل هو ظاهرة إيجابية تقول ان شعوراً بإستقرار المدينة يتنامى، مضيفا: الناس لاترغب في التملك ودفع الأموال الطائلة مع وجود شعور اللا إستقرار واللا أمن، السلوك الإنساني في حالة الخوف واللا إستقرار والحرب يتجه نحو الهرب النزوح التخلي عن الأملاك للنجاة.

وتابع: عدن تعيش عملياً بلا محافظ هناك موظف إداري في ديوان المحافظة جرى تسميته محافظاً لكنه ظل كما هو موظف بدرجة وكيل، هذا اول بند في مواجهة طوفان التدافع المجنون على الأراضي والعقارات بحق وباطل.

وأعتبر بكران أن مشكلة التدافع نحو العقار بلا ادارة والمشكلة الاعظم ان نتائجه الكارثية يتم استخدامها بغباء للتسييس أو التخندق بالمناطق وهذه مشكلة أخرى أخطر من مشكلة غياب الإدارة في عدن خاصة وباقي المناطق لملف الأراضي.

وبين بكران أن الإصلاح والسيطرة على آثار الاندفاع العقاري، يكمن في إصلاح الهيئة العامة للعقار، مشيرا إلى أن هذه الهيئة هي حالياً جهاز تنظيم وشرعنة وتغطية وهندسة اغلب مايجري من مصائب عقارية ان صح التعبير، داعياً إلى الضغط لإصلاح هذه الإدارة في كل المدن وعلى رأسها عدن.

واضاف: هيئة العقار للقضاء والنيابة والأمن واللوازم الأخرى تحتاج محافظ قوي وصاحب رؤية وقرار ولديه هامش تحرك ويعمل وفق معايير ونظم وقانون متحرر من عقليات المنطقة والقبيلة، قائلا، إنه على الأغلب ان عدن ستترك لهذا الفراغ لهدف مقصود وهو تفجيرها من الداخل وللأسف الاطماع الشخصية الان يبدو أنها تتغلب على مصلحة المدينة وستذهب بها نحو النزاعات الصغيرة والقاتلة.

واستطرد بالقول": ملف الاراضي هو خميرة صراع مناطقي لعين يلوح في الافق مالم يتم تدارك الموقف سريعاً ولجم هذا الجنون وتنظيم تظلم الناس على الاقل وانصافهم بشكل لايقبل المماطلة.

عصابات منظمة

‏من جانبه، قال السياسي أحمد الربيزي أن ملف الأراضي تقوده عصابات منظمة.

وأعتبر الربيزي، ما يحصل من تسابق على نهب أراضي العاصمة عدن شي مؤسف جداً، موضحاً، أنه كان لقوات أمن عدن والحزام الأمني دور كبير في إيقاف هذه العمليات المنظمة التي تقودها عصابات نهب الاراضي بكل حقارة.

واضاف الربيزي' من الخطأ ان نجعل محاربة نهب الأراضي ومكافحة الإرهاب في عدن وسائل للمناكفات السياسية التي تضر بالوطن والمواطن.