عربي ودولي

الإثنين - 15 أبريل 2019 - الساعة 03:07 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث_نت/ وكالات




يعتبر إيلي كوهين أشهر جاسوس إسرائيلي في العالم العربي، ورسمت حوله الكثير من قصص البطولة في الدولة العبرية، وبعضها أشار إلى أن ذلك اليهودي من أصول عربية كاد أن يصبح وزير دفاع سوريا.

وكان كوهين قد ولد في مدينة الإسكندرية بمصر في 26 ديسمبر عام 1924 باسم إلياهو بن شاؤول كوهين لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب شمالي سوريا.

التحق في طفولته بمدارس دينية يهودية، ثم درس الهندسة في جامعة القاهرة، ولكنه لم يكمل تعليمه، بيد أنه أجاد اللغات العبرية والعربية والفرنسية بطلاقة.

وانضم للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره، كما التحق حينها بشبكة تجسس إسرائيلية بمصر بزعامة أبراهام دار، المعروف بـ"جون دارلنغ"، وذلك قبل أن يغادر مصر نهائيا عام 1957.


وبعد وصوله إلى إسرائيل عمل في البداية في ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم التحق بجهاز المخابرات الإسرائيلة "الموساد".

تم إعداد قصة مختلقة له لزرعه لاحقا في سوريا، فذهب للأرجنتين عام 1961 باعتباره سوري مسلم اسمه كامل أمين ثابت، وقد نجح هناك في بناء سمعة كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأم سوريا.

وفي بيونس آيرس توثقت صداقته بالملحق العسكري بالسفارة السورية العقيد أمين الحافظ، الذي أصبح رئيسا للجمهورية السورية لاحقا.

وانتقل كوهين لدمشق عام 1962، حيث وصلت علاقاته لأعلى المستويات، وخاصة بين كبار ضباط الجيش ورجال السياسة حتى أصبح المستشار الأول لوزير الدفاع السوري، واقترب كثيرا من منصب وزير الدفاع، حسب تقارير إعلامية.

وتشير التقارير إلى أن كوهين أمد إسرائيل بمعلومات بالغة السرية، فيما قللت دمشق من المعلومات التي كشفها عن ترسانة الأسلحة السورية.

وتضاربت الأنباء بشأن اكتشاف أمر كوهين، فبعض التقارير أشارت إلى أن المخابرات المصرية هي التي كشفته بفضل الجاسوس المصري الشهير رفعت الجمال (المعروف دراميا باسم رأفت الهجان)، وذلك بعد أن رأى الأخير صورة لكوهين بلباس مدني مع مجمعوعة من الضباط السوريين، وتذكر أنه كان مسجونا معه في مصر، فسارع إلى إبلاغ قيادته، التي بدورتها أوصلت الأمر إلى السلطات السورية.

ألقي القبض بعد ذلك على كوهين، وبعد انتهاء التحقيق مع كل من عرفهم، بدأت محاكمتهم أمام المحكمة العسكرية الاستثنائية وصدرت الأحكام ببراءة 33 متهماً، والإعدام على كوهين.

وحاولت الكثير من الشخصيات الأوربية التوسط لتخفيف حكم الإعدام عن الجاسوس، دون جدوى، وتم إعدامه صباح يوم 19 مايو 1965.

ولم تستجب سوريا، التي لم توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، لطلبات إسرائيلية على مر السنين بإعادة رفات كوهين لـ"أسباب إنسانية".

وفي العام المنصرم أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي أنه تمكن من استعادة ساعة كوهين عبر عملية خاصة، قبل أن تتحدث تقارير لم تؤكد بشكل رسمي عن نقل رفاته من سوريا إلى إسرائيل.