اخبار وتقارير

الأحد - 21 أبريل 2019 - الساعة 05:22 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | وكالات



قالت صحيفة «البيان» الإماراتية «إن خروقات الحوثيين لاتفاق ستوكهولم باتت على مرأى ومسمع المبعوث الأممي مارتن جريفثس»، متهمة إياه بـ «التستر منذ توليه مهامه».
وأضافت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي، أمس: «رغم هذا، لا يزال جريفثس متفائلاً، حتى أنه أبلغ مجلس الأمن الدولي بموافقة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين على الخطة المفصلة لإعادة الانتشار في محافظة الحديدة بمرحلتها الأولى، ولا ندري ماذا تعني موافقة الحوثي على الخطة الآن، بينما سبق إن وافق عليها في اتفاق السويد في ديسمبر الماضي، ولم يلتزم بها، نخشى أن يخيب ظن المبعوث الأممي، كالعادة، في الحوثيين الذين يجيدون المماطلة والتحايل والتلاعب بالاتفاقات والالتزامات، بينما خروقاتهم لاتفاق السويد والهدنة، تجاوزت الثلاثة آلاف خرق منذ توقيع الاتفاق».

وفي سياق الخروقات المستمرة للاتفاق، اتهم الجيش اليمني جماعة الحوثي بتعزيز جبهاتها في الحديدة بمقاتلين من المهاجرين الأفارقة والأجانب الفارين إلى اليمن.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني عبده مجلي قوله: «إن الميليشيات الانقلابية أجبرت عدداً كبيراً من اللاجئين والمهاجرين القادمين من القرن الأفريقي للانخراط في معسكراتهم، ومن ثم الزج بهم في المواجهات العسكرية، ومن ذلك ما قامت به مؤخراً بدفع العشرات منهم إلى مدينة الحديدة لتنفيذ مهام عسكرية صرفة».

وأكد متحدث الجيش أن إدخال الحوثيين لهؤلاء المقاتلين في هذه المرحلة يعود لما تقوم به الجماعة من تحضير لعمليات عسكرية ضد المدنيين ومن يخالفها في الحديدة، كذلك الانقضاض على مواقع الجيش الوطني، إضافة إلى إعادة تموضعها في ظل انحسارها كي تثبت أنها ما زالت موجودة على الأرض.
ويقول الجيش اليمني: إن الوضع على الجبهات يسير وفق ما خطط له من قبل القيادة العليا، وهناك تقدم كبير في مختلف الجبهات القتالية، وتحديداً الرئيسية «صعدة، ونهم» لقربها من العاصمة اليمنية صنعاء، ونجح الجيش في بسط نفوذه على مساحات شاسعة خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي يتيح للجيش الانقضاض على ما تبقى من وجود للميليشيات في عمران وبعض المديريات في الساحل الغربي من البلاد، وهو ما يؤكده الجيش في تصريحاته الدائمة بأن «هناك تراجعاً كبيراً وملحوظاً في صفوف الميليشيات»، خاصة أنها تكبدت خسائر كبير في المعدات والأرواح في الفترة الماضية، وسقط كثير من قيادات الصف الثاني في قبضة الجيش.

وأفصح الجيش صراحة، أن سقوط الميليشيات أصبح قاب قوسين أو أدنى، مرجعاً ذلك إلى عوامل عدة، من أبرزها تضييق الخناق على الميليشيات في الجبهات، وقطع وصول الإمدادات العسكرية سواء من الداخل أو تلك القادمة من إيران عبر عمليات التهريب، كما أن الصورة الذهنية لمن كان يعتقد في الميليشيات خيراً تغيرت بشكل واضح، وخاصة بعد انعقاد مجلس النواب الأسبوع الماضي، ورفضها تنفيذ ما جرى التوقيع عليه من اتفاقات، وهو ما ساعد كثيراً في لفظ بعض المديريات التي كانت شبه حاضنة لهذه الجماعة في فترة سابقة، وتدريجياً بدأت بحسب العميد مجلي، تنحسر في الشق الغربي من البلاد وبدأت تفقد كل يوم موقعاً في المواجهات المباشرة.

بحسب المواجهات العسكرية والمتعارف عليها دوليا، استخدام الطائرات المسيرة من أحد أطراف المواجهة مؤشر على ضعف هذا الطرف على المواجهات المباشرة، كما يقول خبراء عسكريون، لذا عمدت الميليشيات في الآونة الأخيرة إلى استخدامها وبشكل كبير بعد أن تمكنت من إدخالها عبر عمليات التهريب، أو تصنيعها في الداخل من قبل خبراء إيرانيين والذين بلغ عددهم بحسب الجيش اليمني قرابة 150 خبيراً، موزعين على 3 مدن رئيسية «الحديدة، وصعدة، وصنعاء».

وتعتقد الميليشيات أن استخدامها بهذا الشكل في ظل ما تعيشه من عجز عسكري في المواجهات المباشرة، سيساعدها على كسب مساحة من الوقت، وهو ما استبعده العميد مجلي، الذي لفت إلى أن تأثير مثل هذه الطائرات لا يكون فعالاً في الحروب، قد تكون له نتائج على مساحة لا تتعدى 300 متر مربع، إلا أن الميليشيات تستخدمها بهدف استهداف شخصيات أو مواقع حيوية تعتقد من خلالها تعطيل تقدم الجيش ووقف زحفه.

مؤخراً وقبل أيام عدة، رصد الجيش اليمني من خلال عمل استخباراتي موقعين كبيرين لتخزين وتجميع الطائرات المسيرة، وكانت الميليشيات تعتقد أن إخفاءها ووضعها بالقرب من المناطق السكنية لا يمكن رصده أو تتبعه، إلا أن الجيش تمكن من تحديد الموقعين، ويعتقد أن هذين الموقعين هما المغذيان لجميع العمليات التي نفذتها الميليشيات في الآونة الأخيرة ومنها محاولة استهدافها لموقع عقد مجلس النواب في مدينة سيئون، والتي تمكن التحالف من اعتراضها قبل وصولها إلى الأهداف.

وهنا يؤكد العميد مجلي، وفقاً للشرق الأوسط، أنه جرى تحديد الموقعين ويصعب الإفصاح عنهما الآن لقربهما أولاً من المناطق الآهلة بالسكان، ويصعب استهدافهما الآن، ولكن نعمل على الوصول إليهما بشكل أو بآخر، كذلك تحسباً من تحرك الميليشيات ونقل جميع محتويات هذين الموقعين إلى مواقع أخرى، لافتاً إلى أن الحوثيين ومنذ أشهر عدة، عمدوا إلى نقل أسلحتهم الثقيلة إلى مواقع سكنية حتى يصعب استهدافها بشكل مباشر، خاصة بعد أن نجح طيران التحالف العربي وطيران الأباتشي في استهداف كثير من المواقع، التي كان آخرها استهداف 3 مواقع لتجميع الطائرات المسيرة والأسلحة المتوسطة في قاعدة الديليمي الجوية، ومقر الفرقة الأولى مدرع، وبيت عدنان، وهي حالات تتناسب مع قواعد الاشتباك.

ويبدو أن الجماعة الحوثية لا ترغب في التفريط بمدينة وميناء الحديدة، حتى وإن كلفها ذلك الشيء الكثير، فهي المصدر الحقيقي لها بعد تضييق الخناق المالي ونقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن، والخناق العسكري وذلك بعد نشر الجيش وسيطرته على جميع المواقع، والأمم المتحدة على علم ومتفهمة لهذ الموقف وتتعاطى معه.
الدفع بالتعزيزات العسكرية، كما يقول العميد مجلي، تأكيد على أن «الميليشيات لن تسلم المدينة طوعاً، فهي قامت خلال الأيام الماضية بإرسال أسلحة ثقيلة ومتوسطة إلى الحديدة، كذلك دفعت بالمئات من المقاتلين، وسحبت، بحسب ما جرى رصدها، عناصر من جبهات مختلفة إلى الحديدة بهدف تقوية الموقف العسكري لهم في الداخل، مدللاً على ذلك بأن الميليشيات الانقلابية قامت قبل يومين بزيادة حفر الخنادق ونقاط التفتيش ونشر العشرات من القناصة على المباني السكنية، قبل زيارة المبعوث الخاص لليمن.

وأوضح الجيش اليمني أن الميليشيات الانقلابية أغراها صمت الأمم المتحدة، التي لم تحدد المعرقل في تنفيذ بنود اتفاق السويد، وجعلها تزيد من أفعالها الإجرامية دون حساب، وهذا ما لا يقبله الجيش اليمني، الذي يحمل الأمم المتحدة كل المشاكل التي تحدث على الأرض من انتهاكات وضرب للبنية التحتية، مطالبين بأن يكون هناك إيضاح للعالم وللإعلام عن معطل العملية السياسية.
ويبدو أن الجيش يتوافق مع العمل الدبلوماسي للخارجية اليمنية، التي تبذل مساعي لإصدار بيان من مجلس الأمن يفصح للمرة الأولى بأن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران هي الطرف المعرقل لكل المساعي الرامية إلى دفع جهود السلام، وهنا قال العميد مجلي: «إن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي أمام تجاوز الميليشيات الحوثية، وما أخذ بالقوة فلن يسترد إلا بالقوة، إن لم يكن هناك حراك من المجتمع الدولي».