تحقيقات وحوارات

الجمعة - 17 مايو 2019 - الساعة 09:21 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص / عبدالسلام عارف .


أحرزت المقاومة الجنوبية وقوات الحزام الأمني في الضالع تقدمًا كبيرًا في جبهات القتال الشمالية وكبدت ميليشيات الحوثي وحليفتها الإصلاح (الاخوان) العديد من الخسائر المادية والبشرية في مناطق القتال بقعطبة وشاركت الوية العمالقة في تحرير العديد من المناطق الشمالية في قعطبة والتصدي لحشد حوثي كبير تجاه الضالع.

وتصاعدت وتيرة المعارك بشكل متواصل في جبهات قعطبة، ودوت انفجارات عنيفة من جراء القصف المتواصل بصواريخ الكاتيوشا على مواقع المليشيات الحوثية، مع إطلاق الميليشيات صاروخا باليستي هو الرابع على الضالع منذ بدء المعارك، حيث وقع الصاروخ في منطقة خالية ولم يخلف اضرار .

واستهدفت المقاومة الجنوبية والقوات المشتركة مواقع وتمركزات الحوثيين في حمر الهديلة وحمر السادة، ودكت مواقع المليشيات الحوثية في معزوب عامر بقصف متواصل بصواريخ الكاتيوشا.

وكانت قوات الحزام الأمني في الضالع قد عممت، الاثنين الماضي، على المدنيين في قعطبة والفاخر الابتعاد عن تجمعات المليشيات الحوثية ومواقع اعتلاء القناصة وأماكن إخفاء الأسلحة والاليات والنقاط التي تم استحداثها.


الكورنيت صياد المدرعات 

وتمكنت المقاومة الجنوبية من تلقي دعم كبير في معارك الضالع حيث امتلكت صواريخ الكورنيت النوعية الموجهة بالليزر وهي تعتبر اضافة استراتيجية فتاكة بكل المعنى وتدعيم قوي لتكتيكات التنكيل بميليشيا الحوثي حيث اعطبت العشرات من المدرعات والاطقم العسكرية التابعة للانقلابين في جبهات قعطبة وأحرزت تقدم كبير في سير المعارك.

واستخدمت صواريخ الكورنيت لأول مرة في الساحل الغربي وتمكنت من اعطاب المئات من الاطقم العسكرية والمدرعات الحوثية . 


ما هو الكورنيت 

هو صاروخ روسي الصنع، صمم خصيصا كمضاد للدبابات والدروع بكافة اشاكلها وانواعها وهو صاروخ موجه ومصوّب بأشعة ليزر وبشكل نصف أوتوماتيكي، بحيث يصوّب الرامي الصاروخ نحو الهدف ويوجه علامة تصويب الصاروخ حتى الإصابة. 

يمكنه ضرب الطائرات ذات العلو المنخفض وخاصة الطائرات المروحية، يعمل في جميع الظروف الجوية، وفي ضوء النهار وساعات الليل والاهم انه يتحدى ظروف التشويش الإلكترونية، في ساحات القتال والمواجهة كما يتميز بامتلاك نظام توجيه دقيق يمكنه إصابة أهدافه على مسافة 10 كيلومترات نهارا، وعلى مسافة 8 الى 5 كيلومترات ليلا. ويمتلك ايضا الصاروخ كورنيت اي ام نوعين من الرؤوس الحربية شديدة الانفجار، إضافة إلى رؤوس حرارية، يتراوح مداها بين 150 متر إلى 10 كم، ويمكنها اختراق تدريع تتراوح سماكته بين 110 و130 سم.


جرائم حرب

دانت نقابة الصحافيين اليمنيين استهداف ميليشيا الحوثي الانقلابية، الصحافي ماجد الشعيبي والمصور غالب لبحش، في مديرية قعطبة شمال الضالع.

وذكرت النقابة، في بيان لها الاثنين، أن الصحافي الشعيبي تعرض لطلق ناري من بندقية قناص حوثي أثناء تغطيته للمواجهات في مديرية قعطبة.

كما أعربت النقابة عن أسفها لمقتل المصور غالب لبحش الأسبوع المنصرم في منطقة قعطبة، بعد استهدافه من قبل مسلحي الحوثي.

وحمّلت نقابة الصحافيين اليمنيين جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن مقتل لبحش والشعيبي وجددّت مطالبتها بعدم الزج بالصحافيين في الصراعات كما حثت الصحافيين على اتخاذ كل إجراءات السلامة المهنية أثناء التغطيات الصحافية للحروب.

وقُتل الإعلامي غالب بلحش الأحد الماضي عقب تعرضه لطلق ناري، من قبل ميليشيات الحوثي عندما كان يقوم بعمله في تغطية المعارك في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع.

وتواصل مليشيات الحوثي ارتكاب جرائم قتل مروعة بحق المواطنين الأبرياء بمحافظة الضالع دون وازع ديني واخلاقي وضاربة عرض الحائط بالقرارات والمواثيق الدولية التي تجرم استهداف المدنيين العزل وتعدها جرائم ضد الإنسانية.

واستمرارا لتلك الجرائم نفذت المليشيات الأحد الموافق 12 مايو 2019م، جريمة قتل بشعة لامرأة مسنة في منطقة الرباط بمديرية الأزارق عن طريق القنص لتفارق الحياة على الفور.

وتعرضت الحاجة " زهراء حيمد صالح" (٧٠) عام، لإصابة مباشرة من قناص حوثي بينما كانت ترعي أغنامها في مزرعة تقع على مقربة من منزلها.

وارتكبت المليشيات الشهر الفائت في منطقة الرباط أيضا جريمة قتل بحق المواطن هاني خميس وهو في محيط منزله حيث تعرض لإطلاق نار من عناصر حوثية متسللة قبل أن تلوذ بالفرار بعد ارتكاب جريمتها.

وفي ذات المنطقة يتحدث مواطنين مسالمين عن تعرضهم ومنازلهم للاستهداف المتعمد بشكل مستمر من قبل عناصر المليشيات التي تنفذ بين الحين والآخر عمليات تسلل إلى حدود المنطقة وتقوم باستهداف المواطنين.

وكانت المليشيات قد قامت بقتل اثنتين من النساء في منطقة العود وهن منيره صادق الدودحي واصيله صادق الدودحي في منتصف إبريل الماضي، بعد اعتداء همجي على منزلهما.

وفي مديرية قعطبة تحدثت مصادر محلية عن استهداف المليشيات لمنازل المواطنين بسلاح الهاون الأمر الذي سقط بسببه عددا من الجرحى وأدى إلى تضرر العديد من البيوت ناهيك عن الخسائر المادية الناجمة عن القصف العشوائي للأحياء السكنية، الأمر الذي دفع بعشرات الأسر للنزوح إلى خارج المديرية.

ويتعرض المارين على الخط العام الرابط بين مديرية قعطبة ومنطقتي سناح وحجر الحدودية بالضالع لأعمال قنص مستمرة دون وضع أدنى اعتبار لحياة المواطنين العزل.
وكان المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي المهندس نزار هيثم قد دعا في وقت سابق الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لوضع حد للأعمال الاجرامية الحوثية ضد الابرياء.

وقال نزار هيثم في تغريدة له على تويتر: ان قتل الأطفال والنساء والشيوخ بدم بارد سياسة مُمنهجة لمليشيات الحوثي الإجرامية.

وأضاف: واجب المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، التدخل العاجل ووضع حدٍ لمثل هذه الأعمال الإجرامية ضد الأبرياء.

من جانبه يرى المحامي علي محمود الأزرقي أن هذه الأعمال التي يقوم بها الحوثيين ترتقي الى جرائم بحق الإنسانية التي حددتها نصوص القانون الدولي ومحكمه الجنايات الدولية، حيث تقوم المليشيات بتدمير الجسور وقطع الامدادات على ملايين المواطنين، القاطنين على خط عدن- الضالع- صنعاء، بعد أن أقدمت على تدمير جسر دمت الرابط بين صنعاء وعدن وجسر الهطيف في خط إب - الضالع- عدن، وتسببت تلك الممارسات بانعدام المواد الأساسية للمواطنين.
وكشف المحامي الأزرقي وهو رئيس دائرة حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع عن حالات نزوح لآلاف الأسر بسبب الاعتداءات على مناطق الضالع ومنها حجر والأزارق وقعطبة، إضافة إلى تجنيد أطفال لم يبلغوا سن الأهلية، وكذا إطلاق صواريخ باليستية على القرى وحرم الجامعات بالضالع وتوقيف الدراسة فيها واستخدام المدنيين كدروع بشرية، مشيرا أن هناك انتهاكات كثيرة يتم حاليا رصدها لتجهيز تقرير تفصيلي للمجتمع الدولي خصوصا فيما يتعلق بحمايه المدنيين ومنع تجنيد الأطفال وإحداث حالة المجاعة.

إلى ذلك ناشدت منظمات حقوقية وإنسانية محلية المجتمع الدولي إلى ضرورة الضغط على هذه المليشيات للالتزام الكامل بأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مؤكدين أن استهداف الحوثيين للمناطق السكانية وما ينتج عنه من سقوط ضحايا مدنيين ما بين قتلى وجرحى هو انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي من قبل تلك المليشيات.


الحرب شمالية جنوبية 

ويظهر ان الحرب الدائرة في شمال الضالع ومساحتها بين قعطبة ومريس والفاخر والعود وتورصة الى الغرب من الازارق، هي معركة تؤكد ان الحرب ” شمالية جنوبية” يمثل الجنوب فيها ” المجلس الانتقالي الجنوبي” ويمثل الشمال فيها ” حزب الاصلاح ومليشيات الحوثي”.

حيث ومنذ اعادة تفجير الحرب في شمال الضالع بعد اعتداءات حوثية وخيانات حزب الاصلاح ضمن تحالفها مع الحوثيين، اصبح اليوم طرفي الحرب يعتمدون على اصطفاف شمالي يمني بمقابل اصطفاف جنوبي مما يعطي الحرب بعداً اخر يعيد الازمة والتصادم العسكري الى حرب 1994 وقبلها حروب السبعينات والثمانينيات بين دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ودولة الشمال الجمهورية العربية اليمنية.

ويبدو ان الاختبار صعب امام مليشيات الشمال ممثلة بالحوثي والاصلاح، اذ انها منذ شهر لا تزال المعركة في قعطبة الشمالية، رغم كل الحشود العسكرية والتعزيزات الحوثية والاصلاحية الى جبهات شمال الضالع، الامر الذي يؤكد ان سقوط مليشيات اليمن الشمالي يظهر مبكراً ويكشف عجزها وعدم قدرتها بالسيطرة على قعطبة الشمالية، فضلا عن عجزها في تهديد عدن او اي اراضي جنوبية.

من جهة اخرى يرى مراقبون ان الحرب بين الشمال والجنوب التي بدأت من حدود الشمال في الضالع، ستشتد في الفترة القادمة، وسيتم خوض قتال عنيف قد لا تجد امامه مليشيات الحوثي والاصلاح الا طلب هدنة والاستغاثة بالأمم المتحدة التي لا تزال طامته امام الاعتداءات على الضالع، وذلك لإيقاف القوات الجنوبية، عن التقدم الى عمق الشمال في حال تم دخول الوية جنوبية الى أرض المعركة، خاصة وأنها الوية ذات تدريب وتجهيز عالي لا تزال خارج المعركة حاليا.