اخبار وتقارير

الخميس - 23 مايو 2019 - الساعة 03:20 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث.نت

ثلاثة عقود مضت، منذ أن ارتكب ساسة الجنوب أكبر خطأ سياسي في تاريخه المعاصر، ومكن عصابة الشمال من السيطرة على مقدرات شعب بأكمله والغاء هويته واسمه من الوجود.



وهو خطاء نقر به اليوم، حتى لا يتكرر في الغد، كي لا نعاود السقوط ونحن على أبواب بزوغ شمس جديد، يعيد للجنوب تألقه المعهود، وترسم مسار شعب انتزع حريته من المحتل، بقوة إرادته وثباته على مبادئه الوطنية.



ولكي نراجع تاريخنا بعقلانية لنصحح به المستقبل، فإننا مقرون بأننا مضينا إلى الوحدة بخطًىً ثابتة، ولم نعلم في حينها حجم الكارثة، التي تنتظر مستقبل الجنوب. ولقد نجحت السلطة اليمنية بقيادة علي عبدالله صالح في استثمار الأوضاع السياسية الجنوبية لصالحها، وقامت بتغذية النزاعات بين أبناء الشعب الواحد، مستغلة الظروف الدولية في تلك المرحلة.



وهكذا تحول الجنوب من دولة مستقلة ذات سيادة، إلى مزرعة تابعة لعفاش وعائلة الأحمر وحزب الاصلاح، بعد أن استغل فترة الوحدة المشؤومة لإفراغ الجنوب من نخبه القيادية، والقضاء على قوته العسكرية بالتدريج، وشن حرب مبطنة أسهمت في اضعاف الجنوب إلى حد كبير.

وتسببت تلك الجرائم والتطاولات التي قام بها علي عبدالله صالح، استحالة مشروع الوحدة مع الشمال، وأثبتت عداء النظام السياسي الشمالي للجنوب، دولة وشعبًا.



حيث قام صالح في الفترة مابين 90-93 بتصفية 158 من ساسة الجنوب، مستخدمًا العناصر الاخوانية العائدة من أفغانستان، والتي رأى فيها حليفاً للتخلص من الحزب الإشتراكي، الشريك السياسي في اتفاقية الوحدة اليمنية، ولم يقدم أي من الجهاديين للمحاكمة، ولم تبذل الأجهزة الأمنية جهداً يذكر لإيقاف مسلسل الاغتيالات، بل حمل صالح وبكل صفاقة المملكة العربية السعودية المسؤولية عنها.



وفي نفس السياق عمل صالح وشركاؤه على استهداف المؤسسة العسكرية الجنوبية ،وتهميشها خوفًا من صحوة مستقبلية للجنوبيين، ولعل أبرزها ما حدث في فبراير 94 ،عندما قامت قوات الفرقة الاولى مدرع مسنودة بمليشيات مسلحة تابعة لعبدالله بن حسين الاحمر، بمهاجمة اللواء الجنوبي الخامس مدرع في حرف سفيان شمال صنعاء، بعد أن عجزت تلك القوى عن تغيير قيادته الموالية للقيادة الجنوبية في عدن.



وفي أبريل من العام نفسه أقدمت قوات الحرس الجمهوري التابعة لصالح بمهاجمة معسكر باصهيب الجنوبي في محافظة ذمار جنوب صنعاء، وأمطرته بوابل من قذائف المدفعية بعد أن أحكمت عليه الحصار.



وفي أبريل أيضًا، شنت قوات الفرقة الأولى مدرع بقيادة الجنرال علي محسن الاحمر هجمات مكثفة على مقر اللواء الثالث مدرع الجنوبي المرابط في مدينة عمران، وقد حمل الحزب الاشتراكي علي عبدالله صالح وأفراد أسرته مسؤولية تلك الهجمات التي أودت بحياة المئات من أبناء الجنوب.



ومن خلال التصفيات السياسية والعسكرية نجح صالح وشركائه في خلخلة الجنوبيين من الداخل، وعندما أعلن الرئيس البيض فك الارتباط في ال21 مايو 94 كانت القوات الشمالية على وشك حسم المعركة واحتلال عدن، لولا المقاومة الباسلة للجنوبيين والتي أوشكت على الانتصار لولا تواطئ المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن الذي ألتف على المقاومة الجنوبية عبر القرار 924 الداعي إلى وقف اطلاق النار.

وبالفعل التزم الجنوبيون بالقرار، واستمر الشماليون في التقدم حتى سقوط عدن في السابع من يوليو الأسود، ونجحت المؤامرة اليمنية في احتلال الجنوب العربي بالقوة، ليبدأ عقبها مسلسل تركيع الشعب الجنوبي ونهب أراضيه وثرواته من أسرتي عفاش والأحمر مستغلين سلطة السلاح والقوة والصمت الدولي الذي وفر الغطاء للاحتلال.



ولقد تعرضت مدينة عدن وحدها، لحملة نهب وسلب شعواء ، طالت كل بيت وكل منشأة تقريبًا، وكان النهب على نطاق واسع، وفي حالات كثيرة ترك النهب تلك البيوت والمؤسسات “خاوية على عروشها”.



وقد قُدرت تكلفة الأسبوع الأول للاحتلا بـ 35 مليار دولار، كما قدُرت تكلفة التعويضات للمواطنين المتضررين من الحرب ، بحوالي 5.5 مليار دولار، طبقاً لما صرحت به راديو صوت أمريكا، في أغسطس 1994 م.