اخبار وتقارير

الأحد - 26 مايو 2019 - الساعة 07:49 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث تايم – عبدالسلام عارف


مضت عامان من تأسيس الانتقالي الجنوبي في الرابع من مايو 2017 ، تاريخ سيظل عالقا في أذهان أبناء الجنوب، إذ كان شاهدا على بدء التحول الجنوب من الفوضى التي كانت تعم عدد من المحافظات الجنوبية، إلى أول ملامح استعادة الدولة التي يحلمون بها، لأن هذا اليوم كان شاهدا على تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي جاء بدعوة من اللواء عيدروس الزبيدي وتأييد جميع أبناء الجنوب.

مع تأسيس المجلس الانتقالي أضحى هناك كيان جنوبي يمثل القضية الجنوبية في المحافل المحلية والدولية، وأصبح هناك وعاء سياسي لقضية الجنوب بعيدا عن المكونات السياسية التي تتجاذبها الولاءات من طرف الشرعية اليمنية، بعد أن بحت حناجر الجنوبيين طيلة عقد كامل من الزمان للوصول إلى هيئة سياسية موحدة تحمل على عاقتها حل القضية الجنوبية، وبالتالي فإن خطوة التأسيس في حد ذاتها تعد نواة لاستعادة الدولة.

بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أضحت مكونات الدولة موجودة على أرض الواقع، لأن المجلس وضع القضية الجنوبية ضمن الأجندة السياسية الدولية بعد أن كانت غائبة بشكل كامل، بالإضافة إلى أنه عمل على تقوية العامل العسكري والأمني الضلع الثاني والمهم في بناء الدولة، والمكون الثالث يرتبط بالهيئات التي خرجت من تحت عباءته، ويأتي على رأسها تشكيل الجمعية الوطنية الجنوبية.

وبالنظر إلى الجمعية الوطنية الجنوبية، فهي بمثابة برلمان جنوبي معّين مكّون من 303 عضوا يمثلّون مديريات ومحافظات الجنوب، وتقوم بأدوار هامة للغاية على صعيد التواصل مع جميع أبناء الجنوب وعدم الانفصال ما بين المواطنين العاديين وقيادتهم السياسية، الأمر الذي يجعلها تقوم بدور محوري يرتكز على بث الثقة ما بين القيادة والمواطنين.

ويترأس الجمعية عضو هيئة رئاسة المجلس ومحافظ حضرموت السابق اللواء أحمد سعيد بن بريك ، تحمل الجمعية وظيفة السلطة التشريعية داخل كيان المجلس الانتقالي الجنوبي وتحتوي على لجان متخصصة وهي تعد بارقة أمل لشكل الدولة الجنوبية القادمة.

ولعل من الملاحظ أيضا أن المجلس الذي تأسس قبل عامين، لديه خبرات طويلة مكنته من حصد جملة من المكاسب في غضون فترة قصيرة، وأن السبب في ذلك يرجع إلى أن هناك قيادة لديها رؤية ثاقبة للأحداث التي تجري من حولها، كما أن قيادة المجلس لم تنجذب نحو المناصب السياسية التي كانت دائما عاملا لإفشال أي مكون سياسي صاعد، ولكن أعضائه كان لديهم الرغبة في التركيز على الجوانب العسكرية ودعمها كأول خطوات التحرر من الفوضى والانتقال إلى الدولة.

وحقق المجلس الانتقالي نجاحات أمنية وسياسية عدة، إذ كان للرئيس عيدروس الزبيدي دور مهم في بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية، وعمل على تأسيس النواة الأولى للمقاومة الجنوبية وهي التي استطاعت تحرير الضالع، وحقق الانتقالي كذلك دور كبير في تطوير الأجهزة العسكرية الجنوبية وساهم في تدريب وتسليح الكثير من الجنود وانشأ قوة ضاربة في حين كان الجنوب قبل الحرب يفتقر إلى وجود تلك القوة التي أضحت الذراع الحامي له.

وبالتوازي مع ذلك، فإن الانجازات السياسية والدبلوماسية لا تقل أهمية عن النجاحات الأمنية، وخلال فترة وجيزة من التأسيس فتح مكاتب في عدة دول أوروبية وأمريكية والتقى بسفراء دول عظمى ونقل القضية الجنوبية إلى المنظمات الدولية وبرلماناتها، وعمل على إيصال صوت شعب الجنوب المطالب باستعادة دولته إلى كل المحافل الدولية، والتي كان آخرها لقاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي بنائب وزير الخارجية الروسي.

ما حققه المجلس الانتقالي من نجاحات كان ظاهرا على وجوه أبناء الجنوب خلال مهرجان يافع، الذي أقيم، قبل اسبوع في مدينة لبعوس، بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير جبل العُر والذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الاحتفاء الذي قابل به أبناء الجنوب اللواء الزبيدي يبرهن على الثقة التي يولونها في قيادتهم السياسية، ويؤكد أن الجنوب في طريقه نحو استعادة الدولة التي تتطلب توافقا خالصا ما بين القيادة السياسية والمواطنين العاديين.

ودعى عيدروس الزبيدي المقاومة الجنوبية لعقد اجتماع طارئ لرسم المرحلة القادمة للخارطة العسكرية والسياسية الجنوبية بعد ان شهدت تطورات كبيرة على الساحة اليمنية ، ونوقش في الاجتماع الذي حضره نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وشاركت فيه القيادات العسكرية والأمنية وقيادات المقاومة الجنوبية في عموم محافظات الجنوب تطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الجنوبية والتصعيد الحوثي في الجبهات الحدودية بين الجنوب والشمال،. وفي الاجتماع ألقى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، كلمة في الاجتماع، اهم ماجاء فيها :

اليوم نقف أمام جملة من التحديات والمستجدات العسكرية والسياسية والأمنية والإجتماعية والتي تمثل في مجملها منعطفاً جديداً يحتاج الى المراجعة واتخاذ ما يلزم، وأنتم اليوم جميعاً هنا من أجل ذلك، ولذلك أدعوكم للعمل الميداني على ما يلي:-
اولاً : تجديد التزامنا الكامل لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على استمرارنا بمحاربة الميليشيات الحوثية ومساندتهم في تحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل، والمشاركة الفاعلة في حماية المنطقة وأمنها، وحماية الأمن القومي العربي وفق امكانياتنا المتاحة.

ثانياً : نحن مع السلام ، وندعم جهود الأمم المتحدة لكن ليس على حساب مستقبلنا السياسي في الجنوب، القضية الجنوبية ما زالت تُطرح باستحياء، على الرغم من انها القضية الوطنية الأبرز على طاولة الحل، ولذلك نجدد مناشدتنا لمبعوث الأمم المتحدة إلى إشراك الجنوبيين بشكل عملي كطرف رئيسي في المفاوضات من خلال الإعتراف بوفد تفاوضي جنوبي يمثل تطلعات الجنوبيين ويعبر عن إرادتهم، فنحن لا نتمنى ان يتكرس في أذهان الناس ان المجتمع الدولي لن يعترف بمن يسلك مسالك السلم وطرق السلام.

ثالثاً : انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية تجاه حماية وطننا وشعبنا ، نعلن اليوم عن تأسيس محاور قتالية وعملياتيه، وكذلك التعبئة العسكرية، وتوحيد القيادة والسيطرة، والإعداد لتغطية كافة الجبهات الحربية ، واتخاذ موقف حازم تجاه الاعتداءات الحوثية ورفع درجة التنسيق العسكري والعملياتي مع قيادة التحالف العربي .

رابعاً : كما تعلمون ان هناك هجوم حوثي على الضالع واجزاء اخرى من محافظتي لحج وأبين، ولذلك تأتي ضرورة التحرك عسكرياً وبشكل عاجل في هذه الجبهات وليكن العمل العسكري شعارنا، وليكن النصر قرارنا.

خامساً : تشكيل غرفة عمليات موحدة لكافة القطاعات العسكرية والأمنية وقوات المقاومة الجنوبية، لتوحيد العمل والقيادة لإدارة العمليات القتالية وحماية الأمن والاستقرار الداخلي، وسنكلف من نراهم أهلاً لقيادة ذلك العمل.

سادساً : العمل على تحرير وادي حضرموت الذي يعاني من ويلات الارهاب والإحتلال وكذلك باقي المناطق الأخرى في شبوة وأبين، هذه مناطق جنوبية يجب ان تكون محررة وآمنة وبعيدة من هذا الشر الذي يحاك لها والقائمين عليه.

وأعلن حزب رابطة الجنوب العربي عن تأييده ومباركته للاجتماع الذي عقدته، بمدينة عدن، قيادات المقاومة والقوات العسكرية والأمنية الجنوبية، برعاية رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، مؤكداً أن «القرارات التي خرج بها هذا الاجتماع هامة وتاريخية ومصيرية انتظرها شعب الجنوب بفارغ الصبر، وسترسم معالم الدولة الجنوبية القادمة بإذن الله».

جاء ذلك في بيان أصدره حزب الرابطة، أمس الأول، وحصلت صحيفة «تحديث تايم» على نسخة منه، وطالب البيان جميع أبناء شعب الجنوب أن يعلنوا تأييدهم لهذه القرارات والتفافهم حول هذه القيادة العسكرية حتى يتم ردع العدوان الغاشم وتحقيق آمال وتطلعات الشعب في بناء قوات عسكرية وأمنية قوية ومنظمة تردع المعتدي وتحافظ على الأمن والسكينة العامة، لتكون بذلك اللبنة الأولى في بناء الدولة الجنوبية الحديثة والقوية، بفضل الله عز وجل ثم بسواعد أبنائها البواسل.

تجدر الإشارة إلى أن اجتماع قيادات المقاومة والقوات العسكرية والأمنية الجنوبية، والذي عُقد بمدينة عدن خلال اليومين الماضيين، خرج بجملة من القرارات التاريخية الهامة؛ أبرزها: تأسيس محاور قتالية وعملياتية، وإعلان التعبئة العسكرية، وتوحيد غرف عمليات القيادة والسيطرة واختزالها في غرفة عمليات واحدة وموحدة للقطاعات العسكرية والأمنية وقوات المقاومة الجنوبية كافة لتوحيد القيادة والعمل على إدارة العمليات القتالية، وحماية الأمن والاستقرار الداخلي تجاه اعتداءات الميليشيات الحوثية الانقلابية، ورفع درجة التنسيق العسكري والعملياتي مع قيادة التحالف العربي.