اخبار وتقارير

الجمعة - 14 يونيو 2019 - الساعة 04:01 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

خلال الأيام الماضية شهدت العاصمة عدن منخفضا جويا لعله الأقوى منذ أعوام صاحب هطولا غزيرا للأمطار ورياح شديدة مصحوبة ببرق ورعد وعدد من الصواعق التي هزت أنحاء المدينة بكل مديرياتها.


ويعد هذا المنخفض الثاني على التوالي بعد يوم مشابه له حدث في أحد أيام شهر رمضان المبارك وحصد عددا من الأرواح بسبب الالتماس الكهربائي وتهدم عدد من المنازل والمباني وغرق الشوارع والمحلات ليأتي هذا المنخفض الجديد ويكمل ما تبقى وتصبح عدن مدينة منكوبة بين عشية وضحاها وتبدأ صرخات المواطنين المطالبة بإغاثتها والالتفات لها وعمل حلول جذرية في حال هطول الأمطار مرة أخرى ولكن هل ستصل هذه الأصوات ويتم التحرك؟؟


تم رصد عددا من الأشياء الكارثية التي حدثت خلال الأيام الماضية جراء المنخفض الجوي ونتائجه على المواطنين ومنازلهم والمدينة بشكل عام نعرضها إليكم...



تقرير : دنيا حسين فرحان

*ارتفاع منسوب المياه لعدم تواجد مجرى للسيول ووضع مزري لشوارع المدينة:

لعل هطول الأمطار الغزيرة على محافظة عدن كشف لنا عددا من الحقائق التي كانت خفية لأعوام والتي تدين كل الجهات الحكومية والرسمية لتهاونها في سفلتته الطرقات والسكوت عن عمليات البناء العشوائي التي طالت مجرى السيول أو ردم الحفر والفتحات التي ينزل منها الماء إلى أسفل الأرض , كل هذا جعل المدينة تغرق دون أن يجد الماء مكانا سوى منازل المواطنين ومحلاتهم والشوارع التي أصبحت أشبه ببحيرات من المياه الراكدة والمخلوطة بالمجاري والقمامة وأغراض المواطنين إن لم يكن البعوض المتسبب الأول بالمرض.


تدهور البنية التحتية للمدينة ومشاريع رصف الطرقات التي كثرت في الآونة الأخيرة تحت إشراف المجالس المحلية اثبتت فشلها الذريع في التعامل مع حدوث أي طارئ في المدينة وكانت النتيجة أن هناك أخطاء كان ابشعها ردم الفتحات التي كانت في مختلف الشوارع لنزول الماء وعدم اعطاء مساحة لمجرى السيل أو المطر في حال حدوثه.
كل هذا جعل عددا من الأحياء والمناطق السكنية تغرق وتتسبب بالتماس كهربائي للأعمدة والإنارات في الشوارع لتسقط عددا من الضحايا وتبقى مياه المطر لأيام طويلة حتى بعد توقف المطر وما يزيد الطين بله عدد الحفر الكبيرة في معظم الشوارع والتي يترسخ فيها الماء والتي يختلط بالأحجار القادمة من الجبال لتصبح الطرقات أشبه بتلك التي في القرى أو المناطق النائية ولا تمثل تحضر المدينة ولا كونها عاصمة البلاد.
*مناطق سكنية أغرقتها مياه الأمطار ومنازل تعرضت للانهيار :



من الأشياء المؤسفة والتي تدمع لها العين غرق عدد من المناطق بسبب غزارة مياه الأمطار وارتفاع منسوب الماء ليصل لمنازل المواطنين ولعل من أهم المناطق هي المرسابه في مديرية صيرة والتي وصل حجم الأضرار فيها لنسبة كبيرة ومناطق الخساف والبادري وعدد من الأحياء السكنية في مديرية صيرة.


ومن المديريات التي تعتبر منكوبة أيضا مديرية التواهي والتي أدت غزارة الماء وقربها من البحر إلى إعلان حالة الطوارئ وتغطية الأمطار عدد كبير من المدينة وعرقلة حركة السبر بشكل كلي.


أيضا مديرية المعلا نالت نصيبا من هذه الكوارث حيث غطت المياه الشارع الرئيسي (شارع مدرم) ودخول الماء للمحلات المحاذية له ومنازل المواطنين والتي طفحت معظم المجاري منها والشارع الخلفي أيضا تعرض لنزول كمية كبيرة من الأحجار من الجبال وانهيارها فوق أسقف المنازل والسيارات التي كانت مارة وهناك عدد من الإصابات التي تعرض لها المواطنين بسبب خروجهم من المنزل أو مرورهم في الشوارع هروبا من الأمطار.
وهناك عدد من المناطق الأخرى في بقية المديريات أيضا نالت نصيبا من الغرق والدخول لمنازل المواطنين الذين خسر البعض منهم منزله بشكل كامل أو تعرضه لأضرار فادحه تحتاج لمبالغ كبيرة من أجل اصلاحها.



*سقوط عدد من الأعمدة الكهربائية وضحايا الصعق الكهربائي في تزايد:

من قوة الرياح التي صاحبت هطول المطر تم سقوط عددا من الأعمدة الكهربائية (الكامبات) في الشوارع الرئيسة والفرعية والتي أدت إلى قطع التيار الكهربائي على المدينة خشية تفاقم الوضع وحدوث حرائق وخسائر فادحة.
لكن الموضوع لم ينتهي هنا بل أدى اختلاط الماء بالأعمدة التي سقطت والتي في الشوارع وتواجد البرق والرعد إلى حدوث التماس كهربائي في أغلبها والتي راح ضحيتها عدد من الشباب بسبب ملامستهم لها وأدت إلى وفاتهم على الفور وقد تداولت الأخبار ومواقع التواصل صور لضحايا الالتماس الكهربائي وسط حسره وحزن من أهاليهم وكل سكان محافظة عدن والذين عبروا عن ذلك من خلال صفحاتهم في الفيس بوك التي طالبت بإنقاذ ما تبقى من المدينة والحرص على تفادي حدوث مثل هذه الكوارث مرة أخرى.



*الخوف من انتشار وباء قاتل بسبب مياه الأمطار وانتشار البعوض المصاحب له:

من لم يمت بالسيف مات بغيرة تعددت الأسباب والموت واحد هذا بالضبط ما يخشاه ويعمل حسابه سكان عدن فهم لا يكادون أن يخرجوا في أزمة حتى يقعوا في الأخرى وآخرها كان هذا المنخفض الجوي فهناك من نجا منه ولم يصب بأي ضرر لكنه لن ينجو من المرض أو انتشار وباء قد يؤدي لقتله وكل هذا بسبب شكل الشوارع من تكدس القمامة واختلاطها بمياه المطر وانتشار البعوض المصاحب له والذي حتما ينقل المرض بشكل مباشر إن لم يكن هناك تحرك جاد ورش مبيدات على المدينة ورفع القمامة من الشوارع والتخلص من أي مجاري وتصفية الشوارع أول بأول.


فمن الملاحظ أن حمى الضنك حصدت عدد مهوول من الأرواح ويخشى المواطنين أن يظهر مرض آخر ويكمل ما تبقى منهم بسبب اهمال السلطات وشكل المدينة المزري بعد المطر.


*مبادرات طيبة من قبل جهات أولها الهلال الأحمر الاماراتي لإنقاذ وعودة الحياة:

شاهدنا تداول عددا من الصور التي تبين تدخل الهلال الأحمر الإماراتي والذي قدم مجموعة من سيارات شفط مياه الأمطار في معظم شوارع مديريات عدن من أجل سحب مياه الأمطار وتصفية الشوارع في مبادرة طيبة وخطوة إيجابية اثنى عليها المواطنين الذين يريدون تدخل أي جهة من أجل انقاذهم وعودتهم لممارسة الحياة بشكل طبيعي.
أيضا ظهر هناك مجموعة من التجار ورجال الأعمال الذين بادروا برفع القمامة من الشوارع بالتنسيق مع جهات أخرى كمبادرة وعمل تطوعي لمنع انتشار المرض أو حدوث أي وباء وتعد مثل هذه الأعمال بمثابة طوق النجاة لمدينة عدن وسكانها الذين عانوا الويلات بعد الحرب وهم بحاجه لمن يقف معهم ويعيد بناء المدينة كلما أوشكت على الانهيار والسقوط.



*لكن هل تكفي مثل هذه المبادرات لانتشال عدن من الوحل أم انها كما يقول جميع المواطنين بحاجه لثورة بنية تحتية وملف إعمار من جديد يجب أن تشرف عليه الحكومة وتأخذه بعين الاعتبار وإلا سيتفاقم الوضع ولا أحد يعرف ما هو القادم لهذه المدينة التي ما زالت تقاوم وتتحدى كل شيء.