تداعت قبائل محافظة أبين إلى اجتماع طارئ عقد بزنجبار اليوم للوقوف امام جائحة الغزو الهمجي الذي تشنه مليشيات الحشد الإخواني القادمة من محافظات مأرب والجوف والبيضاء على أراضي الجنوب العربي بعد أن اتخذت قطعان الحشد الإخواني من مدينة شقرة مقدما لنشر قواتها المسلحة استعدادا لاجتياح العاصمة الجنوبية عدن.
وبحسب مراقبين للشأن اليمني فقد جاءت الصحوة القبلية في محافظة أبين كدليل حاسم على اصطفاف المكون القبلي الابيني في قلب العمل الجنوبي التحرري الذي يمثله المجلس الانتقالي الجنوبي.
وجاءت هذه البادرة الشعبية لتاكد من جديد حقيقة انحياز محافظة أبين بكامل مكوناتها القبلية والاجتماعية والسياسية لخيار استرداد مقومات الدولة الجنوبية التي تعيش اليوم على تخوم أحد كوابيس الغزو البربري الشمالي الذي يتشكل على أراضي المحافظة في الشرق والوسط وصولا الى شقره .
وبرأي محللين سياسيين فإن قدرة الانتقالي الجنوبي على حشد ابين قبليا في إتجاه معاكس لحملة شراء الولاءت التي تنفذ في ابين بدعم سخي من دول مثل قطر وعمان ليكشف بجلاء عن غلبة الخيار الوطني في صفوف قبائل ابين وهي تعبر عن خيارها المصيري المنحاز إلى الإنتفاضة الشاملة ضد الوجود الإخواني المتقدم إلى تخوم العاصمة زنجبار بهدف كسر إرادة الشعب الجنوبي وتكريس الإحتلال للمرة الثالثة.
وتمثل الدعوة إلى النفير العام كمخرج اجماعي اتفقت عليه قبائل ابين في اجتماع اليوم بمثابة إجماع شعبي يمثل المحافظة بمختلف تنوعها السياسي والقبلي والاجتماعي.
كما يجسد من جهة اعجازا سياسيا يسقط رهانات القوى المتنفذة في حكومة الرئيس هادي نظرا لما دأبت عليه تلك القوى من إستخدام ابين كعنوان للمزايدة السياسية ضد مبدأ التصالح والتسامح في مناطق الجنوب العربي.
ويرى متابعون بان القدرة على حشد ابين شعبيا وقبليا في هذا الظرف التاريخي الدقيق تعد بمثابة انتصار استراتيجي بعيد المدى يقدم أدلة دامغة على عمق مبدأ التصالح والتسامح كقيمة ضاربة في اطناب الوجدان الجنوبي الجمعي فضلا عن كونه اصطفافا عسكريا نوعيا يضع هذه المحافظة التي عرفت بشراسة أبناءها في القتال في مقدم صفوف التصدي لجحافل الغزو الشمالي الثالث الذي جاء هذه المرة مكتشحا بعباءة تنظيم الإخوان المسلمين الدولي ومن ورائه أطماع خبيثة تمثل دول شريرة امثال قطر وتركيا وجمهورية آيات الله في قم ومشهد .