آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


عودة الزُبيدي.. ترعب خونة التحالف "الاسباب والتحليلات السياسية"

عودة الزُبيدي.. ترعب خونة التحالف "الاسباب والتحليلات السياسية"

الجمعة - 29 نوفمبر 2019 - 06:30 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/خاص

وصل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد عيدروس الزُبيدي، إلى العاصمة عدن، مساء أمس الخميس، وسط ترحيب وفرحة جنوبية بتحقيق جملة من الانتصارات الخارجية كان أبرزها توقيع اتفاق الرياض ونجاحه في أن يكون الجنوب حاضراً على طاولة حل الأزمة اليمنية دولياً، بجانب استثمار التواجد الخارجي الذي دام قرابة الثلاثة أشهر في تدشين علاقات دبلوماسية مع عديد من الدول والشخصيات.

أهمية وصول القائد الزُبيدي إلى العاصمة عدن في الوقت الحالي، تكمن في كونها تأتي بوقت يواجه فيه الجنوب مخططات من خونة التحالف العربي وعلى رأسهم مليشيات الإصلاح في محاولة لإفشال اتفاق الرياض والانقلاب على ما جاء فيه من بنود، وبالتالي بدا أن رئيس المجلس الانتقالي انتهى من مهمته الخارجية بنجاح ليبدأ مرحلة جديدة داخلية تركز بالأساس على تفويت الفرصة على محاولات استفزاز أبناء الجنوب والزج بهم في معارك تكتب نهاية الاتفاق الذي جاء بعد شهرين من مفاوضات شاقة في جدة.

تعامل وسائل الإعلام المحسوبة على الإصلاح والمدعومة من تركيا وقطر مع نبأ عودة الزُبيدي تكشف عن مخططهم، إذ جرى تصوير الأمر على أنه فشل لاتفاق الرياض، في حين أن الاتفاق لا يوجد فيه ما يمنع عودته إلى العاصمة عدن، ولم يتطرق إلى هذا الأمر من الأساس، ما يكشف تخوف مليشيات الإخوان من عودته لإدراكها أنها تأتي في أعقاب نجاحات دبلوماسية عديدة حققها على المستوى الخارجي.

بعيداً عن حالة الخوف التي تنتاب الإصلاح في الوقت الحالي، فإن أهمية عودة الرئيس الزُبيدي تبعث رسالة للمجتمع الدولي بأن الجنوب يقف صامداً على الأرض وأنه لن يتخلى عن اتفاق الرياض، بل أنه سيكون داعماً للتحالف العربي لمساعدته على تنفيذه على أرض الواقع، وبالتالي فإن التواجد في عدن في وقت يتزايد فيه الحديث عن وجود محاولات حثيثة من التحالف العربي لتنفيذ الترتيبات العسكرية أمر مهم، في ظل الخروقات العديدة التي أقدمت عليها الشرعية بتعيين أعضاء في تنظيم القاعدة ضمن لجانها للإشراف على الترتيبات العسكرية.

قوة الجنوب وصلابته في الوقت الحالي ضمانة حقيقية لتنفيذ اتفاق الرياض وعدم السماح للشرعية بأخذ الاتفاق في الاتجاه الذي يريده عناصر الإصلاح، وهو ما يدركه الرئيس الزُبيدي جيداً، وبالتالي فإن تواجده وإعطائه دفعة معنوية للقوات الجنوبية وأبناء الجنوب بصفة عامة يعد خطوة مهمة وتأتي في توقيتها، حتى في ظل العمل المؤسسي للمجلس الانتقالي الذي تمخض عنه عدم تأثر الجنوب بتواجد وفد التفاوض في المملكة العربية السعودية على مدار الأشهر الماضية.