آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


تعز والموت الإخواني.. كلفة السيطرة الغاشمة والفوضى الأمنية

تعز والموت الإخواني.. كلفة السيطرة الغاشمة والفوضى الأمنية

السبت - 28 ديسمبر 2019 - 06:44 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/خاص

تدفع أي منطقة خاضعة لسيطرة ونفوذ حزب الإصلاح الإخواني، ثمنًا ثقيلًا جرَّاء الفوضى التي يتعمَّد هذا الفصيل زرعها من أجل ضمان بسط سيطرته الغاشمة عليها.

من بين هذه المناطق محافظة تعز، التي تشهد فوضى أمنية عارمة، تجلّت كثيرًا فيما وقع في الساعات الماضية، عندما فتح مسلحان، يتبعان مستشار قائد محور تعز، وما يعرف بمرشد الإخوان في تعز عبده فرحان سالم، نيران أسلحتهما بشكل عشوائي، في سوق قات القبة وسط المدينة، ما أسفر عن مصرع شخصين وإصابة ثالث بجروح خطيرة.

مزيدٌ من التفاصيل، قائلةً إنَّ عصابة مسلحة تتبع القيادي الإخواني، دخلت السوق لممارسة البلطجة بهدف الحصول على قات من دون دفع قيمته للباعة، الذين رفضوا بدورهم ذلك التصرف، ما دفع المسلحين لإطلاق النار بصورة عشوائية داخل السوق.

صناعة الفوضى الأمنية هي سياسة إخوانية تشبه كثيرًا ما تقدم عليه المليشيات الحوثية، عبر افتعال كثير من الأزمات الأمنية ونشر الجريمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من أجل استخدام مزيدٍ من القوة الغاشمة ضد السكان.

ويؤكِّد الكثيرون من أهالي تعز، أنّ المليشيات الإخوانية تقف وراء الاغتيالات والفوضى التي تشهدها المدينة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وآخرها اغتيال قائد اللواء 35 المدرع، العميد عدنان الحمادي قبل أسابيع.

ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.

وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.

ففي أغسطس الماضي، شنت مليشيا الإخوان قصفًا مدفعيًّا في محافظة تعز، ما تسبَّب في موجة نزوح داخلي لعشرات الأسر القاطنة في المناطق الوسطى للمحافظة، حيث شنّ الهجوم المئات من عناصر مليشيا "الإصلاح"، على بلدة مفرق البيرين، الأمر الذي أجبر عشرات الأسر على مغادرة منازلها للبحث عن مكان آمن.

هذه الممارسات الإرهابية من قِبل مليشيا "الإصلاح"، جاءت بعد الكشف عن تنسيق حوثي - إخواني من أجل سيطرة حزب الجماعة الإرهابية على كل المواقع المحررة في تعز وتفجير الوضع بالحجرية، ويتم بعد ذلك التقاسم بينهما لهذه المواقع.

وأقدمت مليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح على اقتحام إدارة أمن الشمايتين بمدينة التربة والسيطرة عليها، وذلك بدعمٍ من كتائب اللواء الرابع مشاة جبلي وأطقم تابعة لإدارة أمن المحافظة والشرطة العسكرية.

وسبق أن كشفت منظمة العفو الدولية جرائم بشعة ارتكبتها المليشيات الإخوانية في تعز، تمثّلت في في حالات اغتصاب لأطفال، في سجون تعز، حيث تملك مليشيا الإخوان 18 سجنًا سريًّا، تتفاوت فيها درجات التعذيب، حيث أنَّ أهون سجن سري يتم تعذيب الضحية لفترة 18 ساعة باليوم والليلة.

مشرف السجون السرية لحزب الإصلاح هو القيادي في الحزب ضياء الحق الأهدل السامعي وهو من يقرر أي سجن يوضع فيه الضحية وبحسب أهميته، فيما أشد السجون السرية يشرف عليها المدعو "أبو نضال" وهو ضابط استخبارات سابق ولديه فريق خاص من محافظته (عمران) ويشرف على سجن يسمى الضغاطة وفيه عشرات المختطفين، وهو من أبشع السجون السرية من ناحية التعذيب حيث يموت بسبب التعذيب شخص واحد في كل ثلاثة أيام.