آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


تحليل سياسي يستقرئ مراحل الصراع بين الانتقالي ومشروع الجنوب وقوى ومشروع الشمال.

تحليل سياسي يستقرئ مراحل الصراع بين الانتقالي ومشروع الجنوب وقوى ومشروع الشمال.

الإثنين - 13 يناير 2020 - 07:53 م بتوقيت عدن

- تحديث / كتب : حسين الحنشي

الجنوب: التصالح والتسامح بعد 94م وإخراج مليونيات مركزية وصنع قضية لا تموت

الشمال: انقسام الجيش وصراع قوى "غير وطني" وصل إلى تفجيرات وفوضى 2011م

بماذا كسب الانتقالي (التحالف).. وكيف ارتكبت الشرعية أخطاء جسيمة بموالاة دول معادية؟

نجاح الانتقالي في التماسك رغم الإغراءات.. وصراعات الشرعية الداخلية تصل حد الفضائح!

أكبر مشاكل الانتقالي استقالة عضو بالجمعية الوطنية التي قوامها (303) أعضاء

أصغر خسائر الشرعية انضمام ألوية بعتادها إلى الحوثي واستقبال صنعاء كل يوم ضباطا منشقين!

معين: فساد الداخلية بالمليارات وفساد نائب مدير مكتب الرئيس بملايين الدولارات.. الجبواني: معين "خائن"!

الفاعلون الإقليميون والدوليون يجدون مصالحهم مع الانتقالي بينما تثبت الشرعية ولاءها لدول معادية للتحالف!





اتفاق الرياض.. ثمرة انتصار سياسي جنوبي على الشمال


مقدمة:
كان لابد من صراع بين القوى التي تقاتل الحوثيين نتيجة التباين في المشاريع والاتجاهات وتعدي قضايا بعمقها للحرب الأخيرة، لكن كان من المتوقع في وجود قياد وطنية وسياسية محنكة ان تستوعب هذه التباينات وان تتصرف بناء على معطيات الواقع الجديد وتستغل هذا التنوع لصنع جبهات تنافسية قوية ضد الحوثي لاسيما والقوى الشمالية فشلت في صنع اي انتصار بينما نجحت القوى الجنوبية في تحرير ارضها وتوفير بيئة مناسبة للارتكاز عليها والانطلاق صوب صنعاء مع احترام للواقع الجديد غير ان ذلك لم يحصل ومارست قوى الشمال نفس الثقافة الاقصائية وتصرفت وكأنها في عز قوتها والجنوب في عز ضعفه، وكانت بعد حرب 94م قد أقصت قيادات الجنوب إلا من كان مع مشروع الشمال، فخلقت صراعا انتهى باتفاق الرياض وعهد جديد كانت فيه هي الخاسرة، لكن بعد أحداث أليمة كان يمكن تلافيها لو توفرت عقلية استثنائية في هذه الوضع الاستثنائي بعد حرب 2015م، وصنع الانتقالي انتصارا سياسيا واخلاقيا وعسكريا على الشرعية لا يمكن لأي مراقب محايد نكرانه.

انتصار (الثبات) وفشل التدجين
خرج الشمال من حرب 94م ضد الجنوب قويا موحدا بينما كان الجنوب مستباحا، وحاول الشمال احتواء القوى الجنوبية واللعب على صراعات الجنوب التاريخية لاسيما حرب 86م غير انه فشل امام ثبات النخب الجنوبية ورغم انه استطاع استقطاب مجموعة من الاسماء وحاول صنع وتزوير ارادة الا ان النخب الجنوبية انتصرت على نخب الشمال وصنعت حراكا جنوبيا متماسكا ارتكز على التصالح والتسامح، واخرجت رغم القمع 14 مليونية مركزية غير مسيرات الخميس للأسير الجنوبي، بينما تصارعت قوى الشمال بينها فانفرد صالح بالحكم رويدا رويدا مثبتا ابناءه ما اثار حفيظة قوى الاخوان والقوى القبلية في دليل على فشل نخب الشمال في استيعاب دولة الوحدة، واستفاد الجنوب ونخبه وقضيته من صراع اطراف الشمال التي اظهرت استعدادا للعب حتى بالوحدة ذاتها من اجل مصالحها، واستمر الحراك يكبر واستمرت انتصارات نخب الجنوب على نخب الشمال سياسيا واستراتيجيا.

الحرب الأخيرة.. الانهيار الكبير
وصلت القوى المتصارعة في الشمال بصراعها الذي يظهر كونها ليست دولة بل مصالح شخصية الى الحرب الاخيرة التي انهار فيها الشمال بكل قواه العسكرية والقبيلة والنخب السياسية امام جماعة بدائية التكوين العسكري والسياسي (الحوثيين)، حيث تحالفت قوى المؤتمر مع الحوثي وفضلت قوى الاخوان عدم الصدام معه ولم تقاتل ولو برصاصة وذهب وفد الجماعة الى عبدالملك في صعدة ولم يؤيد عاصفة الحزم الا بعد اسبوعين من اول طلعة جوية في انهيار اخير لجناحي قوى الشمال.
وهنا وصلت الاحداث الى عودة الجنوب كند حقيقي في معادلة الشمال والجنوب حيث حررت القوى العسكرية والمقاومة الجنوبية كل اراضي الجنوب بينما بعد خمس سنوات من الحرب لم تتحرر محافظة شمالية واحدة في فشل كبير لنمور الورق الشمالية من قبلية وعسكرية بل وظهر الفشل المجتمعي والخنوع لمجتمع كان يدعي الأنفة والشجاعة، حيث لم تخرج مسيرة واحدة ضد الحوثيين رغم الظلم والقمع الحوثي بينما ظهرت حيوية مجتمع الجنوب الذي لفظ الحوثي نهائيا بعد اشهر من الحرب.
ومع كل ذلك فشلت قوى الشمال التي بقيت مع الشرعية الاخوان او التي انضمت بعد انتفاضة صالح في استيعاب المتغيرات الجديدة والارتكاز على الجنوب لتحرير الشمال والاقتناع ان الجنوب يجب ان يأخذ حقه الكامل في معادلة الوطن واستمرت قوى الشمال وكأنها في مرحلة ما بعد 94م وليس بعد 2015م فأقصت قيادات الجنوب من المناصب في الشرعية وقربت كل جنوبي موافق على مشروع الشمال وضد مشروع الجنوب في استمرار لثقافة الاقصاء زاد فوقها عدم الاعتراف بالواقع الجديد.
وعندما ارادت صنع انتصار باحتكار الوظيفة العامة واقصاء المحافظين الجنوبيين الذي يؤمنون بقضية الجنوب والذي صنعوا بيئة عمل للشرعية ككل بتحرير محافظات الجنوب واعتقدت انها انتصرت بإبعادهم صنعت قيادة الجنوب نصرا جديدا عليها بتشكيل المجلس الانتقالي واستغلال الخطوة الغبية لقوى الشمال في صنع التفاف جنوبي تفويضي.
سخرت قوى الشمال من الكيان الجديد واعتبرته مكونا يضاف الى 70 مكونا جنوبيا اكثرها فرختها هي، وقالت عنه انه: ولد ميتا وانه مكون المأزومين وانه مجرد رد فعل على الاقالة وذهبت للنوم عميقا وهي مطمئنة اطمئنانا بليدا كالعادة ان هذا المجلس وهذه القيادة لن تصنع شيئا.
بدأ صراع نفس طويل ومرير حينما كانت دول التحالف متوجسة من المجلس ولاسيما السعودية بتقاربها مع قوى الشمال الحليف التاريخي للمملكة، ولكن المجلس اثبت حنكة ودهاء وتفوق على قيادات الشرعية واخذ يكسب التحالف رويدا رويدا ويستغل دعم التحالف لقوى الجنوب كمقاومة وصنع قوات محترفة شاركت التحالف انتصاراته وشاركت العالم كله حربه على الارهاب فحققت نتائج لم تتحقق ضد اقوى فروع تنظيم القاعدة في العالم فرع جزيرة العرب بينما كانت الشرعية تخسر مزيدا من الجبهات وتوجه ضربات للتحالف بتسهيلها انتصارات حلفاء ايران.
وعندما اكتشف التحالف العربي خيانة قطر لزم المجلس جانب التحالف العربي بينما ارتكبت قوى الشرعية اخطاء سياسية مميتة بدورانها إعلاميا خلف محور قطر بينما مارس الانتقالي سياسة اعلامية ذكية حيث ارسل 30 اعلاميا جنوبيا لخمس دورات اعلامية في الخارج ثم اعتمد عليهم لصنع واقع اعلامي افشل كل الحملات الاعلامية ولزم موقف التحالف بينما مارست قوى الشمال تصريحات لقيادات فيها من الدوحة وتركيا ضد التحالف، وكان الانتقالي يقترب من التحالف بينما الشرعية تبتعد، فكان انتصارا اخر لنخب الجنوب على نخب الشمال.

اكتساب الثقة وتقديم الدليل
اكتسب الانتقالي بمواقفه واعلامه وصراعة العسكري مع الحوثي ثقة التحالف، وقدم مزيدا من الادلة على ان معسكرات الاخوان في الجنوب تمثل محورا معاديا لدول التحالف، وانه يوجد فيها ارهاب، واعتمد على اخطائها بينما استمرت الشرعية في ارتكاب الاخطاء واثبات التهم عليها وعلى معسكراتها، وهنا كان التحالف يتجه ليكون محايدا في اي صراع، ان لم يكن مع الانتقالي، وعندما شعر الانتقالي بذلك اقدم على خطوة اخراج معسكرات الاخوان من الجنوب في صمت من التحالف ونجح في ذلك وعندما حركت الالة العسكرية للجيش في مأرب نفسها للهجوم على الجنوب شعرت كل الدول العربية ان ذلك خطر عليها حيث لا تحتمل مصر احتلال الاخوان لعدن وباب المندب، ولا يمكن للسعودية ان تسمح بوجود تركيا في مناطقها الحيوية ولا الامارات، فكان موقف التحالف حازما وان كان الموقف السعودي مضطرا للتعاطي بحكم تاريخه مع قوى الشمال بصورة اخرى فأصدرت المملكة بيانا بوقف اطلاق النار ودعت الطرفين فورا للحضور الى جدة للحوار، وهنا اتضح دهاء قيادة الجنوب حيث لبت مباشرة وذهب وفد على راسه قيادة المجلس الى جدة تلبية للدعوة بينما رفضت الشرعية وعاد وفد الانتقالي دون نتائج وعندما كررت المملكة الدعوة توقع الكل رفض المجلس الا انه مارس الذكاء نفسه وعاد وعلى رأسه رئيسه، بينما رفضت الشرعية رسميا في عصيان وصدام مع المملكة فكان انتصار سياسي انتقالي.
وفي فترة الحوار وما بعده ارتكبت قيادات الشرعية اخطاء مميتة تبعدها اكثر عن صانعي مستقبل اليمن وعلى راسهم المملكة العربية السعودية، فهاجم وزير الداخلية المملكة بشدة والامارات كذلك، وقال انه لن يكون هناك حوار وانه يرفض ان تكون هناك حكومة يحكمها السفير السعودي وهاجم وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير وذهبت قيادات الشرعية الى عمان والتقت قيادات تعادي التحالف وتدعو الى الكفاح المسلح ضد التحالف، مثل علي الحريزي، وتتقارب مع ايران ثم اختتمت الاخطاء المميتة للشرعية بسفر وزير النقل المعادي للتحالف واتفاق الرياض الى تركيا وسط توتر تركي سعودي واعلن اتفاقية لتسليم موانئ اليمن لتركيا وهنا اصبحت المملكة بعيدا كليا عن الشرعية قريبة من الانتقالي، فكان هذا انتصارا جنوبيا جديدا على كل المستويات واهما السياسية.

ظهور كدولة.. وظهور كشتات مفتقد للأهلية
رغم المحاولات الكثيرة وهدر المال العام واستخدام الوظيفة العامة التي استخدمتها الشرعية لتفتيت الانتقالي وصنع انشقاقات فيه نجح الانتقالي في الصمود والظهور ككيان محترف ومتماسك ومعبر عن قضية صلبة وشعب حي ولم يحدث شيء سوى استقالة 3 اعضاء في الجمعية الوطنية المكونة من 303 أعضاء رغم التهويل الاعلامي عنها الا أنها لم تؤثر على كيان المجلس او صورته داخليا وخارجيا.
وفي الجهة المقابلة ظهرت الشرعية فاشلة عسكريا متشظية سياسيا متصارعة حتى على مستوى الهرم السلطوي في الحكومة ومثيرة للسخرية ينخرها الفساد بالمليارات بينما تغيب الخدمات والرواتب، وانهت الامر باتهامات وفضائح فساد لم تضرب اي حكومة في العالم، في صراع "اولاد شوارع" كما قال نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي وليس تصريحات وزراء ورجال دولة مفترضين.
ففي صراع لم تشهد حكومة بالعالم مثله كشف رئيس الحكومة معين عبدالملك ان وزير الداخلية احمد الميسري فاسد وينهب مليارا وثلاثمئة مليون شهريا وان نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية احمد العيسي يمارس الفساد في ملف استيراد وقود الكهرباء اما وزير النقل صالح الجبواني فقال ان رئيسه معين عبدالملك "خائن وأنه ينفذ انقلابا على رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي"، ونشرت وكالة سبأ بيانا تجرد فيه الجبواني من صلاحياته وتقول انه يعبر عن رأي شخصي فقط بعد ان قال انه اتفق مع الأتراك على تسلم المطارات والموانئ لتشغيلها بصفته وزير النقل بالحكومة.
هذا الوضع جعل رئيس حكومة الكفاءات السابق المهندس خالد محفوظ بحاج يقول عن الشرعية: "لم تستطع نخب ما يسمى بـ(الشرعية) الحفاظ على أمنها كأقل تقدير ناهيك عن بدء البناء وإعادة الإعمار فيها، والمؤسف أن كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وقيادة التحالف العربي قبل أن نطلب من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية وحتى مجلس الأمن العمل لإنهاء الحرب والانقلاب علينا أن ننظر لأنفسنا أولا ونقيّم ما قمنا به من أجل ذلك الهدف جماعة التمرد الحوثي مازالت متشبثة بأطماعها وأحلامها السلطوية، وتحكم صنعاء وما حولها بالحديد والنار والشرعية المهترئة "الفاقدة للأهلية" تتصارع مع ذاتها، بعد أن انحرفت عن أهدافها الوطنية الكبيرة، وأصبحت تضعف يوما بعد الآخر وتبتعد عن الأرض والإنسان وتخسر ثقة شعبها، وباتت تتعايش مع الظرف الصعب الذي تمر به البلاد برفاهية موجعة".

اتفاق الرياض.. نجاح آخر
بعد ان مارس الانتقالي طيلة سنتين سياسة محنكة لصنع وضع ممتاز بعمله بناء على استشراف الاحداث والتوازنات الإقليمية والدولية أتت الاحداث الاقليمية والتطورات الدولية لتضع عاملا جديدا يدفع الفاعلين الاقليميين والدوليين المؤثرين في رسم مستقبل اليمن الى اتخاذ الانتقالي حليفا ولزوم جانبه في حين فشلت الشرعية واثبتت مرة اخرى انها في صف القوى الاقليمية المعادية للفاعلين الاقليميين.
ففي المحيط الذي نقع فيه هناك ثلاثة مشاريع إقليمية قومية تتصارع: المشروع العربي والمشروع الفارسي والمشروع التركي ويسعى المشروعان الفارسي والتركي للسيطرة على البلدان العربية بالتدخل المباشر او عبر أدواته من جماعات الإسلام السياسي: السني مثل جماعة الإخوان في خدمة المشروع التركي، أو الشيعي مثل الحوثيين والحشد الشعبي وحزب الله في خدمة المشروع الفارسي، بينما يناضل المشروع العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات في التصدي لأطماع المشروعين المواجهين.
في الفترة القليلة الماضية مد المشروع التركي نفوذه الى ليبيا عبر الحكومة الإخوانية في طرابلس وقام بإرسال قوات عسكرية كما حاول التمدد العسكري في اليمن عبر دعوة القيادي الاخواني حمود المخلافي للمقاتلين لترك الساحات في الحد الجنوبي السعودي وإنشاء معسكر لهم في يفرس بتعز وتحركت جماعة الإخوان في اليمن خدمة للمشروع التركي فهاجمت قوات من مأرب شبوة ثم اتجهت لاحتلال عدن وبعد افشال التحالف لهذه التحركات لجات الجماعة الى صنع نموذج لاتفاقية الأتراك مع الحكومة الإخوانية الليبية فأرسلت وزير النقل الجبواني المعارض لاتفاق الرياض الى تركيا وأعلن من هناك تسليم تركيا كل الموانئ والمطارات اليمنية عبر "اتفاقية تشغيل"!.
وفي المشروع الفارسي وعقب تصفية القائد الإيراني قاسم سليماني الذي يدير الأذرع الإيرانية في الوطن العربي، ومنها الحوثي، أعلنت أذرع ايران على لسان ذراعها في لبنان حسن نصر الله ان الأذرع سترد وذكر حرفيا انه في اليمن "سيكون الرد عبر استكمال سيطرة الحوثيين على كل تراب اليمن" وهو امر تحدث عنه عبدالملك الحوثي أيضا في كلمة بيوم الشهيد، خصصت اغلبها للحديث عن قاسم سليماني، والرد بهذه التحركات للمشروعين الفارسي والتركي جعلت التحالف العربي يصر على تنفيذ اتفاق الرياض للتعجيل بتوحيد الجبهة الداخلية ضد الحوثي والتمدد الإيراني وضد التمدد التركي عبر المشروع الاخواني وجعل التحالف ومن خلفه الدول الغربية الفاعلة والاقوى تضع بيضها الاستراتيجي في سلة الانتقالي، وهو ما يفسر كون المجلس والجنوب هم المستفيدين الابرز من الاتفاق بينما الشرعية هي الخاسر الاكبر، وهذا قد يدفع قوى فيها لرفض تنفيذ الاتفاق ويضعها في صدام مباشر مع المملكة السعودية او تقوم بتنفيذ الاتفاق، وهنا تكون قد وضعت اكبر انتصار للجنوب والانتقالي، واكبر خسارة لقوى الشمال منذ الوحدة، وهما خياران احلاهما مر وكلاهما هزيمة للشرعية، وانتصار للمجلس الانتقالي الجنوبي وثمرة كبيرة من كل الانتصارات السابقة.