آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


الإمارات التجربة الملهمة.. خمسون عاماً من الريادة " تحليل خاص "

الإمارات التجربة الملهمة.. خمسون عاماً من الريادة " تحليل خاص "

السبت - 04 ديسمبر 2021 - 02:46 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص .


لم تكن الثروة وحدها تحقق الرفاه للشعوب، إذا لم يكن هناك قيادة حكيمة تدير الثروات وتتتجاوز الأزمات وتحقق النجاحات، كتلك القيادة التي صنعت المجد الذي يتجلى بوضوح خلال مسيرة الخمسين عاماً في الإمارات، الذي يصادف هذه الأيام عيد وحدة الدولة وهي مناسبة ومحطة ملهمة ليس فقط في محيطها العربي فحسب، ولكن على مستوى العالم.

العديد من الدول تختزن ثروات هائلة يفوق ما يتوفر لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن تلك الدول لا تزال أسفل الركب أمنياً واقتصادياً، وصحياً وتربوياً وعلى كل المستويات، وذلك لأن العنصر الأهم لم يتوفر المتمثل بقيادة حكيمة تنبأت المستقبل قبل خمسين عاماً، وأنشأت تجربة رائدة مكنت العديد من الدول والمؤسسات الاستفادة من هذه التجربة الحية.

وضع الشيخ المؤسس زايد ابن نهيان، تجربته في بناء الدولة، وأسس مداميك الدولة الحديثة عندما ركز أولاً على التعليم والصحة كنواة توسعت النجاحات بعدها في كل مرفق ومؤسسة وصولا الى الحكومة الإلكترونية الرائدة، وكذلك الحوكمة التي جعلت من الإدارة حديثة بصفر مشاكل.

على الصعيد السياسي لعبت أبوظبي دورا ريادياً إقليمياً، بموازة النشاط الاقتصادي العابر للحدود، الأمر الذي جعل من الإمارات دولة محورية، وهو ما أكده الكاتب الأميركي ديفيد إغناثيوس إن الإمارات تتحول من "إسبرطة الصغيرة" إلى "سنغافورة الصغيرة" ساعية إلى دور إقليمي يساهم في تبديد الخلافات في المنطقة، مع تركيز أكبر على الاقتصاد الداخلي.

وفي مقاله أيضاً ينقل عن الديبلوماسي الأميركي مارتن أنديك تشبيهه ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد بـ "كيسنجر العرب"، لناحية قراءته لميزان القوى والتكيف معه دون أن السماح للمشاعر بأن تعيق دربه.

تلك السياسات من خلالها استطاعت أبوظبي، نزع فتيل الصراعات الإقليمية ووضعت حداً للتوغل الإرهابي في عمق المنطقة العربية، عندما واجهت مشروع الإسلام السياسي بقوة في أكثر من بلد في المنطقة.

ولعل دور أبوظبي في اليمن يكشف حجم النجاحات التي تحققت ليس فقط لأمن الخليج العربي، ولكن للمنطقة كلها، خصوصاً واليمن كان قاب قوسين أو أدنى، من أن يكون أخطر البلدان على مستوى العالم بتهديد الأمن والسلم الدوليين.

يمكن القول أن مسيرة الخمسين العام الماضية مضيئة بالنجاحات وملهمة للحكومات والشعوب العربية، ولا يوجد أدنى شك أن حكمة القيادة الحالية تمضي نحو مصفوفة من النجاحات لا حصر لها محققة أعلى مراتب التفوق في كل المناحي داخلياً ودولياً وإقليمياً.