آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

كتابات


شركة النفط اليمنية - عدن و( 52 ) عاماً من العطاء والتضحية ..!

شركة النفط اليمنية - عدن و( 52 ) عاماً من العطاء والتضحية ..!

الأحد - 11 سبتمبر 2022 - 11:33 ص بتوقيت عدن

- د. علي المسبحي



تمر علينا هذه الأيام ذكرى مرور (52) عاماً على تأسيس شركة النفط اليمنية عدن ، وذلك بموجب قرار المؤسسة الاقتصادية رقم (38) لعام 1970م والذي على ضوءه كانت المرحلة الأولى من مراحل تأسيس الشركة تحت مسمى شركة النفط الوطنية ومقرها الرئيسي في العاصمة عدن .

وخلال هذه المدة الطويلة من عمر الشركة والممتد منذ حوالي (52) عاماً من العطاء والتضحية ، حيث مرت الشركة بالكثير من المنعطفات التاريخية والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة من العام 1970م وحتى اليوم وكانت لها تاثيراتها السلبية والايجابية على الشركة.

في الواقع ان ذكرى مرور (52) عاما على التأسيس يعد بمثابة مصدر فخر واعتزاز لجميع موظفي الشركة بصفة خاصة وأبناء عدن بصفة عامة وهو بحذ ذاته إنجاز استثنائي بكل ما تحمله الكلمه من معنى وبكل المقاييس النوعية فهو دليل قاطع على ان الشركة تحملت مسؤوليتها بكل جداره وحكمة في مجال التسويق ، ولم يكن بالأمر السهل والبسيط كما يتصوره البعض بل كانت هناك اعمال متواصله وجهود بذلت وتحديات وصعوبات وعراقيل وملاحم بطولية خاضها القائمون على الشركة بمختلف مستوياتهم ومواقعهم الوظيفية.

لقد كانت لشركة النفط اليمنية في عدن دوراً رئيسياً وفاعلاً في دعم الاقتصاد الوطني ورافداً اساسياً في تمويل الخطط الاقتصادية ، كما قدمت الشركة خلال المراحل السابقة خدمات جليله وساهمت اسهامات كبيرة في تنمية المجتمع وحتى في ظل أصعب الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد ، وفي كثير من الأحيان كانت الشركة تحرص على استقرار سوق المشتقات النفطية المحلية ولو بخسارة ، لأنها تضع في اعتبارها المصلحة الوطنية وخدمة المجتمع وحتى لو كان على حساب برامجها التطويرية والتحديثية ، كما تعتبر شركة النفط في عدن من بين الشركات القلائل التي تقدم مساهمات مجتمعية تخدم المجتمع والمواطنين والمصلحة العامة في العاصمة عدن.

إننا اليوم ندرك صعوبة المرحلة التي تواجهها الشركة مما يتحتم علينا توحيد الصفوف والتصدي لكل من يحاول المساس بنشاط الشركة او التعدي على اصولها كوننا اليوم نعاني من أوضاع صعبة نتيجة انتشار الفوضى والبلطجة وافتعال الازمات ، الأمر الذي يقع على عاتق قيادة الشركة وجميع الموظفين ان يكونوا اكثر حرص وصمود وصبر وتصدي للحفاظ على نشاط الشركة واصولها من محاولات التعدي عليها .

ان مرور (52) عاماً على التأسيس يعتبر بحد ذاته انجازاً استراتيجياً في ظل افلاس الكثير من مؤسسات وموافق الدولة المختلفة خلال الفترة السابقة ، ناهيك عن ان صمود الشركة امام الكثير من الصعوبات والمعوقات والتحديات والمؤامرات إنما هو صمود أسطوري قلما نراه في مؤسسات اخرى ، كما أثرت التقلبات السياسية والاقتصادية على الشركة بشكل ملحوظ بدرجة ان الشركة اصبحت تواجه تحديات من لوبي فساد حاول النيل والمساس باصول ونشاط الشركة بكل قوة ، الا ان القوى الخيره في الشركة من قيادة ونقابة وموظفين كانو له بالمرصاد ، وكانت الميادين والساحات والوقفات الاحتجاجية تشهد لهم بذلك.

إننا اليوم نخوض مرحلة صعبة وتاريخية وهامه في عمر الشركة ، كما اننا على ثقة بأن الفترة الحالية والقادمة سوف تشهد اعادة الدور المناط والرئيسي للشركة وفي الحفاظ على حقها الحصري في مجال تسويق المشتقات النفطية ، خصوصاً وان القانون قد قال كلمته واعطى شركة النفط اليمنية الحق الحصري في تسويق المشتقات النفطية وكان اخرها قرار رئيس الوزراء رقم (30) لعام 2021 م والذي اكد بان اي تعدي على هذا الحق يعد مخالفة للقانون.

إننا اليوم نتذكر بمزيد من الفخر والاعتزاز تاريخاً حافلاً بالعطاء ونكران الذات من قبل كل من عمل في الشركة ابتداء من المؤسسين الأوائل وحتى العمال والموظفين الحاليين .

إننا دائما ما نقول ان شركة النفط اليمنية في عدن هي شركة وطنية - حكومية لا تسعى الى تحقيق الربح بقدر سعيها بالدرجه الاولى الى تقديم خدمة للمواطنين من خلال توفير المشتقات النفطية لهم بكل سهوله ويسر وبأسعار التكلفه بعيداً عن تحقيق اي مكاسب.

وعلى الرغم من تخلي الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية عن دعم الشركة في ظل تعرضها لضغوط سعريه - الا ان الشركة وقفت بكل ثبات وإصرار وتحدي لتجاوز كل هذه المنعطفات الصعبه والخطيرة والتي تهدف بعض الجهات من خلالها الى إيصال الشركة الى وضعية العجز والفشل عن أداء مهامها وهو مالم يحدث حتى اللحظة ولن يحدث بإذن الله تعالى في ظل وجود قيادة حكيمة للشركة ونقابة وموظفين يعون تماما حقيقة مايدور حولهم من مؤمرات بكل يقظه وانتباه.

لقد تعاقب على الشركة العديد من المدراء منذ تاسيسها في عام 1970 م وحتى اليوم من العام الجاري 2022م بلغوا حوالي 17 مدير حتى اللحظه وكان آخرهم ومايزال الدكتور صالح عمرو الجريري الشخصية الكاريزمية والاكاديمية المعروفة والمتخصص في مجال التسويق والذي يصادف هذه الأيام ذكرى مرور عام على توليه منصب مدير عام الشركة ، والذي ساهم ومن خلال موقعه في أحداث تطور كبير في مجال العمل الاداري للشركة من خلال توسيع الهيكل التنظيمي واحداث نقله نوعية في تحديث المنشآت والمحطات وتحسين أوضاع الموظفين ، كما استطاع بسياسته الرشيدة احتواء الجميع وردم الخلافات البينيه والتي كانت عقبة امام النهوض بالشركة ، فشكراً له ولكل هؤلاء المدراء السابقين الذين افنوا زهرة شبابهم في خدمة الشركة بكل كفاءة واقتدار وحرص ومسؤولية ومعهم كافة العاملين.

إننا وفي هذه المناسبه الهامه ذكرى مرور (52) عاماً على تأسيس الشركة اذ نحيي ونشكر جميع الرواد الأوائل من الرعيل الاول من هو موجود بين ظهرينا ، ونترحم على الأموات منهم الذين وضعوا اللبنه الأولى لهذا الصرح الاقتصادي الهام وشقوا الطريق بثقه ورسخوا دعائم العمل المؤسسي ووفروا سبل النجاح والديمومه ، فاننا نتوجه بالشكر كذلك لمن جاء بعدهم من أجيال استكملت بناء هذه القاعدة الصلبه واشرفت على توسيع النشاط الخاص بالشركة وتطويره وتوجيهه نحو آفاق جديدة افضل.