آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


الدعم الإماراتي للجنوب .. يد تبني ويد تحمي ( تحليل خاص )

الدعم الإماراتي للجنوب .. يد تبني ويد تحمي ( تحليل خاص )

الخميس - 05 أكتوبر 2023 - 12:29 ص بتوقيت عدن

- تقرير / أبو مصطفى السالمي.


لا تستطيع هذه العجالة ان تحصر الدور الإماراتي في المحافظات الجنوبية والمحررة ، لأن الأمر لا يحتاج لتقرير موجز، أو تحليل مطول، أو تحقيق موثق، أو استطلاع متعدد الآراء، فالإمارات بعملها في الجنوب تمتد وتتمدد في كل منطقة من مناطق الجنوب، فليس ثمة محافظة أو مديرية أو قرية أو شارع ينكر الدور الإماراتي، وليس من المبالغة لو قلنا إن كل بيت في الجنوب استفاد من دعم الإمارات، فمنذ دخول الإمارات الجنوب وسمو الشيخ محمد بن زايد صاحب النظرة الثاقبة والرؤية العميقة يتابع كل ما يتعلق بالحفاظ على أمن واستقرار الجنوب، ويعمل على الدعم المادي السخي والمعنوي القوي في كل محافظات الجنوب وشمل الدعم ثلاثة محاور أساسية: أولا: محور عسكري (دعم الجبهات، دعم مكافحة الإرهاب، دعم تدريب وترتيب المقاومة، ثانيا: محور اقتصادي (دعم البنك، دعم تصليح أهم المنشآت)، ثالثا: محور إنساني (دعم المنشآت الخدمية، دعم تجهيز المستشفيات والمدارس، دعم الفقراء والمنكوبين)، فبدأ بالدعم العسكري لتحرير الجنوب مرورا بالدعم السياسي وصولاً إلى المشاريع التنموية.. والحقيقة إننا لن نستطيع الانتهاء من التحدث عن الدور الإماراتي لأننا ببساطة لا نستطيع مجاراة عملها في الجنوب، نقطة أول السطر.



الدعم الإماراتي عسكريا .

ساندت الإمارات الجنوب في 2015م عندما انقلب الحوثيون مسنودين بجيوش (عفاش)، وكانت نتيجة هذا الانقلاب اجتياح أرض الجنوب رزح الجنوب أشهر قليلة تحت وطأة الحوثيين والعفافيش حتى غيض الله للجنوب رجال صدقوا بما عاهدوا الله من المقاومة الجنوبية وظل رجالاتها في كر وفر في حواري وأزقة محافظة عدن لتأتي الإمارات بعدتها وعتادها لمؤازرة الجنوب لتفرض المدرعات الإماراتية كلمة الفصل في معركة الحق والباطل، لسجل التاريخ الدور الإماراتي في أنصع صفحاته وفاءً لدولة الإمارات وقيادتها وشيوخها وشعبها وقواتها المسلحة التي شاركت في عملية تحرير العاصمة الجنوبية.



الدعم الإنساني:

دعمت الإمارات الجنوب في كل مجالات الحياة وركزت على الدعم الإغاثي (الجانب الإنساني)، من خلال دعم خدمات الصرف الصحي؛ دعم في الجانب الصحي من خلال توفير المعدات الطبية اللازمة للمستشفيات والمراكز الصحية وتوفير العلاجات، دعم الجانب الغذائي بعد انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية التي انتشرت بعد اجتياح الحوثيين وما خلفه تواجدهم لأشهر دون دخول أي مواد غذائية، وتنفيذ برامج لدعم التعليم والتنمية الاقتصادية.

وقد أكدت دراسة حديثة صدرت قبل عدة شهور عن مركز المسبار للدراسات والبحوث إلى أن الدور الإماراتي لا يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية، إذ أنه يشمل المساعدة في إعادة بناء وإعمار ما خلفته الحرب، وقد بلغ نصيب قطاع البناء والتنمية المدنية قيمة (125) مليونا و(100) ألف درهم (34 مليون دولار)، إضافة إلى التطوير القضائي والقانوني بقيمة (466) مليون درهم (126 مليونا و900 ألف دولار)، إلى جانب الخدمات الاجتماعية العامة التي وصل نصيبها من المساعدات قيمة (483) مليوناً و(600) ألف درهم (131 مليونا و700 ألف دولار)، والمساعدات السلعية التي بلغت (1.6) مليار درهم (436 مليونا و100 ألف دولار).

فالدعم الإماراتي قد وصل إلى كل المدن والقرى في المناطق المحررة (عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع وحضرموت والساحل الغربي والحديدة) ومن هذه المشاريع الاستراتيجية ما قدمته في محافظة حضرموت منها تشييد محطة كهرباء تعمل بالغاز بطاقة توليدية تبلغ (150) ميجا، وكذا تشييد مصفاة للبنزين بطاقة (20) ألف برميل يومياً، وخزانات ومنطقة حرة، إلى جانب تشيد وحدة للغاز المنزلي في منطقة المسيلة، مرورًا بتجهيز مطار الريان الدولي، وتقديم مجموعة من الآليات لأقسام الشرط بحضرموت، وما قدمته في سقطرى فبحسب ما أشارت إليه دراسة مركز المسبار للدراسات والبحوث لوجدنا أن من ضمن مشاريع الإمارات الإنسانية في أرخبيل سقطرى تأهيل وإنشاء عشرات المدارس مجهزة بالحواسيب، وصيانة وتأهيل 44 مسجدا وإنشاء شبكة مياه بطول 75 كيلومترا، إضافة إلى إنشاء حاجز بحري لحماية مركز الإنزال السمكي بالعاصمة، وتوفير 100 قارب للأهالي الذين يمتهنون صيد الأسماك، ويعتبر من مصادر الدخل الرئيسية في الأرخبيل، كما قدمت الإمارات دعما سخيا في محافظة أبين وركزت على المشاريع الاستراتيجية منها المشروع الزراعي الكبير في أبين هو الأكبر، وذلك من خلال تنفيذ مشروع سد حسان الذي يُنفذ بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية بدولة الإمارات عبر الشركة الكندية المنفذة بتكلفة إجمالية قدرها 78 مليون دولار للمرحلة الأولى، حيث يتكون المشروع من (5) سدود وحواجز في إجمالي مساحة ثلاثة كيلو متر وحاجز ترابي بطول اثنين ونصف كيلو متر وبحيرة بعمق 20 متر ونصف تتسع لعشرين مليون متر مكعب من المخزون المائي ويستمر المشروع في المرحلة الأولى ثلاث سنوات وسيروي المشروع أكثر من ٢٠ ألف فدان، ونكتفي بالاستدلال بـ(حضرموت وسقطرى وأبين) لأننا مهما عددنا تفاصيل الدعم الإماراتي السخي لا نستطيع أن نحصيه كما أشرنا في مقدمة هذا التقرير.



كلمة حق .

أكد سياسيون جنوبيون على أن الشراكة الجنوبية الإماراتية شراكة استراتيجية ومتينة تعمدت بالدماء خلال حرب 2015م.. مشيرين إلى أن للإمارات دورا تنمويا كبيرا في الجنوب خصوصا في العاصمة الجنوبية عدن، وشبوة، وحضرموت، وسقطرى، وأبين، وباقي محافظات الجنوب، وعلى كافة المستويات التنموية، والخدمية، والعسكرية.. منوهين بأن الأشقاء الإماراتيين قدموا دعما غير محدودا للجنوب منذ بدء انطلاقة عاصفة الحزم في 2015م، وحتى يومنا هذا.

وأكدوا أن الإمارات دعمت بقوة القوات المسلحة الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي من كل الجوانب.. مشيرين إلى أن القوات المسلحة الجنوبية تتمتع بجاهزية قتالية عالية، وكبيرة، وذلك بفضل الدعم الإماراتي الكبير.