آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

كتابات


عدن وأبوظبي.. علاقات قديمة متميزة…هل يُعيد التاريخ نفسه؟

عدن وأبوظبي.. علاقات قديمة متميزة…هل يُعيد التاريخ نفسه؟

الجمعة - 10 نوفمبر 2023 - 04:01 ص بتوقيت عدن

- كتبَ/ صلاح السقلدي:


لم أجِد تفسيرا مقنعا عن إحجام دولة الإمارات العربية المتحدة عن تقديم دعم خدمي كبير ملموس للجنوب او لنقل تحديدا للعاصمة عدن، وبالذات خدمة الكهرباء وعلى وجه التخصيص توفير وقود وهي اي الإمارات الدولة النفطية غزيرة المال والحليف الأكثر ثقة مع الجنوب، على الأقل قياسا ببقية علاقاته مع الدول الأخرى في التحالف.!
صحيح انها( الإمارات ) تنفذ حاليا مشروع
إنشاء محطة طاقة شمسية في عدن ولكن هذا المشروع حتى لو أنجز وعمل بكل طاقته المنتظرة
120 ميجاوات فهو لا يحل المشكلة، ولو انه سيحل جزءا لا بأس منها.
فتردي الخدمات في عدن يتم تقييده بحق وبباطل ضد المجلس الانتقالي وهي أضعف حلقات الانتقالي بل ويعتبره البعض - اي عدم الدعم - دليلا على عدم جدية الإمارات بموقفها مع الانتقالي الذي يواجه إحراجا بالغا لدى الجماهير فيما يتعلق بتدهور الخدمات ويستغله خصومه اشد استغلال بل وتستثمره بشكل فج الجهات المتسببة.
قد نتفهم للإمارات عدم تقديمها الدعم في محافظات تتنازعها عدة أطراف، بل انها ليست معنية اصلا بتقديمه في مناطق لا صلة لها بها ،خصوصا بعد أن انسحبت من المشهد قبل عدة اعوام مُفسحة المجال كليا للسعودية ولكن يستعصي فهمنا لعدم تقديمها دعما لمناطق يديرها شريكها الوثيق الانتقالي في عدن أعني مثلما تقدمه بشكل جيد في مناطق ومحافظات أخرى كمحافظة سقطرى مثلا التي تعتمد بشكل شبه كلي على الدعم الإماراتي في جميع المجالات تقريبا وعلى سبيل المثال لا الحصر التعليم الذي يتلقى كل مدرسي المحافظة (٦٠٠ ) مدرس مرتباتهم الشهرية من الامارات بعد ان تخلت الحكومات السابقة والحالية تماما عن مسئوليتها عن المحافظة وحجبت ميزانيتها التشغيلية منذ سنوات.

فعلاقة الإمارات بالجنوب قديمة ووثيقة منذ تأسيسها بقيادة الراحل الشيخ زايد بن سلطان وربطتها رابطة إخاء متميزة بكل قيادات دولة الجنوب المتعاقبة بعد استقلال ٦٧ م وبالذات بعد مطلع السبعينات حين تأسس الاتحاد على يد الشيخ زائد بالتزامن مع حكم الرئيس الراحل سالمين وانتهاء بفترة الرئيس علي سالم البيض عام ٩٠م مرورا بعهد الرئيس علي ناصر محمد التي كانت فترة أكثر ازدهارا بين البلدين في غمرة تلبد سماء علاقة دولة الجنوب بمعظم دول الخليج. وعطفا على هذا التاريخ الدافىء يجعلنا نعول اليوم على ان تمضي القيادة الإماراتية على خُطى الراحل زايد.. نتوخى دعما تنمويا حقيقيا بكل الصُعد بما فيها السياسي بعيدا عن أية اشتراطات أو تلكؤات، دعما ملموسا لدى عامة الناس المسحوقة يزيل الانطباع باختزاله بطلاء جدار.. دعما لا يذهب لجيوب وحسابات شخصية وحزبية وكيانات ومجالس قبلية وجهوية وهمية كما تفعل للاسف باقي دول التحالف التي تتساوق مع الأحزاب وتلك الكيانات الافتراضية لجعل الموضوع الخدمي والمعيشي في عدن ورقة ضغط سياسي بوجه المجلس الانتقالي وبوجه القضية الجنوبية برمتها وتتلقف تلك الأحزاب وقوى الفساد كل مسارب الدعم الخارجي وتلتهم القروض والودائع ،فضلا عن الموارد المحلية.