آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

فن


الموت يغيب المفكر المصري سمير أمين “آخر الماركسيين العرب”

الموت يغيب المفكر المصري سمير أمين “آخر الماركسيين العرب”

الثلاثاء - 14 أغسطس 2018 - 07:22 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/وكالات

توفي، ليل الأحد، في العاصمة الفرنسية باريس، المفكر والكاتب الاقتصادي المصري سمير أمين، عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد رحلة فكرية حافلة بالإبداع والمعرفة.

ونعت وزارة الثقافة المصرية يوم الإثنين سمير أمين، قائلة في بيان إن الراحل “أحد المفكرين العظماء الذي أثرى مجاله بإنجازات ستظل علامات مضيئة في التاريخ”.

وجاء رحيل أمين بعد أسابيع قليلة على صدور آخر كتاب له عنوانه “مئتا عام على ميلاد ماركس”، في صدفة تعيد إلى الأذهان الفكر الماركسي الذي نهل منه الراحل، إذ أخذ من الماركسية أدواتها وتحليلاتها الاقتصادية، واشتغل عليها عمليًا ونظريًا بما يتلاءم مع واقع العالم العربي.

ورغم عمق طروحاته الفكرية والاقتصادية، إلا أن أمين يعد من القلائل الذين هجروا “البرج العاجي” للنخبة، فصار جزءًا من المشهد الثقافي العربي اليومي، بمعناه الواسع.

ترك سمير أمين إرثًا علميًا مهمًا على رأسه “دراسة في التيارات النقدية والمالية في مصر”، و”التراكم على الصعيد العالمي”، و”التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة”، بالإضافة إلى كتاب “الأمة العربية: القومية وصراع الطبقات”، فضلًا عن كتابات باللغة الفرنسية.

ولد سمير أمين في 3 أيلول/ سبتمبر 1931 لأب مصري وأم فرنسية حيث نشأ وقضى فترة طفولته في بورسعيد، ونال الشهادة الثانوية عام 1947 من إحدى المدارس الفرنسية، قبل أن يغادر إلى باريس ليدرس فيها من 1947 إلى 1957 متفتحًا على الثقافة الغربية وناهلًا من علومها.

وخلال مسيرته الأكاديمية، حصل عام 1952 على دبلوم في العلوم السياسية، ثم شهادة التخرج في الإحصاء 1956، ثم الاقتصاد 1957، وعاد إلى مصر حاملًا شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون.

وتخصص سمير أمين في مجال الاقتصاد وأبدع فيه، بل إنه عُد أحد أهم خبرائه، مستفيدًا من التجربة التي راكمها في عمله بالعديد من الدول والمنظمات، إذ عمل مستشارًا اقتصاديًا في كل من مالي ومدغشقر وجمهورية الكونغو وغيرها من الدول الأفريقية، كما عمل مديرًا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادي في دكار خلال حقبة السبعينات.

شارك الراحل في تأسيس منظمات بحثية وعلمية أفريقية، منها المجلس الأفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية “كوديسريا”، ومنتدى العالم الثالث الذي ظل يترأسه حتى رحيله.

نقد العولمة في كتابه المشترك مع الاقتصادي فرانسوا أوتار “مناهضة العولمة” الذي ناقش أبعاد المقاومة والصراع والبدائل التي تنشط في مجالها الحركات الاجتماعية، وقال الكاتبان إن العولمة ليست قدرًا حتميًا، وإن هناك مشاريع من أجل عولمة بديلة.