آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


متى ينفذ الانتقالي خطواته ؟ ومتى يحرر المؤسسات السيادية من قبضة الحكومة ؟ ( تحليل خاص )

متى ينفذ الانتقالي خطواته ؟ ومتى يحرر المؤسسات السيادية من قبضة الحكومة ؟ ( تحليل خاص )

الجمعة - 05 أكتوبر 2018 - 06:38 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / القسم السياسي .


على غير المعتاد جاء بيان الانتقالي الداعي إلى إسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر والسيطرة على المؤسسسات الحكومية خاليا من أي ميقات محدد لتنفيذ مقرراته ، حيث أنه لم يضع توقيتاً محدداً يجيب عن سؤال متى ستبدأ الخطوات التنفيذية للسيطرة على المؤسسات الحكومية والمنشأت الإيرادية ؟ ، رغم قدرته العسكرية فرض أمر واقع في الحال ، غير أن عدم تحديد المجلس لتوقيت معين، يحمل بعداً سياسياً وخطوة يمكن إدراجها ضمن نضوج الأسباب الموضوعية والذاتية، وهي قاعدة لايمكن للفعل السياسي تحقيق أهدافه دون الأخذ بها والعمل بمقتضياتها .

ظهر خصوم الانتقالي، منفعلين من بيان الانتقالي وحاولوا تخويف الرأي العام من اندلاع مواجهات عسكرية دامية تزيد أوضاع الناس بؤساً علاوة على ما يعانونه من الأزمة الاقتصادية، لكن الانتقالي أوضح في بيانه أن خطواته شعبية للسيطرة على المؤسسسات دون تحديد توقيت للتنفيذ، لمعرفة الانتقالي أن الحكومة تتهاوى ويمكن إخراجها بطريقة ناعمة سلسة دون الدخول في عمليات عسكرية ترتد سلباً على الجميع.

وفي قراءة لجزئية فك الإنتقالي لارتباطه بالشرعية ، تثبت أن الكثير من المناطق الحيوية والمؤسسات الحكومية أصبحت تحت سلطة الانتقالي منذ لحظة إعلان البيان، إذ تمثل محافظة حضرموت أكبر المدن الجنوبية وأغناها موارد عملياً بيد المنطقة العسكرية الثانية والنخبة الحضرمية تحت قيادة البحسني، وفيما يتعلق بشبوة فإن الموانىء والمنشأت أيضاً أصبحت تحت سلطة النخبة الشبوانية فيما يخص العاصمة عدن فإن الميناء والمطار إضافة إلى البنك المركزي ومكاتب المؤسسات بعد توجيه الإنتقالي دعوته للمدراء والقيادات في السلطة المحلية بإداراتها، لايمكن الرفض من قبل القائمين على تلك المؤسسات وهم يرون الأزمة الاقتصادية تفتك بالمواطنين والفساد ينخر تلك المؤسسات، وهو ماظهر جلياً في التأييد العلني لمدير عام البريقة هاني اليزي، وهو أحد رجال الشرعية في عدن.

الخطوات التي أقدم عليها الانتقالي مثلت نموذجاً مختلفاً حيث أطلق البيان العنان للأكثرية الشعبية مسنودة بالطرف الأقوى عسكرياً تقرير مستقبلها ، وأي تأخير أو تراجع عن تلك الخطوات يمكن أن يسبب انهيار المعبد على رؤوس الجميع، وهو ما حرص الانتقالي عليه في بيانه ولم يقيد التنفيذ بتوقيت محدد وأطلق للتحركات الشعبية والسياسية تشق طريقها ، وهو ما أربك خصوم الانتقالي وجعلهم يشعرون بوقع نجاح تلك الخطوة الذكية وتأثيرها على مسار مصير الأحداث القادمة في المستقبل .

حيث شعر الخصوم سريعا بأن الانتقالي حصد كل المكاسب السياسية الناجمة عن فك ارتباطه بالشرعية دون أن يتحمل كلفة التنفيذ حتى الآن بفضل حنكته في عدم الإشارة إلى موعد محدد للتنفيذ .

وربما تتفكك الشرعية قبل أن يصل الانتقالي إلى محطة التنفيذ فيسلم من تبعات تحمل التنفيذ الفعلي لقرار تحرير المؤسسات السيادية في الجنوب ويدرك مبتغاه دون أن يطلق رصاصة واحدة صوب خصومه .