آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


كيف أسقط الانتقالي حكومة بن دغر دون قطرة دم ؟

كيف أسقط الانتقالي حكومة بن دغر دون قطرة دم ؟

الجمعة - 19 أكتوبر 2018 - 06:40 م بتوقيت عدن

-

بعد إسبوعين من بيان أكتوبر، حقق المجلس الانتقالي الشق الأول من البيان المتمثل في إسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر، وتشكيل حكومة �تكنوقراط�، وعلى غير التوقعات التي تحدثت عن دخول عدن موجة صراع مسلح بسبب مطالب الانتقالي، حقق الأخير أهدافه دون أن يطلق حبة رصاص، أو أن تسقط قطرة دم، وعلى غير المعتاد في الجنوب وفي اليمن بشكل عام أن يحقق كيان سياسي أهدافه بالفعل السياسي، وليس بقوة السلاح، وهو مؤشر يعطي الأمل والثقة معاً لقيادات المجلس الانتقالي عند الشعب الجنوبي في أن القيادة جديرة بقيادة سفينة الجنوب إلى بر السلام والعيش المشترك والحياة الكريمة.
قبل أن يصدر الانتقالي بيان 3 أكتوبر، كانت حكومة بن دغر جاثمة على صدر الشعب اليمني بكل فشلها وفسادها، ومتشبثة بالسلطة غير مكترثة بالأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وكان حلم اليمنيون كيف تسقط الحكومة،الذي يبدو صعباً في ظل دعما إقليمياً ودولياً مسانداً لها، على اعتبار أن سقوطها دخول اليمن حالة اللادولة، وتلاشي الشرعية في المناطق المحررة، لكن الانتقالي تعاطى مع تلك المخاوف والمحاذير الإقليمية والدولية بنوع من الواقعية والجدية عندما اقترح حكومة �تكنوقراط� كفاءات مستقلة، رافضاً المشاركة في الحكومة، وهو ما تحقق للمجلس الانتقالي، وحوّل الموقف الدولي والإقليمي الداعم لحكومة بن دغر إلى رافض لبقائها.
فيما يتعلق بالشق الأخر من بيان 3 أكتوبر الداعي إلى السيطرة على المؤسسات الجنوبية اعتبر المجلس أن هذا يُعد خارطة طريق وبرنامج سياسي للمجلس الانتقالي في المرحلة المقبلة، وهو برنامج يرتبط بنضوج كل من الظروف الذاتية والموضوعية لتحقيقه، في خطوة مثلّت برأي مراقبين، سدّ الذريعة على القوات الشمالية وتحديداً قوات حزب الإصلاح والقوات الجنوبية الموالية لها التي تسعى إلى جرّ المجلس الانتقالي إلى مربع العنف تمهيداً لتحشيد الموقف الإقليمي والدولي لإدراجه ضمن الأطراف المعرقلة لعملية السلام في اليمن.
ويرى مراقبون أن المجلس الانتقالي حقق أهدافه بالعمل السياسي لا بالقوة العسكرية، ودون خسائر مادية، وقدّم نموذجاً مختلفاً أربك خصومه فيما يتعلق بموقعه كلاعب قوي ومؤثر على الساحة اليمنية.