آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


خطاب الرئيس الزبيدي: رسائل طمأنة وتهديد ؟ ( تحليل خاص )

خطاب الرئيس الزبيدي: رسائل طمأنة وتهديد ؟ ( تحليل خاص )

الجمعة - 09 نوفمبر 2018 - 08:11 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص .

انشغل عدد من القيادات والنشطاء السياسيين منذ يوم أمس الخميس بتصريحات رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي، التي دعا فيها إلى مواصلة القتال في الجبهات حتى سقوط مشروع الحوثي، وعدّ بعض القيادات السياسية الجنوبية أن تلك التصريحات متاجرة بالدماء دون مقابل وذهب البعض إلى تحميل رئيس الانتقالي مسؤولية ملف الشهداء والجرحى الذي هو أساساً بعهدة دول التحالف.
ما جاء في خطاب اللواء عيدروس الزبيدي، كان واضحاً فيما يتعلق بالقتال في الجبهات خارج حدود الجنوب، وهو تكريس لخطاب وأدبيات المجلس الانتقالي الذي أعلن يوم تأسيسه أن مهام قواته تتركز على محاربة الإرهاب وقتال الحوثيين حفاظاً على الأمن القومي العربي الذي الجنوب، بطبيعة الحال، جزءً منه بل أن الجنوب هو أكثر جزء تعرض لتهديد واحتلال من قبل الحوثيين، وفي حال انتصر مشروع الحوثي في الشمال سيعيد الكرة ويغزو الجنوب ولكن هذه المرة ضمن ترتيبات مع مكونات جنوبية وعلى رأس تلك المكونات المجلس الثوري الذي يتزعمه حسن باعوم.
تغافل المتابعون والمنتقدون للخطاب أهم ماجاء فيه، وهي الدعوة إلى وقف تجار الحروب، وليس إلى وقف الحرب! وحملهم فشل الانتصار في جبهات الشمال واتهمهم باستغلال الحرب من أجل مصالحهم الخاصة، مطالباً بمحاسبتهم على تصرفاتهم حتى يتم تحرير ماتبقى من الأرض ليُدفن مشروع إيران والإرهاب والتطرف إلى الأبد.
وبرأي مراقبين فإن خطاب اللواء الزبيدي، الذي جسّد خطاب الدولة وليس كخطاب مكون سياسي أو مجلس من مجالس الحراك، وجاءت رسائل الخطاب مكثفة لكل الأطراف ولعل أهم رسالة هي اظهار المجلس الانتقالي كمشروع لايمكن القفز عليه من قبل أي طرف محلي أو إقليمي أو دولي، خصوصاً ومشروع الانتقالي ينسجم مع مطالب المجتمع الدولي الداعية إلى مكافحة الإرهاب وهزيمة الحوثيين ودعم حق تقرير المصير، الأمر الذي يؤهل المجلس الانتقالي لأن يكون الضامن الحقيقي لانجاح التسوية السياسية وتحقيق الاستقرار في البلد بما فيها الجزر والممرات المائية التي يشكل تهديدها تهديد للتجارة العالمية.