آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


حراك باعوم يتلاشى: هل قبض «الزعيم» الثمن ؟ (تحليل خاص)

حراك باعوم يتلاشى: هل قبض «الزعيم» الثمن ؟ (تحليل خاص)

الثلاثاء - 20 نوفمبر 2018 - 06:19 م بتوقيت عدن

- خاص

بدأ رئيس مجلس الحراك الثوري،حسن باعوم نشاطاً ملحوظاً خلال الأشهر الماضية، وتحديداً في يوليو الماضي عندما وجه في بيان له المقاتلين الجنوبيين الانسحاب من جبهات القتال في الشمال، محذراً من أن المعركة عبارة عن «محرقة» لأبناء الجنوب في حرب «لاناقة للجنوب فيها ولاجمل»، البيان الذي حاول تسويقه والتفاعل معه شكلياً عدداً من مقاتلي قبائل الصبيحة، تلاه خطوات ميدانية للخروج في تظاهرات شعبية رافضة للتحالف مستغلاً الظروف الاقتصادية في البلاد الذي تسبب فيها حلفاءه الحوثيين إضافة إلى سلطات الشرعية.
التظاهرات التي انطلقت في عدد من مدن الجنوب منددة بالوضع الاقتصادي ومطالبة بإسقاط الحكومة، بعضها عفوي والبعض خرج ضمن تنسيق التصعيد الشعبي الذي دعا له المجلس الانتقالي وعدد من مكونات الحراك، غير أن حسن باعوم وأولاده انتهزوا الفرصة لركوب الموجة، ومحاولة تحريك الشارع لتحقيق حضور لحسن باعوم بعد أن تلاشى حضوره خلال السنوات الماضية بسبب تحالفه مع الحوثيين، إضافة إلى تلقيه دعماً من إيران، وحاول بالتصعيد الشعبي والدعوة إلى تظاهرات إسبوعية ورفع شعارات منددة بالتحالف ورفع صوره، استثمار ذلك الحراك الشعبي لرفع رصيده عند حلفاءه (الحوثيين والإيرانيين) ومحاولة إثبات للتحالف وللمجتمع الدولي أن باعوم لايزال يتصدر المشهد في الجنوب وبالتالي لايمكن تجاوز المحلس الثوري في أي مشاورات وتفاهمات.
ويتساءل مراقبون عن أسباب تراجع حضور باعوم بعد شهرين من التصعيد؟
ولعل أبرز الأسباب التغييرات التي حصلت في الحكومة، تغيير أحمد عبيد بن دغر، إضافة إلى تأجيل المجلس الانتقالي لتصعيده الشعبي والسياسي والعسكري الوارد في بيان أكتوبر، ضد الشرعية بطلب من التحالف، إضافة إلى حلحلة بعض من الأزمة الاقتصادية بالتزامن مع اشتداد المعارك في الحديدة والمطالب الدولية والإقليمية بوقف الحرب في اليمن، كلها عوامل مجتمعة أوقفت التصعيد الشعبي، لكن حراك باعوم لايرتبط بكل من تلك التغييرات على اعتبار أن أجندته مختلفة وتنسجم مع أهداف الحوثيين والإيرانيين في الجنوب، إلا إذا أصبح الزعيم باعوم في صف التحالف !
بحسب محللين فإن ما سربه فادي باعوم من أن الإمارات وجهت دعوة لباعوم للحضور إلى أبوظبي، يُعد رسالة واضحة لأبوظبي ومغازلة مكشوفة من أن الإيرانين بدأوا بالتراجع في التعامل مع باعوم كرمز جنوبي يمكن له إحداث تغيير ، خصوصاً ومافعله كل من أحمد الحريزي وأحمد مساعد ووليد الفضلي وفي فترة وجيزة يتجاوز ما فعله باعوم خلال الأربع السنوات، وهو رجل إيران الأول في الجنوب ويمتلك ميزانية شهرية تمكنه للعب دور محوري في الساحة اليمنية، أم أن الأخير هو من فك تحالفه ولحق بركب التحالف وقبض الثمن !