يشهد الوسطان السياسي والإعلامي اليمني تفاعلاً واسعاً بخصوص نتائج مشاورات السويد، وذهبت أطراف سياسية إلى اعتبار المخرجات نصراً للشرعية، فيما رأت أطراف أخرى أن الاتفاق حقق انتصاراً لجماعة الحوثيين على حساب الشرعية.
ويطرح محللون أسباباً أدت إلى تجاوب الأمم المتحدة مع استقواء الحوثيين على الشرعية بسبب ضعف الأخيرة.
ضعف الشرعية
من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ضعف الشرعية، بحسب مراقبين، يعود إلى سيطرة حزب الإصلاح على مفاصل القرار في مؤسسات الشرعية العسكرية والأمنية والمدنية، الأمر الذي ألقى بظلاله على جبهات القتال، وبقيت الجبهات تراوح مكانها خصوصاً في مأرب والجوف ونهم، التي لم يحدث فيها اختراق منذ أكثر من 3 سنوات، وهو ما عزّز حضور الحوثيين في المشاورات السياسية، على اعتبار أن خصومهم أضعف منهم ولم يستطيعوا التقدم في الجبهات.
تلك الفرضية يؤيدها التقارب الحوثي الإصلاحي، وعلى الأقل جناح قطر في الحزب الذي بات يصف التحالف بالاحتلال، ويدعو علناً إلى التوافق والتحالف مع الحوثيين، هذا الأختراق مكّن جماعة الحوثيين من مواجهة الشرعية في جبهة واحدة فقط بعد أن حيّد بقية الجبهات الواقعة تحت قيادة الإصلاح، وألقى بكل ثقله في معركة الساحل والحديدة.
في موازاة ذلك لم تستطيع الشرعية تحقيق استقرار وتنمية وأمان في المناطق التي تديرها، سواء بسبب التعيينات في المناصب القيادية لشخصيات لاتتمتع بالكفاءة أو بسبب الفساد، وهو ملف جعل من المجتمع الدولي يعيد حساباته في التعاطي مع الشرعية بصفتها غير مؤهلة لوحدها لإدارة اليمن، وبدا واضحاً إشراك الحوثيين في إدارة مؤسسات إقتصادية قبيل الولوج في مفاوضات السلام.
الشرعية تعتبر الاتفاق انتصاراً وتراهن على تنصل الحوثيين
تعتبر الشرعية الاتفاق نصراً كونه أخرج المليشيات من المدينة، وأمن الساحل الغربي والميناء من عمليات التهرب وتدفق الأسلحة والصواريخ من إيران إلى الحوثيين، كما أنها حرصت على وضع بنداً في الاتفاق أن الاتفاق لايمكن تكراره كسابقة لأي مدينة أخرى، بما يوحي أن معركة الشرعية مع الحوثيين ستنتقل إلى مدن أخرى.
وعلى الرغم أن اتفاق السويد أصبح ملزماً، بحسب إفادة المبعوث الدولي مارتن غريفيث، اليوم الجمعة لمجلس الأمن، إلا أن الشرعية لاتزال تراهن على تنصل الحوثيين عن الاتفاق، وهو ما أكده وزير الخارجية خالد اليماني، من أن الحوثيين وقعوا خلال سنوات الحرب 75 اتفاقاً ولم يلتزموا باتفاق واحد، وهو ما أكده أيضاً طابور طويل من قيادات الشرعية، على رأسهم وزير الداخلية أحمد الميسري، الذي شن هجوماً لاذعاً على من يصدق أن الحوثيين سيلتزمون بالاتفاق.
أياً يكن الحديث عن نتائج الاتفاق، فإن العبرة بما يتمخّض عنه ميدانياً خلال الأسابيع المقبلة، وبحسب مراقبين فإن لم يكن للشرعية نصراً في اتفاق السويد فإنه لايزال بيدها مزيداً من الأوراق تستطيع تحقيق أكثر من انتصار إذا توفرت الإرادة.