آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


مقابلة الحسني مع الجزيرة .. تناقض بلا حدود

مقابلة الحسني مع الجزيرة .. تناقض بلا حدود

الخميس - 20 ديسمبر 2018 - 05:21 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص .


يندرج توظيف قناة الجزيرة لعادل الحسني، من أجل مهاجة الإمارات ضمن الحكمة المشهورة �إذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل�، إذ أنه فور ظهور الحسني مفبركاً إدعاءات توظفها الجزيرة كمادة إعلامية لمهاجمة التحالف، تعاطى الجنوبيون معها بواقعية، مفندين ما جاء في المقابلة بالحقائق التي لايمكن أن ينكرها عاقل.

وبحسب متابعين فإن الجزيرة استهدفت الجمهور العربي بالمقابلة التي حملت الكثير من المغالطات والتناقضات، لأن المتابع اليمني يعرف جيداً حجم التزييف الذي تروج له الجزيرة يومياً خصوصاً فيما يتعلق بتشويه دور الإمارات في اليمن، عبر تلفيق اتهامات تتعلق بملف السجناء وحقوق الإنسان.

ومؤخرا زجت الجزيرة بعادل الحسني ليساهم في هذا الدور المشبوه لكن حجم التناقضات المهولة الذي ازرى بمقابلته التلفزيونية التي تمت في برنامج بلا حدود الذي بث ليلة أمس على شاشة قناة الجزيرة القطرية حول ذلك المخطط إلى فضيحة .

حيث رصد مراقبون جنوبيون كما كبيرا من التناقضات في حديث عادل الحسني وصلت في ذروتها إلى حالة انفصال مع الواقع والصفة التي قدم بها نفسه للجزيرة .

وذكروا بان عادل الحسني قال انه رأى جنودا كولمبيين ورأى شركة بلاك ووتر في مقر التحالف العربي في عدن .

وأشاروا بانه كان جازما في ذكر الكولمبيين مع انه لا يجيد اللغة الكولومبية فمن راهم ربما يكون من فيتنام أو السلفادور أو نيكاراجوا ، لكنه كان متأكد انهم كولمبيون .

وكان متأكدا انه رأى شركة بلاك ووتر دون غيرها من الشركات الأمنية ومع أن مذيع الجزيرة كان يردد اسم شركة أخرى لكن عادل كان جازما في أنها بلاك ووتر !

وتسائلوا أين تم تكرار هذين اللفظين طوال حرب عاصفة الحزم وعلى لسان من بالتحديد ؟

نعم ورد هذان اللفظان على لسان الحوثيين أعداء الإمس ورفقاء اليوم بالنسبة إلى حلف الدوحة طهران الذي ينتمي عادل إلى تفرعاته الحزبية والتنظيمية باعتباره جزءا من جناح قطر في منظومة عمل الاسلام السياسي واجنحته الارهابية ممثلة في القاعدة وداعش .

فعادل إذن لم يجد جنودا كولمبيين ولم يرى بلاك ووتر وإنما أخذ التهمة جاهزة من شائعات جماعة الحوثيين التي صدرتها عبر الإعلام.

واضاف محللون بان عادل الحسني زعم بأن تحرير محافظات الجنوب من الغزو الحوثي كان أشبه بتمثيلية وهو محق في أن يقع في هذا الوهم فعادل اصلا كان ممثلا بارعا في جبهة " عكد مول " التي تمثل الشبيه التوأم لجبهة نهم في مسرحيات " محلك سر " ، وردوا بانه ليس غريبا على مقاتل في جبهة قاتلت سنتين في كيلو متر مربع واحد ثم تحررت عبر جنود جنوبيين جاءوا لتحريرها من عدن وفكوا حصارا مفروضا على جماعة عادل التي كانت أسيرة قناص حوثي يقف على قمة جبل عكد ، ليس غريبا هنا الحديث عن مسرحيات وتمثيليات فهذا هو " التعويض النفسي " الوحيد لجبهة العجز التي حررها مقاتلون قطعوا مئات الكيلومترات لتحريرها بينما أهلها قاعدون .

وسخر آخرون من زعمه أن المخابرات البريطانية أخبرته باسم الضابط علي الطنيحي فكيف يعقل تصديق ذلك وهل تقدم المخابرات البريطانية معلومات حساسة لمواطن يمني لا يحمل أي صفة رسمية وهي الدولة التي تعتز بمخابراتها وتمجدها دائما في سلسلة أفلام جيمس بوند ذائعة الصيت .

ولاحظ متابعون قمة التناقض الذي أوقع بالحسني متجسدا في تصادم تصريحاته حيث ذكر مطلع المقابلة زعم أنه لم يقابل ابو خليفة ابدا ثم نسي في آخرها وزعم انه التقاه حين زعم أن ابو خليفة طلب منه قتل العيسي وأخبره بان يسلم اسرته كضمان لتنفيذ العملية .

ونوه ناشطون جنوبيون الى تناقض اخر شاب كلام الحسني مفاده انه إذا كانت الامارات تملك فرق قتل كولومبية ومرتزقة تابعون لشركة بلاك ووتر فلماذا اعيتها مهمة قتل العيسي حتى تستعين بسجين لتنفيذ هذه المهمة .

وأضافوا هل يعقل أن تطلب دولة مثل الامارات ضمانا لتنفيذ القتل يتلخص في الإبقاء على أسرة المكلف بالمهمة تحت رعاية الدولة بما يمثله ذلك من مخاطرة كبيرة لا ترتكبها أعتى الدول البوليسية فضلا عن دولة معتبرة تملك سجلا حقوقيا يحترم مبادئ حقوق الإنسان .

وذكروا بان ذات التناقض قد بلغ أوجه حين تغنى من يزعم أنه قيادي بالمقاومة الجنوبية بنشيد علم الاحتلال الذي هب أهل الجنوب قاطبة للموت دون رأيته يرفرف في مدنهم .