آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


هزائم مليشيات تركيا في الشمال السوري هل تشكل تهديدا لعدن ؟ (تحليل خاص)

هزائم مليشيات تركيا في الشمال السوري هل تشكل تهديدا لعدن ؟ (تحليل خاص)

الجمعة - 11 يناير 2019 - 03:39 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص .


تسارعت الأحداث في سوريا ، وتغيرت خارطة القوى العسكرية، لصالح قوات النظام السوري ، بعد أن تلاشت بعض الحركات الجهادية المدعومة من قبل تركيا وقطر ، تلك التحولات ستلقي بظلالها على الساحة اليمنية والجنوبية تحديدا ً، خصوصاً وأدوات تركيا وقطر من العناصر الجهادية في سوريا ، تضم في صفوفها الألاف من المقاتلين اليمنيين الذي عزز بهم حزب الإصلاح جبهات القتال في سوريا بعد العام 2012.

ومع خسارة القوات في حلب وإدلب، المتمثلة بحركة نور الدين زنكي الجهادية التابعة لحركة الإخوان المسلمين ، والمدعومة من تركيا ، إضافة إلى جيش المجاهدين المدعوم أيضاً من تركيا وقطر ، بعد انقضاض هيئة تحرير الشام، (جبهة لنصرة سابقا) على مواقع تلك الحركات الجهادية حلب وإدلب بات عين الجماعات التكفيرية على الجنوب.

عودة تلك العناصر إلى الجنوب بات هدفاً للقوى الإقليمية الداعمة للإرهاب، خصوصاً والألاف من عناصر تلك القوات هم يمنيون، سافروا عبر الجسر الجوي الرابط بين عدن وتركيا في العام 2013م وهو العام الذي سيطر فيه حزب الإصلاح على مفاصل السلطة، وكان حاكماً لمدينة عدن.





مخطط نقل عناصر الإرهاب إلى الجنوب :


خلال الأشهر الماضية تلقت الجماعات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا هزائم في الشمال السوري،وسقطت منها المدن التي كانت تأوي عشرات الألاف من تلك الجماعات وعوائلهم، وبحسب مراقبين فإن الإصلاح يسعى إلى إعادة عناصره الذين انخرطوا في الحرب السورية، وعددهم 5000 مقاتل نقلوا عبر رحلات عدن إسطنبول التي دشنها الطيران التركي بواقع 4 رحلات إسبوعياً، في العام 2013، ضمن مخطط منظم نفذه الإصلاح برغم احتجاج بعض القوى والأحزاب اليمنية المشاركة في السلطة في حكومة سالم باسندوة، واعتبروها في حينها تكرار لتجربة الإفغان العرب، الذين عادوا مطلع تسعينات القرن الماضي، لنشروا الفكر التكفيري الذي ولدت من رحمه القاعدة وداعش لاحقاً، لكن تلك الاحتجاجات رفضها الإصلاح، وبحسب مصادر لتحديث تايم، فإن اللإصلاح برر أن كل من يذهب إلى سوريا فوق سن 18 ولم يرتكب جنحة في اليمن تمنعه من السفر إلى الخارج، وأن العملية قانونية.

وبحسب متابعين فإن الإصلاح يرى أن توقيت عودة المجاهدين اليمنيين ومعهم عناصر عربية وأجنبية يشكل مكسباً له في مواجهة التحالف والقوات الأمنية والعسكرية الجنوبية، خصوصاً والقوات الجنوبية الحزام الأمني والنخبتين الشبوانية والحضرمية بمساندة الإمارات حققت انتصارات ضد الجماعات الإرهابية، وكشفت مخططات الإصلاح وأذرعه العسكرية والقبيلة الداعمة للإرهاب، وقطعت تلك القوات الطريق على الجماعات الإرهابية السيطرة على مدن الجنوب وإقامة الولايات والإمارات الإسلامية كتمهيد لإعلان الخلافة الإسلامية، التي بشر بها زعيم حزب الإصلاح الروحي عبدالمجيد الزنداني أنها ستقام في العام 20120.





الجنوب ساحة المواجهة :


بحسب مصادر لتحديث تايم، فإن المخطط بدا قبل أشهر، ورجع المئات من سوريا عبر تركيا الصومال، ومن ثم اليمن بحراً، وكشفت مصادر ملاحية لتحديث تايم، عن وصول شهرياً من الصومال تهريب إلى عدن وشبوة وأبين وحضرموت، 600 عنصراً، في عمليات منظمة، تشرف عليها أجهزة الاستخبارات التركية والقطرية، بمساعدة الجماعات الجهادية المسيطرة على بعض أقاليم الصومال، وبعد خسارة تلك القوى لمواقع نفوذها شمال سوريا، فإن الألاف سيتدفقون عبر خطوط التهريب البحرية، الأمر الذي يشكل تهديداً لمدن الجنوب، والتي بات من مصلحة خصوم التحالف الإقليميين سقوط المدن المحررة في الجنوب في الفوضى والدمار.



جهود سياسية وإعلامية مهدت المهمة؟


تصاعدت في الأشهر الأخيرة، الحملات الموجهة ضد القوات الأمنية الجنوبية المتمثلة بالنخب والحزام الأمني، وتقاطعت مصالح الحوثيين والإصلاح والجماعات التكفيرية القاعدة وداعش، في مواجهة القوات الجنوبية إعلامياً وسياسياً، وأعطى الإصلاح والحوثيون مساحات كبيرة في وسائل الإعلام التابعة لهما، سواء القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي، لشن هجوماً على القوات الجنوبية وتشويه دور التحالف في الجنوب، تلك الحرب الإعلامية ساندتها قطر وتركيا في إعلامها العربي والعالمي، كل تلك الجهود تندرج ضمن الحرب الناعمة، لخلق بيئة رافضة للقوات الجنوبية والتحالف في المناطق المحررة، على أن تكون تلك البيئة جاهزة لتقبل البديل الذي تجري التحضيرات لإعداده عبر المخطط التركي القطري ومحاولة خلق انتصار عوضاً عن خسارتهما في الشمال السوري.