آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


في ذكرى نكبة فبراير.. دموع الجنوبيين تنزف على الفيس بوك

في ذكرى نكبة فبراير.. دموع الجنوبيين تنزف على الفيس بوك

الخميس - 28 فبراير 2019 - 09:03 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/خاص

تفاعل نشطاء سياسيون على منصات التواصل الاجتماعي، في ذكرى فبراير، يوم انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن ضمن اتفاق «المبادرة الخليجية» التي قضت تقليد هادي الرئاسة عبر انتخابات بدون منافس، التفاعل الذي ضجّت به منصات التواصل في الذكرى السابعة لانتخاب هادي، جاءت معظم تغريداته تصف «الذكرى بالنكبة»، بعد أن عمّت الفوضى المدن اليمنية وانهارت الدولة وتفكك الجيش، غير أن رأياً أخر يقول أن هادي جاء في مرحلة حساسة تكالبت كل الأطراف الداخلية والخارجية فيها على اليمن، وورثت هادي من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وضعاً معقداً ومركباً، سواءً من الناحية الاقتصاد الذي كان على هاوية الانهيار، أو من حيث التهديدات الداخلية المتمثلة بجماعة الحوثييين التي تمددت قواتها العسكرية خارج مدينة صعدة، أو بنشاط تنظيم «القاعدة» الذي بات مسيطراً على مساحات جنوبية واسعة، لحظة انتخاب هادي رئيساً.
سياسيون يهاجمون هادي
يبدو أن الذكرى السابعة لانتخاب هادي أظهرت مواقفاً مناهضة من قبل قيادات سياسية فاعلة ترفض بقاء هادي رئيساً لليمن، ولعل اللافت في تلك المواقف تغريدة للشيخ حميد الأحمر، التي وصف فيها سنوات حكم هادي بـ«السبع العجاف»، مهدداً بإن «الشعب سيجد الوسيلة لإيقاف نزيفه الدامي ومعاناته الكبيرة متجاوزاً الشرعية والتحالف ومؤامرات القوى الدولية»، وطالب بـ«رص الصفوف وتوحيد الجهود لجعل هذه الذكرى طياً لصفحة السبع السنوات العجاف والانطلاق بثقة نحو المستقبل»، وبعد تغريدة حميد بساعات شن القيادي المؤتمري إبن شقيق علي عبدالله صالح، يحيى محمد صالح، هجوماً لاذعاً على الرئيس هادي، واصفاً عهده بـ«الكارثة»، وقال يحيى إنه «وفي مثل هذا الْيَوْمَ المشؤم من عام 2012 وبعد اتفاق الأحزاب السياسية تم انتخاب رئيس جمهورية توافقي لمدة عامين فقط وخلالها كشف من تم انتخابه عن خسته ونذالته وحقارته فشهد الوطن خلالها عدد من العمليات الإرهابية والفساد وسؤ الإدارة»، مشيراً إلى أن «مستمر في سلطة لا يستحقها ولذا حذرنا من التمديد لهذا الكارثة وكنا صادقين في مطلبنا ذلك والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية حسب المبادرة الخليجية ولكن الجميع تساهل من احزاب ومنظمات مجتمع مدني والآن نجني وبال عدم الإلتزام بالاستحقاقات الدستورية».
وانهالت تغريدات لنشطاء سياسيون وصحافيون اعتبروا أن «هادي فقد شرعيته بسبب انتهاء المرحلة الانتقالية وأيضاً بسبب تقديم استقالته فضلاً عن انتهاء المدة المحددة بالدستور اليمني بسبع سنوات»
محطات في عهد هادي
قضى الرئيس عبدربه منصور هادي، سبع سنوات رئيساً لبلد شديد التعقيد اجتماعياً وسياسياً ومذهبياً وقبلياً، لكنه بلداً يمتلك هامشاً من الديمقراطية والتعددية تؤهله إلى الانتقال إلى دولة مدنية في حال توفرت القيادة الحكيمة، غير أن هادي بحسب مراقبين حوله إلى مقبرة جماعية.
فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية التي تدهورت منذ العام 2012، وبعد صعود هادي للرئاسة بـ6 أشهر، قال تقرير منظمة الغذاء العالمي، أن المجاعة ارتفعت بنسبة 87% عن العام 2009، ليصل عدد المهددين بالمجاعة إلى 10 ملايين يمني، ولم تكن الأوضاع أمنياً وسياسياً على خلاف الملف الإنساني، وكان هادي يقود البلد إلى كارثة بخطوط متوازية إنسانياً وأمنياً وسياسياً، وأثناء شهر عسل رئاسته لليمن، التهمت القاعدة محافظات يمنية، وشهدت العاصمة صنعاء، تفجيرات واغتيالات شبه يومية، وعلى رغم دعم المجتمعين الإقليمي والدولي لحقبة هادي، غير أنه دفع بالبلد إلى أكبر أزمة سياسية قبيل الحرب، عندما رفض تعديل مسودة الدستور، واتخذ قراره الشهير بتقسيم اليمن إلى أقاليم رافضاً موقف المؤتمر الشعبي العام والأشتراكي وأنصارالله والحراك.
ولعل من أبرز المحطات في عهد هادي عندما بدا الرجل بعد تربعه على عرش اليمن، مباشرةً بهيكلة الجيش وفكفك عقيدته القتالية، تلك الخطوات راحت لصالح الحوثيين، كما أن الأشهر الأولى لحكم هادي وصفتها صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية بأسوأ صفقات الفساد، وأكدت فقدان مليارات في الثقب الأسود.
وبرأي محللين فإن حرب «التحالف» كان يمكن لها أن تكون مؤقتة في حال توفرت القيادة السياسية المسؤولة، غير أن ما قدمه «التحالف» من مليارات تم استخدامها بطريقة سيئة سواءً فيما يتعلق بالملف الإنساني أو بالملف القتالي.
مؤيدو هادي يحتفون بالذكرى
وعلى نقيض لمواقف التي تهاجم هادي، اعتبر القيادي المؤتمري البارز ومستشار هادي، محمد جباري، أن «مناصرة هادي واجب وطني»، مضيفاً «بغض النظر عن الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الرئيس هادي منذ سبعة أعوام، إلا إن التمسك بشرعية الرئيس هادي و الالتفاف حوله ومناصرته واجب وطني لأنه الأمل الوحيد للخروج من ما نحن فيه».
وغّرد نشطاء وسياسيون واصفين الرئيس هادي بـ«المنقذ»، وتساءل الناشط السياسي سالم الحسني، «ما البديل في حال ذهب شرعية الرئيس هادي؟»، معتبراً أن هادي «ما تبقى من أمل للدولة، وهو يملك من الصبر والحكمة ما لايملكه أحداً قبلة»، ولفت إلى أن «الرئيس هادي صبر كثيراً وتحمل كل المتاعب التي واجهته لاجل هدف محدد وهو وضع عجلات اليمن الاتحادي في مسارها وهذة بداية صنع مستقبل جديد لليمن الذي انهكته الصراعات».
ويدافع الكثير من النشطاء الجنوبيون عن عهد هادي، مؤكدين أن الجنوب بات في أيدي أبناءه بسبب سيسات الرئيس هادي التي مكنت قيادات الحراك الجنوبي من تقلد مناصب سياسية وعسكرية هامة، وهي القيادات التي كانت إلى قبل عهد هادي إما في السجون أو طريدة في الجبال.
هكذا تفاعل اليمنيون مع النسخة السابعة من ذكرى فبراير، التي تتزامن مع المساعي الأممية لوقف الحرب في اليمن وتشكيل مجلس رئاسي انتقالي، وحكومة وحدة وطنية، وحينها قد يظل هادي رئيساً مؤقتاً حتى الإشراف على انتخابات رئاسية وبرلمانية، أو قد يرغم على التنحية بضغوط دولية وإقليمية ضمن استحقاقات التسوية السياسية.