آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


هل تنجح الشرعية المتأخونة في قذف عدن الى سعير الجحيم الإخواني ؟

هل تنجح الشرعية المتأخونة في قذف عدن الى سعير الجحيم الإخواني ؟

الخميس - 07 مارس 2019 - 04:23 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/خاص

يحاول حزب الإصلاح جر الأوضاع في عدن وتحويلها إلى نسخة من تجربته في تعز.

خلال الأعوام الماضية خطط الإصلاح ليكون له موقع جغرافي يضم محافظة أو أكثر تكون محطة لتنفيذ سياساته في اليمن، وعلى الرغم أن مدينة مأرب تعد محطته الرئيسية إلا أن التوازنات القبلية والسياسية في المدينة أعاقت الحزب في السيطرة الكاملة على المحافظة وتنفيذ أجندة التنظيم.

في أغسطس الماضي كانت تعز مع موعد لموجة صراع دشنها الإصلاح ضد كتائب ابو العباس والقوى الشبابية الرافضة لتحويل تعز إلى معقل للإصلاح، خصوصا والأخير قد أنشأ معسكرات تدريبة وجهز فرق الاغتيالات وحول مباني حكومية إلى سجون سرية منها فندق رويال والمعهد القومي ومقر نيابة الأموال، كل تلك الخطط الأمنية والعسكرية يشرف عليها عبده فرحان الملقب سالم، المدعوم من قبل الشرعية بالمال والسلاح.

وخلال الأشهر التي سبقت اندلاع معركة الإصلاح في تعز ، كان قد شن حربا إعلامية وسياسية ضد قوات ابو العباس والأحزاب السياسية الناصري والاشتراكي وغيرها، تلك الحرب شبيهة بما يمارسه الإصلاح والشرعية في عدن، وبرأي محللين فإن التخويفات اليومية على منصات التواصل الاجتماعي من القوات الجنوبية ومن المجلس الانتقالي، تكشف أن الإصلاح والقوى الداعمة له تحضر إلى جر مدينة عدن إلى تجربة تعز.

وعلى الرغم من سيطرة الإصلاح على مدينة تعز وخروج قوات ابو العباس ،حقنا للدماء، ظلت المدينة تغرق في موجات الصراع والاغتيالات والتصفيات، كما أن الجبهات التي كانت مشتعلة في مواجهة الحوثيين توقفت، ودخلت قيادات الاصلاح في تفاهمات مع الحوثيين فور سيطرة التنظيم على تعز.

وبرأي مراقبين فإن سياسات الإصلاح تبدو أولويتها في مواجهة التحالف والقوى الموالية له في المناطق المحررة، ولهذا كثف الإصلاح جهوده خلال الأشهر الماضية بتجاه عدن وبحسب مصادر ل"تحديث نت" فإن الاصلاح والشرعية قدما دعما كبيرا لتأسيس جيش الاكتروني لمواجهة دور الإمارات في اليمن والمجلس الانتقالي في الجنوب، تلك المنصات التي يشرف عليها نشطاء يمنيون، لايتركون شاردة ولا واردة تحدث إلا وحملوها القوات الجنوبية، حتى وإن كانت أحداث جنائية طبيعية تشبه الحوادث التي تحصل في كل دول العالم، غير أن الإصلاح يوظف تلك الأحداث من أجل خلق رأي عام معارض للقوات الجنوبية وللمجلس الانتقالي.

في موازاة ذلك فشلت الشرعية التي يسيطر عليها وحزب الإصلاح، في خلق نموذج واحد في أي منطقة محررة، ولولا تشكيل القوات الجنوبية المتمثلة بالحزام الأمني والنخب لكان الجنوب يعيش فوضى أمنية ولتوسع نشاط تنظيمي القاعدة وداعش، ولظلت أبين وشبوة وأجزاء من حضرموت في قبضة القاعدة.
وفي حال سقطت عدن في مخطط الإصلاح فإن مصيرها الفوضى الشاملة على غرار نموذج الإخوان في تعز.