آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


أين سيضع الانتقالي قدمه في المرحلة المقبلة ( بعدان أم مكيراس) " تحليل خاص "

أين سيضع الانتقالي قدمه في المرحلة المقبلة  ( بعدان أم مكيراس) " تحليل خاص "

الجمعة - 05 أبريل 2019 - 04:51 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/خاص


الأوضاع على طول الجبهات وعرضها في مواجهة حركة الحوثيين لصالح القوات الجنوبية واستطاعت ألوية العمالقة الجنوبية وقوات الحزام الأمني والمقاومة من تحقيق انتصارات كبيرة على امتداد الساحل الغربي وصولا إلى مدينة الحديدة.

ومع التطور اللافت على جبهة مريس المحاذية لمدينة إب ،تبدو الخارطة العسكرية تميل لصالح القوات الجنوبية خصوصا والمجلس الانتقالي الجنوبي زج بقواته إلى داخل المدينة وهو مؤشر بأن المجلس ماض في تحرير المناطق الشمالية المتصلة بالجنوب وذلك لدفع التهديدات الحوثية على الجنوب، التي باتت على بعد مائة كيلو عن العاصمة عدن، ومن تلك المناطق يمكن لها أن تستهدف مناطق حيوية في عدن سواء بالطائرات المسيرة الإيرانية أو عبر الصواريخ الباليستية.


معركة تحرير بعدان

تمثل مدينة بعدان أهم مدن محافظة إب وترتبط جغرافيا بالشعر مرورا بالعود المحاذية للضالع، الأمر الذي يجعلها في مرمى القوات الجنوبية، وعمليا تبدو المعركة قد دخلت الربع الساعة الأخيرة لتحرير بعدان ، تلك المعركة التي تدور رحاها بالتزامن مع معركة تحرير مكيراس ، تؤكد أن المجلس الانتقالي قد شق طريقه نحو تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين ، من أجل خلق معادلة جديدة على الخارطة العسكرية تميل كفتها لصالح القوات الجنوبية التي باتت رقم صعب في اليمن ينظر إليها المجتمعين الإقليمي والدولي كـ"بيضة القبان" في رسم مستقبل اليمن ما بعد الحرب.

وتأتي تلك التطورات بعد فشل الرهان على قوات  الإصلاح في تحقيق اختراق في المناطق الشمالية، وبعد عجز الشرعية في تقديم نموذج يمثل انتصارا لها على جغرافيا المناطق الشمالية.

غير أن القوات الجنوبية خاضت معركتها من أجل استعادة الدولة الجنوبية، وهي تعلم أن الجنوب لن يكون مستقرا مالم تؤمن مناطق الجوار في مريس والعود وبعدان، إضافة إلى التهديدات في امكيراس المنفذ الحوثي إلى أبين وصولا إلى عدن، كما أن بيحان لا زالت بوابة للحوثيين للسيطرة على مناطق شبوة وفصلها عن محيطها حضرموت وأبين.


معارك الجبهة  الوطنية تعود مجددا

تاريخيا تربط مدينة إب بالجنوب أكثر من ارتباطها بالشمال، ومثلت الجبهة الوطنية اليسارية  المناهضة لحكم صنعاء والمدعومة من النظام الجنوبي، والتي خاضت معارك ضارية من مدينة قعطبة وحتى مدينة ذمار، رابط تاريخي بتلك المناطق وبالجنوب، وعرف عن أهل تلك المناطق علاقاتهم الحميمة والوجدانية بابناء الجنوب، إذ أن صنعاء مارست ضدهم أبشع أنواع الاضطهاد، وفي تكرار للتاريخ مجددا عاودت حركة الحوثيين إخضاع تلك المناطق بقوة السلاح، الأمر الذي حول تلك المناطق إلى ساحة لمعركة جديدة يكون الجنوب سندها الرئيسي، وهي المعركة التي ستحرر إب وتجعل من قوات المجلس الانتقالي على تخوم العاصمة صنعاء، بالتوازي مع تحرير الحديدة وفرض حصار شامل على صنعاء وعمران وصعدة، حتى يذعن الحوثي إلى مبادرات السلام.


إب ترحب بالمجلس الانتقالي

بدورهم، رحب ابناء مدينة إب بفتح جبهة في مناطقهم واعتبروها بداية للانعتاق من حكم الحوثي الجاثم على صدر المدينة من أربعة أعوام، وقال الناشط السياسي عماد العودي، لـ" تحديث تايم" إن "هنا علاقات أزلية ووثيقة بين قبائل الضالع والجنوب بشكل عام من جهة، وما بين المناطق الوسطى من جهة أخرى، يعزز ذلك التاريخ النضالي المشترك الذي كان يمثله الشهيد جار الله عمر، و وصالح مصلح، وهو ما انعكس على المشهد الجديد الحاصل في معارك اليوم، والذي ستنبثق عنه تحالفات جديدة هذه المرة بهدف مواجهة الحوثيين" مضيفاً أن "معركة مريس تختلف عن حجور في كونها جبهة مفتوحة، فضلاً عن تشارك النّسب والعادات والتقاليد والأعرف والسلاح مع أبناء المناطق الجنوبية، الذين لم يبخلوا بتضحياتهم في البقع أو في الساحل الغربي، كذلك لن يتوانوا في رفد جبهات العود ومريس".

وبرأي مراقبين فإن المجلس الانتقالي قد يحسم المعركة مع الحوثيين في أهم المناطق التي تمثل أهمية اقتصادية للحوثيين كالحديدة أو تلك التي تمثل أهمية من حيث محاذاتها إلى صنعاء وارتبابطها بجيهات أخرى كإب التي ترتبط بذمار والضالع وتعز إضافة إلى الحديدة.

ويتوقع محللون بإن المجلس الانتقالي قد يضع رجله على جبال المناطق الباردة في بعدان ومكيراس، قبيل انعقاد مجلس الأمن الذي سيناقش مستقل اتفاق السويد، في الوقت الذي تكون فيه قوات المجلس الانتقالي قد غيرت موازين القوى لصالح الجنوب.