يبدو أن الدوحة استدرجت الحوثيين إلى فخ مريس، خصوصا والمدينة التي تعد بوابة الجنوب تقع تحت سيطرة قوات الإصلاح، الأمر الذي سهل على الدوحة الزج بالحوثيين إلى مريس من أجل فرض حصار خانق على مدينة الضالع، كورقة تستخدمها الدوحة وطهران في ملفات المفاوضات، إضافة إلى فتح جبهة مريس بالتازامن مع جبهة أمكيراس في أبين وبيحان في شبوة وذلك من أجل استنزاف المقاومة الجنوبية وسحب الألوية التي تقاتل في الحديدة والمناطق الشمالية إلى الجبهات في الجنوب.
مخطط الدوحة
منذ أكثر من عام سيطر حزب الإصلاح، بضوء أخضر من الدوحة على كامل مدينة مريس وتهميش دور المقاومة، مستغلا الموقع الجغرافي الهام لمريس التي تعد خط الدفاع الأول عن مدينة الضالع والجنوب بشكل عام من أي تهديدات من اتجاه الشمال، إضافة إلفى أنها تربط عدد من المديريات ببعضها وتمثل أهمية عسكرية استراتيجية للجبهات المتصلة بإب وتعز و الحديدة، ومهد الإصلاح بسيطرته على على معسكر الصدرين الهام، إضافة إلى اللواء 83 مدفعية، وأزاح الحزب قيادات المقاومة بمختلف انتمائتها من قيادات الجبهات في مريس ووضع يده على كل الجبهات في مريس من موقع الشرف في الشمال الغربي وحتى الجنوب في منطقة يعيس والرحبة والزيلة وتبة الحميدي.
غير أن المعارك التي اندلعت منذ أيام في مريس، كشفت جانبا من مخطط الدوحة، والذي تحول إلى فخ للحوثيين، بعد أن عززوا جبهاتهم بثلاثة ألوية استقدموها من صنعاء، في معركة كلفتهم العشرات من الضحايا، بعد تقدم قوات المقاومة الجنوبية مسنودة بغارات التحالف، وتحولت مدينة إب هدفا للمقاومة بعد أن أراد الحوثيين تحويل الضالع إلى هدف للحصار.
وبحسب المصادر ل<تحديث تايم< فإن قوات المقاومة والجيش تقدمت في أكثر من جبهة في ناصة وجبل التهامي كما تقدمت أيضا في دمت وجبن، ونقلت المعركة إلى عمق مدينة إب.
جبهة مفتوحة لتحرير إب
لاتشكل مدينة إب بيئة حاضنة للحوثيين، وتبدو المعركة المفتوحة التي بدأت بسبب الخديعة والحسابات الخاطئة للدوحة، لن تتوقف حتى تحرير كامل مدينة إب التي تشكل بموقعها وكثافة سكانها وروابطها الجغرافية مع ذمار وصنعاء، أهمية استراتيجية للشرعية في هزيمة الحوثيين.
ويرى محللون بأن تجربة الانتفاضات في عمق مدن الحوثي حيث حاضنته المذهبية وتماسك قواته العسكرية في أوساط المجتمعات المؤيدة له، تلك التجربة لم تعد مجدية، بعد فشل انتفاضة الرئيس عتلي عبدالله صالح وسط صنعاء، وانتفاضة حجور في حجة، غير أن فتح معركة مفتوحة في مدينة إب التي بدأت شرارتها خلال الأيام الماضية، ستحقق نجاحات، خصوصاً والمنطقة المحاذية للجنوب جعلت من قيادات المقاومة الجنوبية يعتبرون المعركة الخط الأول للدفاع عن الجنوب، الأمر الذي يشكل رافدا قويا لأبناء إب في تحقيق الانتصار، وهو ما أكد عليه الصحافي نبيل الصوفي معلقا على زيارة نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك، إلى مريس، ومعه العميد هادي العولقي، بإنهما يقودان حرب المنتصرين ضد العدوان الحوثي، مشيراً إلى أن الشمال كل الأطراف تواجه بنفسية كل تجاربها هزيمة أو فساد قيادة ، لافتا إلى أن الجنوبيين لا يتذكرون إلا الانتصارات طيلة 3 سنوات وقياداتهم ظهرت من غبار المعركة.
وبرأي مراقبين، فإن فشل الحوثيين في تنفيذ مخطط الدوحة، يعود إلى نباهة القيادة الجنوبية، والتي تدير المعارك في أكثر من جبهة ولا زالت تمتلك زمام المبادرة لإفشال المخططات التي في حال نجحت يمكن لها أن تغير الخارطة العسكرية في اليمن لصالح الحوثيين في ظل ظروف دولية تدعو إلى وقف الحرب.